قال الرئيس الصيني هو جين تاو إن الصين سوف تواصل اتباع التعاون الودى مع الدول الأخرى على أساس مبادئ التعايش السلمي وتشجيع وتبني الوسائل السلمية من أجل التسوية الملائمة للقضايا الدولية والاقليمية معا، كما سوف تعمل من أجل تسهيل تحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن لاقتصاد العالم والنهوض بدورها كقوة كبرى دولية مسئولة . وأوضح هو جين تاو - خلال خطاب وجهه اليوم ، إلى الشعب الصيني بمناسبة الاحتفالات بقدوم العام الميلادي الجديد - أن الصين سوف تمضى قدما فى الإصلاح والانفتاح وحملتها للتحديث فى عام 2013، وأنه تحت قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى مع وجود شى جين بينغ سكرتيرا عاما لها، فإن الشعب الصينى يمضى قدما تجاه إكمال بناء مجتمع مزدهر على نحو معتدل . وأشار هو جين تاو إلى أن إنجازات رائعة تحققت في الإصلاح والانفتاح في الصين وحملتها الخاصة بالتحديث فى عام 2012، ذلك العام الذى كانت له أهمية عالية وعميقة فى المسار الشامل لتنمية الدولة .. مشيرا إلى أن الأحداث اتسمت أيضا بتغيير سلس للقيادة المركزية للحزب الشيوعى الصينى . وتعهد الرئيس الصيني ، المنتهية ولايته ، بأن الصين سوف تواصل تحويل نمط تنميتها الاقتصادية وسوف تتابع التقدم فى الوقت الذى تؤكد فيه الاستقرار فى عام 2013، موضحا أن الدولة تهدف إلى القيام ب" بداية جيدة " فى العام الجديد فى تحقيق أهداف التنمية التي تم تحديدها فى المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعى الصينى . وأضاف هو أن الصين سوف تتمسك بالخطوط الهادية ل"دولة واحدة ونظامان" وأن "أهالى هونج كونج يحكمون هونج كونج" وأن "أهالى ماكاو يحكمون ماكاو" بدرجة عالية من الحكم الذاتي، وبذلك يتم تسهيل الرخاء طويل الأجل والاستقرار لمنطقتي هونج كونج وماكاو الصينيتين . وقال هو جين تاو إن "تعزيز التنمية السلمية للعلاقات بين البر الرئيسي وتايوان سيتواصل من أجل تحقيق منفعة للمواطنين فى كلا الجانبين على مضيق تايوان وحماية المصالح الجوهرية للأمة الصينية" ، مؤكدا تصميم الشعب الصينى على اتباع طريق التنمية السلمية والذي لن يتذبذب بغض النظر عن التقلبات التى تطرأ على الوضع الدولى، خاصة وأن الشعب الصينى هو دائما الذى يعزز السلام والتنمية فى العالم . من جانبه، دعا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ "الرئيس الصيني المرتقب المقرر أن يتسلم مهام الرئاسة خلال مارس المقبل "، إلى التحلي بمزيد من الشجاعة والحكمة السياسية لتعميق الإصلاحات في الصين ، مشددا على أن بلاده ستلتزم بالإصلاح الاقتصادي لبناء اقتصاد سوق اشتراكي فضلا عن تمسكها بسياسة الانفتاح، إضافة لتحسين سياسة الحزب الإصلاحية عبر التعلم من الممارسات الشعبية والنهج العادل. وقال شي إن سياسة الإصلاح والانفتاح عمل مستمر، ولن تحل المشكلات التي تصاحب عملية الاصلاحات إلا عبر الطرق التي وضعتها الخطة ، مضيفا أن السياسة مسألة طويلة الأجل وشاقة ومجهدة وتحتاج لجهود من جيل لآخر. ومضى شي قائلا " إنه يجب الالتزام بالمباديء الخمسة التي تم الاستناد إليها عبر أكثر من 30 عاما من خبرة العمل في السياسة، والالتزام بالإصلاح والانفتاح بالتزامن مع السير في طريق الاشتراكية بخصائص صينية، وتنفيذ الاصلاح والانفتاح بطرق صحيحة تتماشى مع الظروف الوطنية للبلاد كما ينبغي تحسينها بمزيد من الممارسة. وأضاف أنه يجب تطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح مثل مشروع منهجي يجب تنفيذه بطريقة منسقة ويحتاج إلى اجراءات تدعيمية، وتنفيذ الاصلاح والانفتاح استنادا إلى الاستقرار، وتنفيذ تلك السياسة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في ظل احترام ابتكار القواعد الشعبية . وأشار شي إلى أنه يجب أن يلبي الحزب الشيوعي الصيني تطلعات وآمال الشعب بشأن تعميق الاصلاحات، وبناء توافق اجتماعي تتعلق بسياسات الاصلاح وتعزيز الاجراءات الاصلاحية المختلفة على كافة الأوجه . وكان الحزب الشيوعي الصيني قد أكد أنه سوف يبذل المزيد من الجهد لإبعاد أعضائه عن التبذير والسلوك البيروقراطى ، وإساءة استخدام السلطة كجزء من حملة مكافحة الكسب غير المشروع فى العام الجديد، وذلك ضمن خطة مكافحة الكسب غير المشروع فى عام 2013 كما نص عليها التقرير الذى قدمته اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي الصيني فى اجتماع عقد مؤخرا . وذكر بيان صدر عقب الاجتماع أن مكافحة الفساد ما تزال مهمة شاقة فى ظل الظروف الجديدة وان عددا صغيرا من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني لديهم إحساس ضعيف بالمسئولية ، مشيرا إلى التمسك بالشكليات والبيروقراطية والتبذير كان من بين نمط عمل المسئولين، داعيا الحزب لتعزيز "الاحساس بالمصاعب والخطر والمسئولية"، وممارسة المزيد من الجهد لمعالجة الفساد ومنع انتشار السلوك الفاسد. وفى تشديده على إيلاء نفس الاهتمام بالمنع والعقاب، دعا البيان كافة إدارات الحزب الشيوعى الصينى إلى تكثيف الرقابة على تمسك المسئولين بمختلف قواعد الانضباط فضلا عن سياسات الحزب وقراراته. كما حث البيان على وضع قيود ورقابة على سلطة المسئولين وإجراء حملات لتعزيز نمط العمل النظيف على المستوى القاعدى". ومن المقرر أن تعقد الدورة المكتملة الثانية للجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعى الصيني خلال شهر يناير الجاري .