قالت السلطات الأردنية إن ضابطًا أردنيًا قتل بالرصاص اثنين من المتعاقدين الأمريكيين مع الحكومة ومدربًا جنوب افريقي ومترجمًا أردنيًا في منشأة تدريب أمنية تمولها الولاياتالمتحدة قرب عمان اليوم الإثنين قبل أن يقتل في تبادل لإطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يتعامل بجدية تامة مع الهجوم الذي وقع في مركز الملك عبدالله للتدريب حيث أصيب أيضا أربعة أردنيين ومواطن لبناني. وقال الرئيس الأمريكي أيضا إن تحقيقا متكاملا قد بدأ. وقال مسئول أردني كبير لرويترز إن المهاجم نقيب بالشرطة. ولم ترد أي معلومات فورية عن خلفية المهاجم ولا دوافعه. لكن الأردن حليف مقرب للولايات المتحدة في الحملة التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية المسيطر على مساحات كبيرة من أراضي البلدين الجارين العراقوسوريا. ويقول مسئولون أردنيون إن بلدهم في وضع يجعله عرضة لهجمات الجهاديين. وقال مسئول أردني طلب عدم الكشف عن هويته بسبب ما ينطوي عليه الأمر من حساسيات سياسية "هذا الحادث لم يأت بمثابة مفاجأة بكل أسف لأن خطر الإرهاب الإسلامي تزايد في المنطقة في السنوات القليلة الماضية في اعقاب سورياوالعراق. وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية التي اتخذت فمن المستحيل التخلص من كل المخاطر". وقالت السفارة الأمريكية في عمان إن اثنين من المتعاقدين الأمنيين المدنيين من الولاياتالمتحدة ومتعاقدا من جنوب أفريقيا قتلوا بالرصاص وإن الأردني القتيل كان يعمل مترجما حسبما أفادت الحكومة الأردنية. وأضافت أن "من السابق لاوانه التكهن بالدوافع في هذه المرحلة" من التحقيق. وقال مسئول أمريكي إن الأمريكيين الإثنين كانا يعملان لدى المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية والذي يقوم بتدريب قوات الأمن الفلسطينية. وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض "ننظر بجدية تامة إلى قيام شخص يرتدي الزي العسكري بتنفيذ هجوم في منشأة تدريب (في الأردن).. وسنعمل عن كثب مع الأردنيين لمعرفة ما حدث على وجه التحديد". ويأتي الهجوم في الذكرى العاشرة للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة واستهدفت ثلاثة فنادق فاخرة في عمان مما أسفر عن مقتل 57 شخصا في أسوأ هجوم في تاريخ الأردن. * إحباط خطط سابقة.. وقالت مصادر أمنية إنه جرى إحباط خطط سابقة للمتشددين للهجوم على مركز الملك عبد الله للتدريب. وذكر المتحدث محمد المومني لرويترز أن المهاجم قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن الأردنية داخل مركز التدريب بعدما قالت مصادر أمنية في البداية إنه انتحر. وأقيمت منشأة التدريب على أطراف العاصمة عمان بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 للمساعدة في إعادة بناء قوات الأمن بعد الحرب وتدريب ضباط شرطة من السلطة الوطنية الفلسطينية. وتستضيف المملكة عدة مئات من المدربين الأمريكيين في إطار برنامج عسكري لتعزيز دفاعات الأردن ويشمل نشر مقاتلات من طراز إف16 تستخدم القواعد الجوية الأردنية في قصف مواقع الدولة الإسلامية في سوريا. لكن دور المملكة في الحرب على التنظيم المتشدد أثار قلق بعض الأردنيين بشأن الاضطرابات على حدود بلادهم اذ يخشون أن يؤدي تصعيد دورها في الحملة إلى أن يدفع إسلاميين متشددين لشن هجمات داخل الأردن. وشددت السلطات الأردنية إجراءات الأمن في القطاعات الحساسة بالحكومة وزادت عمليات المراقبة للمتشددين الإسلاميين وسجنت العشرات للاشتباه في قيامهم بالتخطيط لهجمات مسلحة على إسرائيليين وأمريكيين وغربيين آخرين. ويعتقد الملك عبدالله أن الجهاديين المتشددين يشكلون خطرا وجوديا على المملكة. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في 2011 انضم مئات الأردنيين للجماعات السنية المتشددة في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد وفقا لتأكيدات إسلاميين قريبين من الأمر. لكن السلطات الأردنية في أزمة بسبب تضارب المصالح تجاه سوريا. وحاولت في البداية اتخاذ موقف وسط بين ما تنادي به دول خليجية ترغب في الإطاحة بالأسد بأي تكلفة تقريبا وبين مخاوفها الخاصة- التي تشاركها فيها واشنطن- بأن الإسلاميين المتشددين لو انتصروا في سوريا فسيكون التهديد أشد. ويعني هذا التناقض أنه في حين يستضيف الأردن عمليات تدريب على نطاق ضيق لمعارضين سوريين ويسمح بدخول كميات من إمدادات الأسلحة الخليجية إلى سوريا فإنه يسعى كي لا تتحول حدوده إلى ممر سهل للسلاح والمسلحين.