أنهى التحرك السلس لنقل القيادة والزعامة بين الجيل السابق الصيني (الرابع) بقيادة هو جين تاو، إلى خلفه الجيل الخامس بقيادة الزعيم الجديد شي جين بينغ، كافة التخمينات والتكهنات طويلة الأجل التي سردها العديد من المراقبين السياسيين في وسائل الإعلام الغربية حول وجود خلافات داخل الحزب الشيوعي الصيني بين من وصفوهم "بالمحافظين والمجددين"، ممن وضع الرئيس الحالى هو، كأول زعيم في تاريخ الحزب الشيوعي الصينى ينقل منصب رئيس الحزب وكذلك أعلى منصب عسكري إلى خلفه في مسار تسلسل القيادة في الصين. وفي إجتماع موسع عقدته اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني الليلة الماضية، حث الرئيس الصيني، المنتهية ولايته، هو جين تاو على أهمية بذل الجهود المتواصلة لدفع بناء الجيش الصيني والقيام بمهامه التي تقع على عاتقه، ودعا قادة الجيش الصيني إلى الولاء المطلق وانجاز مهامه التاريخية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، بزعامة شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية بالحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب. وقال هو خلال الاجتماع، الذي ترأسه شي، إن عملية انتقال القيادة الجديدة خلال المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني ساعدت على تعزيز سلام واستقرار الأمة فضلا عن التنمية المستدامة للدفاع الوطني وبناء الجيش.. واصفا شي، بأنه أمين عام مؤهل للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وقادر بالفعل على تحمل المسؤوليات الموكلة إليه كرئيس للجنة العسكرية. ومن جانبه قال شي جين بينغ فى الإجتماع، إن الرئيس هو جين تاو، طلب طواعية التخلى عن منصبى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية بالحزب، وأن هذا القرار الهام يعكس بالكامل تفكيره العميق بشأن التطوير الشامل للحزب والبلاد والجيش، ويوضح السلوك المثالي ونبل الشخصية بعدما أدت قيادته إلى دفع تطوير الجيش فى الصين الى الأمام بخطوة عملاقة قامت على انجازات الزعماء ماو تسه دونج، ودنج شياو بينج، وجيانج تسه مين"، وهي أيضا خطوة تسهم بشكل كبير فى العلاقة السليمة بين الحزب والدولة والجيش فى الصين".
وعقب توليه زعامة اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أصبح شي جين بينغ، القائد الأعلى الجديد لأكبر قوات مسلحة في العالم من حيث العدد، حيث إن جيش التحرير الشعبي الصينى يضم 3ر2 مليون جندي، حيث أكد في كلمة له، خلال الاجتماع، على قيادة الحزب الشيوعي الصيني للجيش والولاء المطلق للقوات المسلحة للحزب، داعيا إلى الرقى بالجيش وتعيين الكوادر على أساس أدائهم السياسي وضمان أن "السلاح" يوضع تحت تصرف وسيطرة أشخاص وأفراد موثوق بهم يدينون بالولاء للحزب الشيوعي الصيني. وأكد شي جين بينغ القائد الأعلى الجديد الجيش الصيني أنه " سيضع دائما سيادة الدولة وأمنها في المقام الأول، وأن يحسن بشكل شامل من قوة الردع وقدرة القتال الحقيقي لدى الجيش لحماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية في عصر يعتمد على المعلومات، كما تعهد مجددا، بتعزيز جهود مكافحة الفساد داخل القوات المسلحة، ودعا كبار المسئولين بالجيش الى تولي زمام الصدارة في إطاعة قواعد ولوائح الانضباط الذاتي. ومن جانبه، تعهد كل من فان تشانج لونج، وشيوي تشي ليانج، نائبا رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خلال الاجتماع بالولاء المطلق للجنة المركزية للحزب واللجنة العسكرية المركزية ورئيسها شي، حيث حث النائب فإن على التطبيق الكامل لمبدأ إدارة الجيش الصيني بالقوانين والمعايير العالية، والحفاظ على أمن وإستقرار القوات المسلحة، فيما دعا نظيره شيوي الى إعداد أفضل للوفاء بواجبات الجيش وتعزيز منظمات الحزب داخل القوات المسلحة، مطالبا جميع منظمات وأعضاء الحزب في الجيش الحفاظ على الجاهزية وتدعيم الوحدة والقدرة القتالية.