سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل حول إمكانية نجاح اجتماع روما في انقاذ وحدة ليبيا.. خبراء ل"البوابة نيوز": خطوة في طريق تسوية الأزمة والمناكفات الليبية لن تنتهي قريبًا.. علي أبو جازية: حلول جبرية ولن تنهي الصراع المسلح
تشهد العاصمة الإيطالية روما غدا الأحد الاجتماع الدولي حول ليبيا بمشاركة الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى جانب مصر وإيطاليا وإسبانيا وتونس والجزائر. وسيمثل مصر في الاجتماع وزير الخارجية السفير سامح شكري الذي توجه إلى العاصمة الإيطالية مساء اليوم السبت، وسيناقش الاجتماع في حضور المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر سبل دعم الحكومة الليبية التوافقية المنبثقة عن الحوار السياسي بين أطراف ليبية برعاية الأممالمتحدة والذي استمر لمدة عام واثمر عن اتفاق سياسي وقع عليه البرلمان الليبي وبعض الأحزاب السياسية الليبية بالأحرف الأولى أواخر يوليو الماضي في مدينة الصخيرات المغربية وسط تحفظات من قبل البعض على ما تمخض عنه هذا الاتفاق من بنود تتعلق بحكومة التوافق والمجلس الرئاسي وبعض الملاحق، لا سيما الأمنية منها وموقع الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر في المرحلة المقبلة. البعض يؤكد أن اجتماع روما يمثل نهاية المطاف في مشوار تسوية الأزمة الليبية سياسيا، فيما يؤكد البعض على أن اجتماع روما سيفرض بالقوة حكومة التوافق المقترحة من قبل الأممالمتحدة وإعطائها شرعية دولية وإقليمية، سواء بغض النظر عن قبول الليبيين بهذه الحكومة أو عدم قبولهم فقضايا عديدة سياسية واقتصادية وأمنية لاسيما مكافحة الإرهاب وفروعه من الجرائم المنظمة التي تواجهها ليبيا يتطلب الاسراع في تشكيل حكومة التوافق لمواجهة هذه التحديات. وبحسب تعبير كوبلر فإن ليبيا في سباق مع الزمن. نسيجها الاجتماعي الخالص ووحدتها الوطنية والإقليمية مهددة بشكل مباشر من قبل قوى التطرف والإرهاب وأنه يجب إعلان حكومة التوافق في موعد أقصاه 16 ديسمبر الجاري. الدكتور عبدالمنعم بالكور، النائب بالبرلمان الليبي عن منطقة العجيلات غرب ليبيا، يرى أن الاجتماع الدولي حول ليبيا والذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما غدا الأحد ستكون له ثمار إيجابية. وأوضح بالكور في تصريح ل"البوابة نيوز" اليوم السبت: أن الدول الكبرى وإيطاليا وإسبانيا كما مصر وبعض دول الجوار الليبي سيدعمون بقوة التوقيع على الاتفاق السياسي يوم 16 ديسمبر الجاري في مدينة الصخيرات المغربية. وأضاف بالكور، أن هذه الخطوة ستكون بمثابة الخطوة الأولى في مشوار تسوية الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام القذافي 2011، مشيرا إلى أن هناك 92 عضوا من البرلمان من بين 155 عضوا يدعمون التوقيع على الاتفاق السياسي وهم أغلبية كما 71 شخصا من مجموعة المؤتمر الوطني منتهي الشرعية يدعمون الاتفاق ما يجعل فرص التوقيع كبيرة لا سيما بعد الزخم الذي سيعطيه اجتماع روما غدًا لتوقيع الاتفاق من قبل كل الأطراف. وتابع بالكور: أنه وبعد توقيع الاتفاق سيلتئم البرلمان من جديد وسوف تكون هناك خطة لحل المشكلات التي يعاني منها المجتمع الليبي وبناء المؤسسات الأمنية من جيش وشرطة وتفكيك المليشيات الإرهابية وشبه العسكرية وجمع السلاح وتطهير ليبيا من الجماعات الإرهابية والمتطرفة ومن ثم ستنعم البلاد بالسلام والأمن والاستقرار. حلول مؤقتة ويقول المهندس على أبو جازية، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية الليبية للتنمية والاستثمار