وقع العاهل المغربي أمس السبت بمدينة العيون كبرى محافظات الصحراء الغربية على خمس اتفاقيات لتقديم الدعم المالي لعدد من الأقاليم الصحراوية، وكذلك بمد طريق سريع بلغت قيمتها الإجمالية 77 مليار درهم أي نحو 7.7 مليار دولار. وقالت وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء إن الاتفاقيات تدخل ضمن خطة أطلق عليها "النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية". وقالت الحكومة المغربية إن هذا النموذج يتمحور حول ثلاثة أهداف رئيسية هي حماية الثروات المائية والبحرية والنهوض بالطاقات المتجددة وحماية الأنظمة الطبيعية والتنوع البيئي وتقوية شبكات الربط بين الأقاليم الجنوبية وباقي مدن وأقاليم المملكة وكذا مع باقي العالم. وتأتي هذه المشاريع في ذكرى مرور 30 عامًا على "المسيرة الخضراء" التي نظمها العاهل الراحل الحسن الثاني في السادس من نوفمبر 1975 لاسترجاع أقليم الصحراء الغربية من المستعمر الإسباني بطريقة سلمية، حيث تطوع 350 ألف مغربي للقيام بهذه المسيرة. غير أنه بعد ذلك بعام تشكلت جبهة البوليساريو التي رفضت انضمام الأقاليم الصحراوية إلى المغرب وخاضت حرب عصابات ضده إلى أن تدخلت الاممالمتحدة لوقف إطلاق النار في العام 1991. وقال العاهل المغربي في خطاب وجهه من العيون أمس السبت بمناسبة الذكرى الأربعين "للمسيرة الخضراء" إننا نوجه رسالة إلى العالم نحن لا نرفع شعارات فارغة ولا نبيع الأوهام كما يفعل الآخرون بل نقدم الالتزامات ونقوم بالوفاء بها وبتنفيذها على أرض الواقع. وأضاف "فالمغرب وعد بتطبيق الجهوية المتقدمة وهي اليوم حقيقة على أرض الواقع بمؤسساتها واختصاصاتها والمغرب وعد بالديمقراطية وبتمكين سكان أقاليمه الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية وها هم اليوم يختارون ممثليهم ويشاركون في المؤسسات المحلية بكل حرية ومسؤولية". ويعتبر المغرب الصحراء جزءا لا يتجزأ من اراضيه وقدم للأمين العام للأمم المتحدة عام 2007 مقترحا للحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية يقضي بمنح المنطقة حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية وهو ما ترفضه البوليساريو التي تطالب بتطبيق مبدأ تقرير المصير وإجراء استفتاء.