لم يضبط أحد الرئيس السادات فى جلسة كيف، ولم يقل أحد ممن عاصروه إنه جلس إلى الرئيس وهو يحشش مثلا، وحتى الصورة الوحيدة التى يمكن أن تصبح دليلًا على أن الرئيس السادات كان صاحب كيف ليست كافية لإثبات ذلك. الصورة- شاهدتها بنفسى- موجودة فى المركز الثقافى اليمنى فى شارع شهاب بالمهندسين.. ويجلس فيها السادات مع بعض المسئولين اليمنيين أثناء زيارته لليمن وهو يخزن معهم القات.. تخزين القات فى اليمن ليس جريمة، رغم أنه يلقى معارضة شديدة هناك.. ومن يؤيدونه يرون فيه منبها قويا يمكن أن يعينهم على ما يلاقونه فى الحياة من المتاعب. أما لماذا لا يمكن الاعتماد على صورة القات.. فلأنها تعتبر صورة عامة بدليل نشرها وتعليقها ضمن معرض صور فى المركز اليمني.. لكن لا أحد يستطيع أن يزعم أن لديه صورة للرئيس وهو فى الوضع متكيفاً! لم يمنع ذلك أن يصر المصريون على أن الرئيس السادات كان رجلًا صاحب مزاج.. أو أنه كما يقول أولاد البلد دماغه متكلفة.. واستندوا فى ذلك إلى قراراته وطريقة إدارته للدولة وتصرفاته، التى لا يمكن أن تصدر إلا من صاحب مزاج وقعدات حظ، تحدث فيها تجليات لا يمكن أن ينكرها أو يتنكر لها أحد. ولأن للمصريين طريقتهم فى كل شىء ففى الوقت الذى يقدرون فيه السادات لعبقريته التى مصدرها المزاج فإنهم يهاجمونه من نفس الباب على اعتبار أن قعدات المزاج الهوائى أو المائى كانت تتناقض مع ما أعلنه السادات عن نفسه من أنه الرئيس المؤمن.. وأن دولته هى دولة العلم والإيمان. عبدالله إمام أحد منتقدى السادات الكبار سجل فى كتابه «حقيقة السادات»، أنه فى بداية السبعينات وبينما السادات يجلس مع وزير الخارجية السوفيتى شكا له من السفير السوفيتى فى القاهرة، انزعج السفير بشدة وسأله عن السبب، فقال السادات: لأن كميات الفودكا التى يرسلها إلى بيتى قليلة ولا تكفي.. فرد السفير قبل أن يعلق وزير الخارجية قائلا: ولكنى أعتقد أن الفودكا التى نرسلها لك كافية جدا ولا ينقص إلا أن نوصل خط أنابيب فودكا بين السفارة وبيتك. لا يترك إمام هذه الواقعة، التى أكد أن لها شهود عيان رووها له دون تعليق، حيث يقول إن السادات كان يشرب الفودكا بالنهار لأنها بلا رائحة بينما يشرب الويسكى قبل أن ينام.. ولا أملك ما أشكك به فى رواية عبدالله إمام ولكن أذكرها هنا بدون نفى أو إثبات. كان الرئيس السادات يعطى الفرص لمنتقديه أن ينالوا منه.. فبعد أن وصف نفسه فى إحدى خطبه العلنية أنه مثل عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين وأنه إمام عادل.. التقط الوصف الشيخ المحلاوى شيخ الاسكندرية الشهير الذى أدخله السادات السجن بعد ذلك وقال عنه إن مرمى زى الكلب. سخر المحلاوى قائلا: إن السادات ليس إماما عادلا.. ولكنه عادل إمام.. فى إشارة إلى أن السادات يصلح لأن يكون ممثلا كوميديا مثل عادل إمام وليس إماما عادلا مثل عمر بن الخطاب.. ولم يفلت الشيخ كشك هذه الواقعة حيث قال موجها كلامه للسادات: إننى أتلفت حولى فلا أجد إماما عادلا.. ولكنى فقط أجد عادل إمام. قد يكون الرئيس السادات قد جلس فى قعدات مزاج فى بدايات حياته.. أيام كان هاربا ومشردًا وضائعا بلا مأوي، خاصة أنه اختلط فى هذه الفترة بفئات من الشعب تعيش بالمزاج ولا تستطيع أن تتخلى عنه.. لكنه وبعد أن أصبح فى دائرة الضوء لم ينتظم فى هذه الجلسات.. لكنه لم يستطع أن يتخلى عن عادته فى التدخين.. حيث لم يكن يترك البايب من يده ليلًا ولا نهاراً. ما لا يستطيع أحد أن ينكره أن السادات كان صاحب مزاج فنى عال جدا.. للدرجة التى دفعته إلى