وكالات : يعتقد المحققون الفرنسيون أن عبد الحميد أباعود، المغربي الأصل، البلجيكي الجنسية، هو العقل المدبر وراء هجمات باريس التي قتل فيها 129 شخصا. ونشأ أباعود، البالغ من العمر 28 عاما، في مدينة بروكسل، في حي مولينبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، الذين يعانون من البطالة، وازدحام المساكن. وأباعود شريك لصلاح عبد السلام، المشتبه به كذلك في هجمات باريس والذي تمكن من الفرار والذي فجر شقيقه إبراهيم نفسه في الهجمات. وقتل إبراهيم في حانة كومبتوار فولتير، دون أن يقتل أحدا، بينما نفذ متشددون ستة آخرون هجمات انتحارية دموية في مناطق أخرى. ويعتقد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" جندهم جميعا. وكان أباعود وصلاح عبد السلام قد سجنا في بلجيكا في 2010 لإدانتهما بالسطو المسلح. لكن أباعود – واسمه الحركي هو أبو عمر البلجيكي – انضم إلى تنظيم الدولة في أوائل 2013. وهناك غموض بشأن المكان الذي كان موجودا فيه قبل مقتله، إذ زعم تنظيم "الدولة الإسلامية" أنه كان في سوريا. وربما يكون التنظيم قد كذب في ما يتعلق بمكان أباعود لصرف الأنظار عنه عقب الهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو" وفي فيفييه في بلجيكا. وغالبا ما ضلل جهاديون وكالات الاستخبارات بشأن أماكن وجود مسلحيهم، من منطلق استراتيجية "الحرب خدعة". وليس من الواضح متى أصبح أباعود متشددا. وتفيد وكالة أنباء أسوشيتد برس بأنه درس في أفضل مدارس بلجيكا الثانوية، وهي مدرسة سان بيير دوكل. وكان على صلة بمهدي نموش، وهو المتشدد الجزائري-البلجيكي الذي قتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في مايو 2014. Image copyright Reuters Image caption في فبراير حددت مجلة دابق شخصية هذا الشخص بأنه أباعود وعاش نموش كذلك فترة في حي مولينبيك، وهي منطقة يقر مسؤولون بلجيك بأن الايديولوجية السلفية المتشددة تنتعش فيها بين الشباب المسلمين. وتقول ليسبيث فان دير هايدي، الباحثة في مركز الإرهاب ومكافحة الإرهاب في جامعة لايدن في هولندا، إن حي مولينبيك كان خلال السنوات الأخيرة "أكبر مركز للمقاتلين الإرهابيين الأجانب في أوروبا". ومن حيث النسبة لإجمالي عدد السكان، توجه متشددون من بلجيكا إلى العراقوسوريا للقتال بأعداد ضمن الأكبر بين دول أوروبية أخرى. وتشتبه السلطات البلجيكية بأن أباعود ساعد في تنظيم وتمويل خلية إرهابية في فيفييه، شرقي بلجيكا. وتشتت الخلية فيما بعد في مداهمة للشرطة في يناير/ كانون الثاني. وقُتل اثنان من الخلية في فيفييه. ولاحقا حدد تنظيم "الدولة الإسلامية" هوية القتيلين. وقال أباعود في مقابلة مع مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية" بالإنجليزية إنه عاد سرا إلى بلجيكا مع اثنين آخرين، وإنهم أنشأوا "منزلا آمنا" هناك، بينما كانوا يخططون لتنفيذ "عمليات ضد الصليبيين". وأضاف "المخابرات تعرفني من قبل، إذ إنني كنت مسجونا لدى السلطات"، مشيرا أنه تمكن من الهرب عقب غارة فيفييه. Image copyright AP Image caption الشرطة المسلحة فتشت حي مولينبيك الاثنين وقال "بل لقد استوقفني ضابط، وتأمل فيّ لأنه كان يقارنني بصورة معه، لكنه تركني أذهب، لأنه لم ير شبها بيني وبين الصورة. ولم يكن هذا سوى نعمة من الله". وأظهر فيديو دعائي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في 2014 أباعود وهو في مركبة تسحل أشلاء بعض القتلى وراءها. وبعد هذا بفترة وجيزة، أقنع أباعود شقيقه البالغ من العمر 13 عاما باللحاق به في سوريا. ويرتبط أباعود أيضا بهجوم فاشل حدث على متن قطار في أغسطس/ آب هذا العام. وقد تمكن الركاب من السيطرة على مسلح يدعى أيوب الخزاني في القطار شمالي فرنسا. ووضع المحققون في تلك الحالة أباعود بين المشتبه بهم في تدبيرها. كما أنه ضمن المشتبه بهم في هجوم جرى إحباطه في ابريل/ نيسان وكان يستهدف حفلا في كنيسة جنوبي باريس.