يعد مصرف كوتشنر من القضايا المهمة التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس اهتماماته أثناء زيارته لدولة سنغافورا، في إطار زياراته لمنطقة شرق اسيا التي يبدأها اليوم وتمتد على مدار يومين، ومن المقرر أن يصاحب الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، الرئيس أثناء زيارته للتعرف على آخر ما توصل إليه "النمر الآسيوي" في تكنولوجيا معالجة المياه والوقوف على أحدث محطات معالجة المياه. قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إنه ضمن الوفد المصاحب لرئيس الجمهورية خلال زيارته لدولة سنغافورة بهدف التعرف على الخبرات السنغافورية والاستفادة منها في معالجة مصرف كوتشنر، وإن الزيارة ستمتد حتى يوم الثلاثاء المقبل؛ للتعرف فعليا على محطات معالجة المياه وتحسين نوعيتها. وأضاف "مغازى" أن مصر استقبلت خلال الأيام الماضية وفدا من شركة سنغافورية متخصصة في تلك المحطات، وأخذت عينات من مياه المصرف؛ لمعرفة أنواع الملوثات التي يعاني منها، خاصة أنه يستقبل مياه الصرف الصناعي والزراعي والصحي، ويخدم زمامات صرف بمحافظتي الغربية وكفر الشيخ، وتستخدم مياهه بعد معالجتها لرى حوالى 131 ألف فدان، وهى مناطق استصلاح فى نهاية الشبكة وتزرع بمحاصيل متنوعة. وأوضح "مغازي" أن مشكلة المصرف تراكمية تزايدت خلال الثلاثين عاما الماضية، وتحتاج انتهاج أكثر من طريق لمعالجتها، ولن يتم الاكتفاء بملاحقة المصانع المخالفة وتحرير المحاضر لها من قبل وزارة البيئة، لكن سيتم تصنيع محطة خاصة لمعالجة مياه المصرف الذي تختلف نسبة التلوث فيه عن أي مصرف آخر، مؤكدا أن سنغافورة نجحت في تصنيع محطات وفقا لنوع الملوثات لكل مصرف. وتابع أن الدراسات الدورية أوضحت تدنى نوعية المياه بمصرف كوتشنر، الأمر الذى أدى إلى مشاكل صحية للمواطنين ومشاكل بيئية واجتماعية، وتدهور حالة التربة الزراعية، وأرجع "مغازى" سبب المشكلة إلى التوسع الصناعى والعمرانى بصورة مكثفة في محافظتي الغربية وكفر الشيخ. من جانبه، يقول الدكتور صلاح علي، أستاذ البيئة والأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية، إن مصانع الغربية وكفر الشيخ تلقي سمومها في مصرف كوتشنر، وإن إنشاء محطات خاصة ب"كوتشنر"، خطوة جيدة في سبيل حل مشكلة المصرف المزمنة والمتسببة في إصابة المواطنين بالعديد من الأمراض الخطيرة، لافتا إلى عدم وجود محطات تنقية خاصة بالمصانع لمعالجة ناتج الصرف قبل وصوله إلى المصرف، ما يؤدى إلى استقباله العديد من المواد السامة مثل الكادميوم، والنحاس، والزرنيخ، والحديد، والنيكل، والماغنسيوم، والكوبالت، التي تعد سببا رئيسيا في زيادة انتشار أمراض الفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ فى المناطق التي يمر بها. وأضاف "على" أن هذه السموم تصل إلي الإنسان بطريق غير مباشر، حيث يتم خلط مياه المصرف الملوثة ببحر تيرة النقية بنسبة 1 :3 والنسبة الأكبر لمياه كوتشنر، ويتم استخدام ناتج الخلط في ري الأراضي الزراعية بالحامول وبلطيم وغيرها، وبالتالي تترسب السموم داخل جسم الإنسان مع مرور السنين، مؤكدا صعوبة التخلص من سموم المصرف، إلا بإنشاء محطات لتنقية ومعالجة الصرف الصناعي لجميع المنشآت الصناعية التي تصرف في "كوتشنر". كان وزير الري أصدر تعليمات بوضع مجموعة من الحلول العاجلة للمصرف، تتمثل فى دراسة إنشاء قناة خرسانية مجاورة له، تخصص لاستقبال مخلفات الصرف الصحى والصناعى، وتكون منفصلة عن قطاع مصرف كوتشنر، مع تحديد دقيق لمصادر التلوث على مسار المصرف من حيث الكمية والنوعية؛ لدراسة تركيب وحدات تنقية على المصارف الفرعية التى تغذى المصرف لتقوم بمعالجة وتنقية المياه قبل وصولها للمصرف الرئيسى من خلال تجميع مناطق بؤر التلوث وكمياته ولإعداد دراسة علمية لمنع تلوث مياه المصرف.