أعلن دكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، عن خطة عاجلة لتحسين نوعية المياه في المصارف الزراعية، من خلال الاستفادة بخبرة سنغافورة، خاصة أن مصر تستخدم 14 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعى لرى مساحات شاسعة من الأراضى. وقال مغازى - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه تم الاتفاق مع سنغافورة على تصميم محطات معالجة تناسب مياه الصرف في مصر، بعد تقديم البيانات اللازمة، مشيرا إلى أن مياه المصارف في مصر خاصة "كوتشنر" ملوثة بالصرف الصحى والصناعة. وأضاف أن الجانب السنغافوري عرض موافقته على المساهمة في مساعدة مصر لحل الأزمة من خلال وحدات معالجة تخدم قرى بها 20 ألف نسمة ومضاعفاتها، مشيرا إلى أن الوحدات الثابتة هي الأفضل في العمل. وأشار إلى أن سنغافورة طلبت بعض البيانات عن نوعية المياه والعناصر الموجودة بها مثل الملح والحديد، لكى يتم تحديد ما يصلح لكل قرية وحسب احتياجها من صرف صحى أو صناعى، وتم البدء في التنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير البيانات والمعلومات عن القرى والبنك الأوروبى أبدى استعداده للتمويل. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة لجمع وتحليل البيانات وهى تتواصل مع سنغافورة للحصول على العرض والمحطات، وسيتم البدء بالتجربة في إحدى القرى على مصرف كوتشنر، الذي يستقبل مياه الصرف الصناعي والزراعي والصحي، ويخدم زمامات صرف بمحافظتي الغربية وكفر الشيخ، وتستخدم مياهه بعد معالجتها لرى نحو 131 ألف فدان، وهى مناطق استصلاح في نهاية الشبكة وتزرع بمحاصيل متنوعة. يذكر أن وزير الموارد المائية والري، كان ضمن الوفد المصاحب لرئيس الجمهورية خلال زيارته لدولة سنغافورة مؤخرا بهدف التعرف على الخبرات السنغافورية والاستفادة منها في معالجة مصرف كوتشنر، واستقبلت مصر مؤخرا وفدا من شركة سنغافورية متخصصة في تلك المحطات، وأخذت عينات من مياه كوتشنر لمعرفة أنواع الملوثات التي يعاني منها. وقال مغازى إن مشكلة مصرف كوتشنر تراكمية تزايدت خلال الثلاثين عاما الماضية، وتحتاج انتهاج أكثر من طريق لمعالجتها، ولن يتم الاكتفاء بملاحقة المصانع المخالفة وتحرير المحاضر لها من قبل وزارة البيئة، لكن سيتم تصنيع محطة خاصة لمعالجة مياه المصرف الذي تختلف نسبة التلوث فيه عن أي مصرف آخر، مؤكدا أن سنغافورة نجحت في تصنيع محطات وفقا لنوع الملوثات لكل مصرف. على الصعيد نفسه، كشفت الدراسات تدنى نوعية المياه بمصرف كوتشنر، الأمر الذي أدى إلى مشاكل صحية للمواطنين ومشاكل بيئية واجتماعية، وتدهور حالة التربة الزراعية، ويعود سبب المشكلة إلى التوسع الصناعى والعمرانى بصورة مكثفة في محافظتي الغربية وكفر الشيخ، حيث تلقى مصانع الغربية وكفر الشيخ سمومها في مصرف كوتشنر، وتصل هذه السموم إلى الإنسان بطريق غير مباشر، حيث يتم خلط مياه المصرف الملوثة ببحر تيرة النقية بنسبة 1:3 والنسبة الأكبر لمياه كوتشنر، ويتم استخدام ناتج الخلط في ري الأراضي الزراعية بالحامول وبلطيم وغيرها، وبالتالي تترسب السموم داخل جسم الإنسان مع مرور السنين.