سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصاعد التوتر بين بغداد وأنقرة بعد انتهاء مهلة سحب القوات التركية من العراق.. الحكومة: رفع علم إقليم كردستان في بلاد الأناضول "رسالة سلبية".. ووفد تركي يصل بغداد اليوم لبحث الأزمة
تصاعدت حدة توتر العلاقات العراقية - التركية تدريجيا بعد انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة العراقية لانسحاب القوات العسكرية التركية من (بعشيقة) بالموصل شمال غربي العراق، رغم وجود اتصالات مابين أنقرة وبغدد. وقال مصدر دبلوماسي عراقي إن "حكومة بغداد لم تستنفد الحلول بعد مع تركيا، وهناك للحوار والدبلوماسية بشأن تدخل قواتها".. وأشار إلى أن وفدا تركيًا رفيع المستوى وصل إلى العراق ظهر اليوم قادما من انقرة لبحث الأزمة بين البلدين. إلا إن رفع علم إقليم كردستان العراق في لقاءات استقبال رئيس الاقليم مسعود البارزاني في أنقرة من قبل المسؤولين الأتراك اعتبرته الحكومة العراقية "رسالة سلبية". وأضاف المصدر أن "من استقبلوه، وضعه متأزم في كردستان"، في إشارة إلى انتهاء مدة ولايته الرئاسية في أغسطس الماضي. وأكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية حسن شويرد - خلال لقائهما اليوم - أهمّيّة أن يستكمل العراق الإجراءات اللازمة لرفع طلب للأمم المُتحِدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية للتدخل السريع،ومطالبة الجانب التركيِّ بالانسحاب من الأراضي العراقيّة.. وشدِّدا على عدم وجود أيِّ اتفاق بين بغدادوأنقرة يسمح بدخول قوات عسكرية تركيّة للعراق. وأبدى الجعفريّ رغبته في الحُضُور لمجلس النواب يوم ، السبت المقبل لطرح الجُهُود المبذولة من قبل وزارة الخارجيّة بخصوص الانتهاك التركيِّ للعراق وتطوُّر العلاقات العراقيّة مع دول العالم المُختلِفة. وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت - يوم السبت (5 ديسمبر) - السفير التركي لدى العراق فاروق قايماقجي وسلمته مذكرة احتجاج على دخول قوات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية دون إذن من الحكومة الاتحادية، وطالبت تركيا بسحب مقاتليها، مؤكدة أنها ستتابع تحركها باتجاه المجتمع الدولي لإيقاف انتهاك سيادة العراق وعدم احترام أنقره لحدوده. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان العراقي أن رئيس الإقليم مسعود البارزاني أشاد برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لوضع علم اقليم كردستان في اجتماعهما الرسمي، وأبدي تقديره للموقف. وأصدرت رئاسة الإقليم بيانا اليوم الخميس حول زيارة البارزاني إلى تركيا، مشيرة فيه إلى مضمون اجتماعات رئيس اقليم كوردستان في العاصمة أنقرة ومباحثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي أمس. ووجه وزير التجارة العراقي محمد شياع السوادني بإغلاق المركز التجاري العراقي في إسطنبول على خلفية التدخل التركي في الموصل، وقال مصدر مسئول بالوزارة - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد - إن "وزارة التجارة بدأت باتخاذ إجراءات فعلية نحو تقليل التعاون التجاري بين العراقوتركيا، وأن وزير التجارة أوعز بغلق المركز التجاري في اسطنبول". وشرعت وزارة الخارجية العراقية في إجراء اتصالات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى عدد من الدول الصديقة لدارسة اتخاذ موقف تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية، وحشد الدعم الدولي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك..كما طلبت من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات هذا الانتهاك واتخاذ موقف عربي تجاهه". يذكر أن الحكومة العراقية طالبت تركيا باحترام علاقات حسن الجوار ودعتها إلى سحب قواتها التي دخلت معسكر تدريب بالموصل شمال غربي العراق - يوم الخميس (3 ديسمبر) - دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد وأمهلتها 48 ساعة انتهت مساء الثلاثاء الماضي.. حيث تم نشر 150 جنديا كمدربين بقضاء بعشيقة على أطراف الموصل مع 25 دبابة في معسكر "الزلكان"، الذي يديره محافظ نينوي المقال أثيل النجيفي، وغير تابع للسلطات الاتحادية.. وأشار المتحدث باسم قوات "حشد نينوى" محمود السورجي إلى أن ثلاثة أفواج من القوات التركية مزودة بأسلحة ثقيلة وصلت إلى "الزلكان". وأكد قائد القيادة الوسطى للقوات الأمريكية الجنرال لويد اوستن الذي استقبله رئيس الحكومة حيدر العبادي عقب انتهاء مهلة سحب القوات التركية، دعم بلاده للعراق في حربها على تنظيم(داعش) الإرهابي وأهمية المحافظة على سيادة العراق ووحدة أراضيه. كما شدد المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكورك احترام التحالف لسيادة العراق، وقال: إن كل أعمال التحالف تتم بعلم وإذن الحكومة العراقية، وأن هناك حوارا متواصلا بين الطرفين بشأن مسألة دخول القوات التركية للعراق. وأكد ماكورك - في مؤتمر صحفي بالسفارة الأمريكية في بغداد أمس ، الأربعاء- أن الحوار والدبلوماسية أمر أساسي لحل المشكلة بين العراقوتركيا.. نافيا نشر عشرة آلاف جندي وقوات عربية في العراق. فصائل مسلحة تهدد بالتصعيد واعتبرت فصائل عراقية مسلحة أي تواجد أجنبي على أرض العراق عدوانا، وهددت بأن خيارات الرد ستكون مفتوحة إذا لم تتخذ الحكومة العراقية إجراءات حازمة تجاه تواجد القوات التركية في الموصل شمال غربي العراق.. كما دعا الأمين العام لمنظمة "بدر" الشيعية كبري فصائل "الحشد الشعبي" هادي العامري إلى تظاهرات يوم، السبت، المقبل في "ساحة التحرير" وسط بغداد رفضا لتواجد أي قوة أجنبية بالعراق. كما طالب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي حكومة أنقرة بسحب قواتها العسكرية من داخل الأراضي العراقية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار والعلاقات بين الشعبين، وقال: إن دخول القوات التركية إلى الموصل دون تنسيق أو علم مسبق للحكومة العراقية يعد خرقًا للسيادة وانتهاكًا لقواعد القانون الدولي. ودعا العبيدي نظيره التركي عصمت يلماز- في اتصال هاتفي تلقاه ، الأحد، الماضي من يلماز- إلى أن تقوم بلاده(تركيا) بفعل إيجابي ينسجم مع قواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وسحب القوات العسكرية التي دخلت الأراضي العراقية، ووعد وزير الدفاع التركي بمعالجة الموقف بصورة إيجابية وإبلاغ الحكومة العراقية بالخطوات العملية لذلك. وطلب الوزير التركي من نظيره العراقي تلبية الدعوة الموجهة له والتي تم تحديدها مسبقًا لزيارة أنقره، ووعد العبيدي بتلبيتها.. ورجحت مصادر أن تتم، اليوم الخميس، لتصاعد التوتر بين البلدين على ضوء عدم سحب القوات التركية من الموصل.