أصبحت فزاعة الإرهاب تهدد العالم، والمحور الذي ينطلق منه حديث رؤساء وزعماء للدول، فالكل أصبح يطالب بضرورة مكافحته والقضاء عليه، مع أهمية التعاون بين كافة الدول لمحاربته. ويولى الجميع اهتمامه تحديدًا للإرهاب الذي يقوده تنظيم داعش، التي انتقلت أعماله الإجرامية من داخل حدود المنطقة العربية والشرق الأوسط إلى قلب أوروبا حتى وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس. وجاء مؤخرًا إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه اتفق مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند على تشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب، مؤكدًا ضرورة أن يكون هناك تنسيقًا وتبادلًا للمعلومات الاستخبارية لمواجهته. وفي هذا السياق وصف محمد خلف، الخبير العسكري والاستراتيجي، تشكيل تحالف روسي فرنسي بأنها خطوة عملية، وتؤكد ضرورة أن يكون هناك تنسيقًا دوليًا لمحاربة الإرهاب، لأنه عابر للحدود، ولا يمكن لدولة وحدها التعامل معه. وأوضح خلف أن الإعلان عن هذا التحالف جاء بعد مقابلة هولاند للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، وهو ما يعني أن السياسات الدولية واقعية وبراجماتية، وتتعامل في إطار مصلحتها، وأنه ليس هناك دائمًا ولا صديقًا مستمرًا. وتوقع خلف، أن يكون هذا التحالف الذي تقوده روسيا فاعلًا على عكس التحالف الذي قادته واشنطن، منذ أكثر من عام ونصف، ولم يؤد إلى جديد بل على العكس الإرهاب يتمدد وينتشر. وذكر أن السبب وراء توقعه نجاح تحالف موسكووباريس هو قرب روسيا الجغرافي من منطقتنا العربية، وبالتالي قريبة من الأوضاع، والأوضاع على الأرض حاسمة بالإضافة إلى تواجدها مع الجيش السوري. وأشار إلى أن مشاركة مصر في هذا التحالف ستكون فقط بالمعلومات على أساس أن لدينا جبهة تحارب الإرهاب في سيناء، مستبعدًا المشاركة بالقوات العسكرية. ومن جانبه اعتبر عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، التحالف الروسي بالتعاون مع فرنسا، مفيدًا لمقاومة الإرهاب في الوقت الراهن، خاصة مع تزايد الإرهاب ليس فقط في المنطقة العربية والشرق الأوسط، بل أصبح يجتاح العالم بأثره ويهدده. وأكد أن هذا التحالف الدولي سيكون له تأثير أكبر في القضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن روسيا صادقة في تحالفها هذا، وأدق في التعبير في مقاومة الإرهاب، أكثر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى تدعم الإرهاب في المنطقة، والدليل فشل تحالفها في مقاومته على مدار أكثر من عام. فيما، قال أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية السابق، إن إعلان بوتين إنشاء تحالف مع فرنسا، يأتي في ظل تغييرات كثيرة حدثت مؤخرًا، وهي التواجد العسكري لروسيا في سوريا، بالإضافة إلى أنه بعد ما كان الرئيس السوري بشار الأسد بصدد السقوط، أصبح جزء من عدالة التسوية، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات الجديدة في العلاقة بين القوات الروسية. وأوضح القويسني أن تغير الأوضاع بشكل كبير من أسباب التدخل الروسي في سوريا، بسبب تحسبه وتخوفه من امتداد إرهاب داعش إليها، لذا فهي تبحث عن شراكة دولية للتخلص منه، ومؤخرًا اتفقت الأهداف والمصالح الروسية والفرنسية في الانتقام من هذا التنظيم.