لم يكن كافيًا اعتذار وإدانة القائمين على مسجد بروكسل، التابع للمركز الثقافى الإسلامى فى بروكسيل عما حدث فى باريس من تفجيرات إرهابية أسفرت عن مقتل ما يقرب من 130 قتيلًا، ليبعد الأنظار والاتهامات التى يوجهها الغاضبون من المسجد، متهمينه ومعه حى مولنبيك ببلجيكا، بأنهم السبب الرئيسى فى تخريج العديد من الشباب الذين انضموا لتنظيم «داعش» الإرهابي، خاصة أن غالبية من تورطوا فى الاعتداءات «مروا من هنا». وفى مؤتمر صحفى جلس إمام المركز الثقافى الإسلامى فى بروكسيل محمد نديايه، معلنًا عن كامل تضامنه مع المجتمع البلجيكى بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة فى باريس قائلا: « نعبر عن حزننا العميق إزاء الهجمات الإرهابية فى باريس.. وعواطفنا مع الفرنسيين وأسر الضحايا لكن أصوات المعارضين واتهاماتهم كانت أعلى صوتًا مطالبين بالتحقيق مع المركز ووقف التمويل وكشف كل من تورط فى ذرع الأفكار الإرهابية فى عقول الشباب المسلم فى بلجيكا حيث واصلت الصحف الفرنسية والبلجيكية هجومها عليها مؤكدة إنه معقل للسلفيين فى بلجيكا منذ ثلاثين عامًا، ويشكل أرضية خصبة لشبكتها». المركز الإسلامى والذى يقع فى حى الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، والقريب أيضًا من مبنى المفوضية الإرهابية يرعى المسجد حوالى 700 طفل من أجل حفظ القرآن، كما يقدم دروس اللغة العربية ويقوم بتدريب الأئمة وبعقد لقاءات مع مسئولين ومواطنين من بلجيكا. أنشئ بأفكار سلفية وبتمويل سعودى فى العام 1967 اتفق الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية مع الحكومة البلجيكية على إنشاء مركز ثقافى إسلامى كنوع من الدعم للمسلمين فى بلجيكا الذين كثر عددهم وتزايدت بشكل كبير على أن تقوم السعودية بتمويله بالكامل إلا أن المسجد وفى فترات طويلة استغلته بعض الجماعات السلفية المتشددة فى نشر أفكارها وواجه اتهامات متكررة بأنه يدعم الإرهابية فى مرتين الأولى بسبب بعض الخطب الدينية التى تهاجم إسرائيل والغرب والثانية كانت بسبب الهجوم على الشيعة. الهجوم على الشيعة من المسجد دفع شابًا يدعى رشيد بخارى إلى حرق أكبر مسجد شيعى فى بروكسل بحجة أن الشيعة يقتلون السُنة فى سوريا وحكم على هذا الشباب ب27 عامًا، ولم تكن تلك الواقعة فقط، فعدد كبير ممن تورطوا فى أحداث إرهابية فى فرنسا وأوروبا خرجوا من المسجد قبل أن يستقلوا بأنفسهم بعضهم سافر للقتال فى سوريا مثل عبدالحميد أباعود «وغيرهم تورط فى تفجيرات مدريد واقتحام فندق يهودى وقتل بلجيكى وفرنسى أيضًا. وبدورها بدأت الحكومة البلجيكية والفرنسية، فى اتخاذ خطوات جادة نحو التحقيق مع القائمين على المركز الثقافى ومسجد بروكسل، وذلك للحد من خروج المتطرفين بالإضافة لحملات موسعة لجمع السلاح المنتشر بشكل كبير فى الحى الإسلامى، كما ستتم مراقبة خطب المسجد ودروسه وتحليلها كإجراء احترازى فى مواجهة الأفكار المتشددة أو خروج التكفيريين من المنطقة.