في عهد القذافي، ووزير الإعلام الليبي الأسبق: أن اجتماع روما حول الأزمة الليبية بإيطاليا غدا، لن يضع حد نهائي للأزمة التي تعيشها البلاد منذ سقوط النظام في عام 2011. واعتبر أبو جازية، في اتصال هاتفي مع "البوابة نيوز" من مقر أقامته بألمانيا: أن محاولات الدول الكبرى المستمرة لتمكين الإسلام الراديكالي بحيث يكون على رأس السلطة في ليبيا سيؤخر تسوية الأزمة الليبية طويلا. مؤكدا أن هناك توافقا تركيا غربيا صهيونيا من أجل تصدر تيار الإسلام الراديكالي المشهد السياسي في المنطقة. وأضاف أبو جازية، أن مؤتمر روما غدا، في حضور الدول الخمس الكبرى ودول الجوار الليبي، هو من أجل إعطاء الشرعية لحكومة التوافق الليبية المقترحة من قبل الأممالمتحدة سواء وافقت الأطراف الليبية أو لم توافق مذكرا بنماذج سابقة لمثل هذه الحكومات قدمها الغرب في العراق وأفغانستان، ولكنها فشلت كونها لا تحظى بقبول الشعب. وتابع وزير الإعلام الليبي الأسبق: الوضع في ليبيا سيء للغاية والبناء على أسس خاطئة وأرضية ملتهبة حتما سيوسع نطاق الأزمة وسيدفع باتجاه شرذمة الدولة الليبية المنقسمة إلى طوائف عديدة، وهذا لن يكون في مصلحة أحد لا الدول الغربية ولا دول المنطقة. وأشار أبو جازية إلى احتمالية غياب الدب الروسي عن مفاوضات روما لا سيما إذا ما كان هناك تمثيل للجانب التركي. واعتبر أبو جازية تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس بخصوص انسحاب موسكو من مؤتمر روما حول ليبيا إذا ما حضرت تركيا، يعكس وجود رغبة روسية للابتعاد عن الملف الليبي وتركه للدول الغربية في إطار مساومات غربية روسية حول سوريا. عمرها قصير وتوقع الدكتور عبدالله عثامنة الخبير الليبي في الدراسات الإستراتيجية والإدارة الدولية، فشل حكومة التوافق الليبية المزمع الإعلان عنها خلال الشهر الجاري برئاسة المهندس فايز السراج مدعومة بالمجتمع الدولي والدول المجتمعة في روما غدا الأحد موكدا انها لن تستمر أكثر من 3 أشهور في احسن الأحوال. وأوضح عثامنة في تصريحات ل"البوابة نيوز"، مساء اليوم السبت: أن الشعب الليبي يبحث عن حكومة وطنية حقيقية خاصة في تلك المرحلة التي تنذر بانتشار اوسع للجماعات الإرهابية، وعلى رئسها "داعش" في كل ربوع الدولة الليبية. وأكد الخبير الليبي في الدراسات الإستراتيجية والإدارة الدولية، أن مواجهة الإرهاب تستدعي تشكيل حكومة وفاق وطني بعيدا عن التجاذبات السياسية وليس مجرد اتفاق سياسي فالشعب الليبي يتطلع إلى حكومة وطنية ليبية حقيقية وبإرادة ليبية ومختارة ديمقراطيا بشكل مباشر وواضح وفق مخرجات الحوار الوطني الليبي بعد انضمام كل الأطراف الليبية في الداخل والخارج إليه، مضيفًا وأن يتم التوصل لاتفاق كامل حول الملاحق ثم مسودة الاتفاقية والتوقيع عليها بالأحرف النهائية لتصبح وثيقة حوارية دستورية مصاغة وفق ثوابت ومبادئ وطنية وإنسانية. وأضاف عثمانة، ثم بعد ذلك يتم اختيار رئاسة حكومة مصغرة فقط ورئاسة الحكومة تختار وزراء للحقائب الوزارية وتكون على أساس التجربة والخبرة والكفاءة وليس الشهرة والسمعة والأجندات والولاءات ويجب ابعاد جميع الشخصيات الإرهابية والجدلية وأصحاب السوابق والسمعة السيئة من المشهد تمامًا.، متابعًا اتوقع أن تكون الحكومة الجديدة فاشلة بحكم الاليات التي ادت إلى تشكيلها فهي حكومة ضعيفة لا ينسجم اعضائها فيما بينهم بحكم انتمائهم الايديولوجي المتعارض كما عدم تناغمهم مع قيادات الجيش الليبي اضف إلى ذلك ملف الخدمات الذي يحتاج خطة عاجلة تسعف المواطنين من الأوضاع السيئة التي يعيشون فيها.