سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توقعات بتشكيل تحالف عسكري بين مصر وروسيا وفرنسا لمواجهة الإرهاب.. خبراء: أحداث باريس كشفت قصور المعالجة الدولية للإرهاب.. وسوريا وليبيا وسيناء ستكون مسرحا للعمليات العسكرية.. والتعاون الأمني بات حتميا
في ظل حالة الغليان التي يعاني منها العالم في أعقاب الحوادث الإرهابية الأخيرة، مع تنامي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي، وتوغله، في أغلب دول العالم بشكل لافت، بدأ المجتمع الدولي في وضع خطة متكاملة لدحر التنظيمات الإرهابية، فيما أكد خبراء أن العالم على مشارف تشكيل تحالف قوي يشمل معظم القوى الكبري وعلى رأسها روسياوفرنسا ومصر. فعلي الساحة الدولية، أعلنت كل من فرنساوروسيا رسميا الحرب على الإرهاب واتفقتا على تنسيق عسكري بينهما في البحر المتوسط إضافة إلى تعاون في الضربات الجوية لمعاقل التنظيم الإرهابي في سوريا في الوقت الذي تجاهلت فيه فرنسا التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعلي الصعيد المصري، يبدو أن هناك تحركات للمشاركة في التحالف الروسي – الفرنسي، حيث قام رئيس الأركان المصري بزيارة إلى فرنسا الأسبوع الماضي، كما عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس واجتماع للمجلس الأعلي للقوات المسلحة اليوم، مما يشير إلى تغير في الإستراتيجية الأمنية، خاصة مع تزامن هذه التحركات، مع الاتصال الهاتفي بين الرئيسين السيسي وبوتين، والذي اتفقا خلاله على تنسيقأآمني على أعلزى مستوي بين البلدين. وتوقع السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية الأسبق قيام تحالف دولي جديد تقوده روسيا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة. وأوضح أبو زيد في تصريح ل"البوابة نيوز" اليوم الأربعاء أن الحلف الذي تقوده أمريكا عليه علامات استفهام كثيرة كما أن هناك اتهامات لأمريكا، أنها غير جادة في حربها ضد تنظيم الدولة (داعش) في العراقوسوريا، بل وصلت الاتهامات إلى حد أن أمريكا تساعد داعش وهي اتهامات محل تحقيق. وأضاف أبو زيد أن التحالف القديم بقيادة أمريكا يضم دولا مثل قطر وتركيا وبريطانيا، وثمة تأكيدات على أن بعض هذه الدول تقدم الدعم للإرهاب، ومن ثم نجد أن الإرهاب يستمر ويتسع ويقوى. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس أظهرت خطورة الإرهاب ليس على المنطقة العربية فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضًا، كما أن أحداث باريس كشفت أن المعالجة الدولية للإرهاب ليست ناجعة وهو أثبته الروس بعد تدخلهم العسكري في سوريا، ولعل تعاملهم الجدي مع داعش هو ما أدى إلى إسقاط طائرتهم في سيناء لا سيما أن طائرة الروسية كانت قادمة من تركيا قبل وصولها إلى مطار شرم الشيخ وهو ما يوجه أصابع الاتهام إلى مطارات أنقرة خاصة وأن تركيا دولة مغرضة ومتعاونة مع الجماعات المتطرفة كما أنها ممر دائم لعناصر داعش إلى سورياوالعراق وتابع "أبو زيد"، أن كل هذه الأمور تدعو لقيام تحالف جديد ضد الإرهاب يكون أكثر جدية وفاعلية على الأرض، يضم مصر وفرنساوروسيا. بينما قال د. سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية أنه من المتوقع تشكيل تحالف مصري – روسي – فرنسي لمكافحة الإرهاب على أن يكون هذا التحالف الثلاثي بمثابة نواة لتكوين تحالف دولي يضم معظم دول العالم. وسلط اللاوندي الضوء على الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فيلادمير بوتين، الذي أكد خلاله الرئيسان، على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، خصوصًا أن المرحلة