تظاهر المئات من المواطنين والجالية الروسية وجاليات عربية على رأسها السورية في بلغاريا أمام السفارة التركية بالعاصمة صوفيا، حاملين الإعلام البلغارية والسورية والروسية ولافتات تندد بسياسات تركيا في المنطقة العربية وبلغاريا ومنطقة البلقان عامة. وهتف المتظاهرون الذين قدموا بدعوة من حزب أتاكا "الهجوم" الممثل برلمانيا، للوقوف بوجه "الإرهابي أردوغان"، وفق هتافات المتظاهرين، على خلفية إسقاط تركيا للطائرة العسكرية الروسية فوق الأراضي السورية. وألقى رئيس حزب أتاكا الصحفي فولين سيدروف في الحشود، كلمة هاجم فيها التحالف الحكومي اليميني البلغاري، واصفا إياه بالخنوع والخضوع لإملاءات واشنطن وحلف الأطلسي، منتقدا صمت الحكم على جريمة إسقاط الطائرة الروسية، ومعتبرا الرئيس التركي أردوغان إرهابيا يمارس دور الوسيط لواشنطن في حماية الجماعات الإرهابية المتأسلمة بالمنطقة العربية وعلي وجه الخصوص سوريا. وأكد سيدروف أن كتلته البرلمانية تقدمت بمشروع بيان للبرلمان البلغاري يهدف لإدانة تركيا واتخاذ إجراءات بلغارية ضدها من الناحية الدبلوماسيه. ونوه رئيس الحزب إلى ممارسه الحكم التركي عبر قرون سياسات عدائيه واستعماريه تجاه بلغاريا منذ عام 1913 بضم الأراضي البلغارية التراقية الأصل للحدود التركية. وبمسيرة إلى الميدان الرئيسي في العاصمة صوفيا وصل الحاضرون لمقر السفارة الروسية بوضع إكليل من الزهور والورود على أرواح الطيارين الروسيين اللذين لقيا حتفهما. داخليا، هاجمت المعارضة القومية والاشتراكية حكومة الائتلاف اليميني بزعامة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف، رئيس حزب مواطنين من أجل التغيير الأوروبي، بسبب غيابه وبعض وزراء حكومته في زيارة للصين في ذلك الوقت، واصفا الموقف بالهروب من اتخاذ موقف واضح على ضوء المصالح الوطنية البلغارية، بل وصف تصريح رئيس الحكومة من بكين "بأن ما حدث صدام ما بين تركيا وروسيا في منطقة حدودية، مطالبا بعم عسكره الحدث لصالح الأمن القومي البلغاري"، بأنه يمثل انتكاسه للعلاقات البلغارية الروسية التاريخية المشتركة عبر قرون. في نفس الوقت عقدت نائبة رئيس وزير الداخلية البلغارية رومانا بتشفاروفا اجتماعا لرؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، لتحليل الموقف على ضوء بيان الاجتماع الاستثنائي لحلف الأطلسي. وأكد البيان الصحفي الصادر عن الاجتماع ضرورة إجراء محادثات ثنائيه بين موسكو وأنقرة لاحتواء الأزمة، وأن الحل السياسي السلمي للخروج من الأزمة السورية على قاعدة مؤتمر جنيف يمثل إمكانية واقعية من خلال المفاوضات التي بدأت. لكن بيان حزب الحقوق والحريات - المعبر عن الأقلية التركية في بلغاريا بالمناطق الحدودية - الذي دافع عن حق تركيا في إسقاطها الطائرة الروسية، لاقي غضبا في جلسة برلمانية، أثناء إلقاء بيان الحزب التركي المذكور. وغادر معظم نواب المعارضة الاشتراكية قاعه الجلسة في مقاطعة واضحه، إلا أن تعقيب نائب رئيس البرلمان ياناكي ستويلوف على بيان الحزب التركي كان قاطعا في طلبه للحكومة بتوضيح موقف صريح ولا لبس فيه ووضع موقف موحد بين الناتو والاتحاد الأوروبي متسائلا، لماذا تم قتل الطيارين الروسيين اللذين نجيا بعد إسقاط الطائرة ؟؟ من ناحيته أكد رئيس هيئه أركان السابق للجيش البلغاري الجنرال ميخوميخوف - الرئيس الحالي للجنه البرلمانية لشئون الدفاع- أن الطيران العسكري التركي كان لديه مقدما الدافع الداخلي لإسقاط الطائرة الروسية، بل إنه أسقطها بدون تحذير ولا أحد يعرف حتى الآن هل اتخذت تركيا قرارها بشكل منفصل أم بالاشتراك مع حلف الأطلسي. وطالب ميخوميخوزف بلجنة تحقيق دولية لفحص ملابسات الحادث بشكل موضوعي، كما طالب السلطات البلغارية بعدم التورط.