قررت سلطات التعليم في العاصمة الصينية اليوم الأحد حظر أي أنشطة خارجية بالمدارس بدءا من الغد وحتى يوم الأربعاء القادم، بسبب توقعات مركز الأرصاد الجوية الصينى بتعرض بكين والمنطقة المحيطة بها إلى موجة جديدة من التلوث الهوائى الشديد خلال هذا الأسبوع. ويقول خبراء الأرصاد إن تلك الموجة من الضباب المحمل بالملوثات الغازية التي بدأت اليوم بالفعل في الزحف على أجزاء من شمال ووسط الصين لن تكون بخطورة تلك السابقة لها والتي كانت بكين ومدينة تيانجين ومقاطعة خبى القريبتين منها قد عانت منها أغلب أيام الأسبوع الماضى، حتى وصلت الأمور ببعض المدارس إلى أن تعطى التلاميذ الخيار بأن يتلقوا دروسهم بمنازلهم عبر شبكة الإنترنت. وكان وزير البيئة الصينى تشين جيننغ أعلن يوم الأحد الماضى أن الصين نجحت في تحقيق أهداف الحد من التلوث المحددة في خطتها الخمسية ال12 وذلك قبل ستة أشهر من الموعد المحدد، ولكنه اعترف أنه لن يكون هناك تحسن كبير في البيئة بالبلاد الا إذا تم تخفيض نسب التلوث بما يتراوح بين 30 إلى 50 في المائة عن المعدلات الحالية. وأتت تصريحات الوزير بينما كانت بكين والمناطق المحيطة بها تواجه موجة من أسوأ موجات التلوث في البلاد حيث أحاطت بهم سحابة رمادية من الضباب الدخانى الكثيف المحمل بالملوثات الناتجة عن عوادم المصانع والسيارات وحرق الفحم لتوليد الطاقة اللازمة للتدفئة وتشغيل المصانع. وقد أثارت الحالة الجوية مخاوف المواطنين الذين حرص الكثير منهم على ارتداء أقنعة طبية وهم في الشوارع خاصة بعد أن كشفت وسائل الإعلام ارتفاع مقدار تلوث الهواء في بكين 22 مرة فوق المعدل الآمن الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية. وخوفا على صحة المواطنين نصحت السلطات المواطنين بتجنب القيام بأى أنشطة في الأماكن المفتوحة وقامت بتعليق العمل ببعض المصانع في خبى كما منعت مرور الشاحنات على الطرق. وعزا الخبراء التلوث الجوى ببكين إلى الانبعاثات المتزايدة من محطات إنتاج الطاقة العاملة بالفحم وذلك لسد حاجة سكان العاصمة الصينية الذين يبلغ تعدادهم نحو 20 مليون نسمة للتدفئة في جو الشتاء القارس البرودة.