الحالية تفرض أكثر من أي وقت مضى أهمية تضافر جهود البلدين معًا من خلال مقاربة دولية شاملة، تضمن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد قوى التطرف والإرهاب التي باتت تستهدف دول العالم دون تفريق. وأضاف أن التحالف الفرنسي الروسي المرتقب كذلك مع مصر سيتمكن من دحر الإرهاب نهائيا، لافتا إلى أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا قد أثبتت صدق مقولة الرئيس السيسي بأن الإرهاب آفة عالمية وجعلت الدول الغربية جميعا على قلب رجل واحد، لافتا إلى قضية الإرهاب قد طغت على أجواء قمة العشرين. وتوقع السفير جلال الرشيدي، سفير مصر الدائم لدى الأممالمتحدة سابقا، أن يتم تشكيل تحالف دولي خلال الفترة القادمة لمواجهة تنظيم "داعش" ودحر الإرهاب نهائيا، لافتا إلى أن فرنسا تحاول بعد تعرضها للهجمات الإرهابية الأخيرة أن توسع دائرة حلفائها، وأنها طلبت دعما عسكريا وماليا من الاتحاد الأوربي لدعمها في حربها ضد الإرهاب، كما سيزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند واشنطن يوم 24 نوفمبر الجاري وموسكو 26 نوفمبر من أجل تنسيق التعاون لمكافحة الإرهاب. وأضاف الرشيدي أن فرنسا قامت بتنسيق التعاون المخابراتي كذلك مع بلجيكا نظرا لكون عدد من منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة كانوا يحملون الجنسية البلجيكية، فيما قامت فرنسا كذلك بالتنسيق مع إيران وعمل محور اتصالات فرنسي – تركي – سعودي للحصول على معلومات حول بعض المتورطين في الحادث من تنظيم "داعش"، مؤكدا أن كل هذه الخطوات تقوم بها فرنسا من أجل تشكيل تحالف دولي متكامل يضم كل القوى الكبري للمشاركة في دحر الإرهاب والقضاء عليه بصورة نهائية. وأشار الرشيدي إلى أن الرئيس الفرنسي قد طلب اجتماع لمجلس الأمن لتشكيل تحالف دولي لمواجهة تنظيم "داعش"، مضيفا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري التقي نائب الرئيس التنفيذي لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن وطلب توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وإيجاد حلول لهذه الظاهرة. وقال الرشيدي إنه جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي في نفس الاتجاه، كما اتفقت الولاياتالمتحدة وحليفتها بريطانيا على دعم الجهود الفرنسية في مكافحة الإرهاب على أن تكون فرنسا هي قائدة الحملة في المنطقة. ومن جانبه، قال اللواء عادل القلا، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، إن حلفًا عسكريًّا جديدًا قد يتشكل بمشاركة الصين ومصر وروسياوفرنسا ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها "داعش". وأوضح "القلا"، أن مسرح عمليات الحلف الجديد ستكون سورياوسيناء وليبيا، مشيرًا إلى أن التعاون الأمني بين روسيا ومصر ضد الجماعات الإرهابية في سيناء أمر إيجابي وسيساهم بشكل كبير في معالجة أزمة الجماعات المتطرفة في سيناء معالجة حقيقية. وأضاف القلا، أن لدى روسيا تقنية عسكرية حديثة ستمكن مصر من رصد أماكن وتحركات الجماعات الإرهابية في سيناء خاصة في منطقة جبل الحلال والقضاء عليها خاصة أن روسيا لديها طائرات استطلاع نفاثة سترصد بسهولة تحركات العناصر الإرهابية سواء في سيناء أو في داخل الأراضي الليبية وهو ما سيساهم بشكل إيجابي في تطهير المنطقة من البؤر الإرهابية. وأكد القلا أهمية التعاون بين مصر وروسيا في عملية تأمين المطارات، مشيرا إلى أن لدى موسكو أجهزة تستطيع أن تكشف أية متفجرات في مساحة 10 كيلومترات مربعة في محيط المطار الأمر الذي سيساهم في تأمين المطارات داخل مصر بشكل أكثر فاعلية.