أصدر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين منذ يومين مجموعة جديدة من قواعد السلوك والانضباط، تمنع أعضاءه الذين يبلغ عددهم نحو 88 مليون عضو من القيام بأي تعليقات لا أساس ولا مبرر لها حول سياسات الدولة. وتنقسم القواعد الجديدة التي تم وصفها بأنها الأكثر شدة وشمولية في تاريخ الحزب إلى جزئين: الأول يتعلق بالحوكمة النظيفة والثاني بالعقوبات لمن يخالف قواعد الانضباط. ويبدأ تنفيذ تلك القواعد التي تتعلق بالسياسات وبأسلوب حياة وأخلاقيات أعضاء الحزب أوائل العام القادم وسيكون تطبيقها على جميع من بالحزب من أعضاء ولن يقتصر على الكوادر القيادية. ووفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية فإنه وطبقا للقواعد الجديدة يحظر على أعضاء الحزب البذخ في كل ما يتعلق بحياتهم، خاصة المأكل والمشرب، كما يجب عليهم الامتناع عن أي علاقات خارج إطار الزواج، ويحظر عليهم الحصول على عضوية أي ناد رياضي أو لعب الجولف. كما تحظر القواعد الجديدة للحزب على الأعضاء أن يشكلوا مجموعات أو دوائر مغلقة أو مراكز قوى فيما بينهم كما تطالبهم بالامتناع تماما عن أي سلوك يكون فيه شبهة من المحاباة أو المحسوبية. وبالرغم من أن الحزب توعد المخالفين بالعقاب إلا أنه لم يذكر نوعية العقاب، لكن من الواضح أنه سيكون صارما، نظرا لما حدث مع تشو يونج كانج، الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة الصيني الذي كان من أعضاء الحزب البارزين، والذي اتهم بالفساد وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد في شهر يونيو الماضي. وتعد القواعد الجديدة لتطهير الحزب جزءا من الحملة الموسعة ضد الفساد التي يقودها الرئيس الصيني شي جين بينج منذ توليه مقاليد الحكم قبل نحو ثلاثة أعوام، وتعهد فيها أكثر من مرة بأن تطبيقها لن يشهد أي هوادة وأن تتضمن جميع القطاعات في الدولة وستطارد جميع الفاسدين من "النمور" الذين يعني بهم المسئولين الكبار و"الذباب" أي صغار الموظفين.