أن يطلب من مساعديه ذات ليلة أن يأتوه ببليغ حمدى حتى يعزف له بعض التقاسيم على العود.. وللدرجة التى جعلته أيضا يصطحب معه وهو فى كامب ديفيد أثناء مباحثات معاهدة السلام أفلام فريد الأطرش وسامية جمال لأنه كان يعشقها. وفى هذه المساحة تحديدًا يظهر حمادة سلطان المنولوجست الأشهر والأهم فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وما يؤكد أن حمادة سلطان كان قريبا جدا من السادات أنه كان وراء بعض المواقف السياسية التى ظهر فيها السادات لا يدرى بما يدور حوله. لم تكن لحمادة سلطان مواعيد محددة يقابل فيها الرئيس السادات.. بل يمكن أن نطلق عليه «منولوجست تحت الطلب»، حيث كان السادات يطلبه فى أى وقت ليحكى له آخر نكتة.. ومن يعرفون حمادة سلطان جيدًا يؤكدون أنه عندما كان يعجز عن تأليف نكت جديدة.. كان يقوم بشراء النكت ممن يقومون بتأليفها.. لأنه كان حريصا للغاية على أن تكون النكت التى يسمعها الرئيس طازجة.. لأن السادات نفسه كان شديد الملل.. فلا يضحك على نكتة مرتين كما أنه يجيد إلقاء النكت بطريقة كاريكاتورية.. تجعلك إن لم تضحك على النكتة تضحك على إلقاء الرئيس لها. ولحمادة سلطان نكت عديدة سمعها منه السادات وضحك عليها. ¿ اتنين صعايدة كل يوم يروحوا جنينة الحيوانات ويقفوا قدام قفص النسر، فاستغرب الحارس وقال لهم: نفسى أعرف إيه حكايتكم مع النسر، قالوا له : نفسنا نعرف بيختموا بيه إزاي.. وفى اليوم التالى مباشرة أصدر السادات أمرًا بتغيير شعار الجمهورية من النسر إلى الصقر. ¿ مسطول خاف يروح أحسن مراته تعمل له قلق.. فقال أبات فى لوكاندة والصبح أقول لها كنت مطبق فى الشغل، راح لوكاندة وسأل صاحبها: عندكو أودة فاضية، قال له مفيش غير أودة فيها واحد ضابط لوحده والسرير التانى فاضي، ممكن تقضى فيه الليلة وتدفع نص أجرة، قال له زى بعضه بس تصحينى بدري، فقام المسطول من النوم قبل ما صاحب اللوكاندة يصحيه ولبس بدلة الضابط غلط وهو ماشى بيحسس على نفسه قال: يا نهار أسود الراجل صحى الضابط وسابنى نايم. ¿ اتنين مساطيل قابلوا بعض فى الشتا فواحد سأل التاني: إنت عينك مغيمة كده ليه قال له: باين عليها حتمطر. كان السادات يضحك كثيرا على هذه النكت.. لكنه كان يرفض النكت الجنسية أو التى فيها تعبيرات وإيحاءات وقد غضب من حمادة سلطان كثيرا عند سمع منه هذه النكتة. ¿ واحد بيقول للتانى أنا شفت مراتك ماشية مع واحد كهربائي.. قال له يا أخى ده لا كهربائى ولا بيفهم حاجة فى الكهرباء. ¿¿¿ كان الرئيس السادات قبل الثورة يعرف معظم ظرفاء عصره، بل كان صديقا لهم.. لكنه بعد أن أقامت الثورة وأصبح أحد المسئولين فيها اختار لنفسه ندماء آخرين ويحكى محمود السعدنى الذى ترك مصر عام 1971 لاختلافه مع السادات أنه قابل الرئيس فى إحدى الدول العربية بعد انتصار أكتوبر. سأله السادات، إنت كنت فى جريدة السفير يا وله؟ فقال السعدنى نعم.. فرد السادات.. وكتبت تسعين مقال على وجه التحديد وهاجمت فيها كل شىء ولم أمس شعرة واحدة من رأسك.. والآن أقول لك براءة يا وله.. ثم نظر السادات للسعدنى قائلا: بس إنت لسانك وسخ قوى يا وله وعاوز قطعه، وكان عثمان أحمد عثمان موجودا فقال، ده مش يستاهل قطع لسانه بس ده يستاهل قطع رقبته.. فنظر السعدنى لعثمان وقال له: إوعى تشتم يا عم عثمان أنا بأحذرك الرئيس بس هو اللى يشتم. لم تكن المقالات فقط هى التى أغضبت السادات من محمود السعدنى، بل كانت النكت التى حاصره بها من اللحظة الأولى التى أصبح فيها رئيسا. السعدنى تحدث عن ذلك فى تسجيل ضمن برنامج «اختراق» الذى كان يقدمه عمرو الليثى على شاشة التليفزيون المصرى، ولأنه كان صريحا ومتجاوزا، فقد تم حذف كلامه. هنا ما قاله السعدنى الذى كان واحدا من المتهمين فى قضية مراكز القوى، التى صفى بها السادات خصومه من رجال عبدالناصر بضربة واحدة. يقول: «وجدت اتهامات إن أنا تآمرت مع ناس، الناس دى مين بقه؟.. الدكتور مسعد على أن نقتل رئيس الجمهورية، احنا حنقتل الرئيس، قال إيه.. هترموا عليه قنابل وهو ماشى أمام الاتحاد الاشتراكى، كلام ميدخلش العقل، حتى النائب العام نفسه، قلت له: ايه اللى أنت حققت معايا فيه ده مؤامرة.. دول شوية شتيمة، يعنى مسجلين لى فى التليفون شوية شتيمة وشوية نكت، قلت له: دى مؤامرة؟ يضيف السعدنى: «الحكاية كلها كانت نكت.. يعنى المرحوم فريد عبدالكريم كان من الاتحاد الاشتراكى فى الجيزة، فيقول لى يعنى أنت فرحان قوى علشان رشحوا السادات لرئاسة الجمهورية، قلت له: إيه يعنى.. هو فيها إيه.. ما هو زينا أمال نجيب خواجة يحكمنا.. قال لى ركبه فوق دماغنا زى ما ركبت عبد الناصر، قلت له: ما أظرف من ستى إلا سيدى، واحد موتنا من الخوف.. وده هيموتنا من الضحك. ينهى السعدنى حكاية النكت يقول: «همه جابوا لى النكت دى فى التحقيق، بس اترددوا يقولوها فى المحكمة، عشان متتنشرش.. وكانت دى كل جريمتى». كان السادات يتعامل مع رفاقه القدامى الذين تعرف عليهم على المقهى فى ميدان الجيزة بقسوة.. لقد وقع قرار بفصل زكريا الحجاوى بنفسه من الجمهورية رغم أنه كان صديقه ولم تفلح شفاعة محمود السعدنى عنده.. بل قال له عندما فاتحه فى موضوع الحجاوي: إخرس قطع لسانك.. مش عاوز اسمع الاسم ده تاني.. لم يطرد السادات الساخرين القدامى ويكتفى بذلك بل قرب إليه ندماء آخرين كانوا مصدر تسليته وعينيه اللتين يرى بهما العالم. قرب السادات إليه كذلك فايز حلاوة الممثل الكوميدي، الذى لم يترك بصمة واضحة اللهم إلا فى المسرح من خلال فرقته المسرحية التى كونها بعد حرب أكتوبر مع زوجته الراقصة تحية كاريوكا.. وكان فايز حلاوة يجمع النكت التى يلقيها السادات والموجودون فى مجلسه يضعها فى مسرحياته، وكان السادات سعيدا لذلك جدا.. فهو لا يشاهد المسرحيات الكوميدية فقط ولكنه يشارك فى تأليفها.. وقد تكون هذه إحدى سمات عبقرية السادات. ¿¿¿ لم تكن العلاقة بين الرئيس السادات والشيخ الشعراوى علاقة وزير برئيس الشعراوى ظل وزيرًا للأوقاف عامين وستة شهور.. لكنها كانت علاقة خاصة فيها حالة من الإعجاب المتبادل بين الرجلين لأن كلا منهما كان يحمل جزءا من الاخر.. وإن كان هذا لم يمنع السادات أن يضحى بالشيخ الشعراوى عندما اصطدم بأحد رجال الرئيس فى وزارة الأوقاف.. فقد كان الشعراوى عزيزا على السادات.. لكن أصدقاء السياسى كانوا أعز عليهم من غيرهم. فى سطور العلاقة بين الشيخ والرئيس مواقف وقفت على حد السخرية والضحك. ¿ حضر الشعراوى حفلا فنيا مع الرئيس السادات.. ولما ظهرت بعض الراقصات على المسرح انحرف الشعراوى بوجهه قليلا حتى لا يرى ما يدور على المسرح. وانتبه السادات لوضع الشعراوى.. فأرسل إليه ممدوح سالم الذى كان رئيسًا للوزراء وقتها.. وقال له: قل للشيخ الشعراوى الريس بيقولك اتعدل.. وعندما سمع الشعراوى الكلام، نظر إلى ممدوح سالم قائلا: أنا برضه اللى اتعدل ياسى ممدوح. ¿ سأل الرئيس السادات الشيخ الشعراوي: هل صحيح ياشيخ شعراوى أنت لاتقعد على مكتبك فى الوزارة وإنك تتركه وتجلس بعيدا على كرسى إلى جانب الباب تستقبل زوارك وموظفى الوزارة وأصحاب الحاجات الذين يقصدونك، فرد الشعراوى: أيوه ياريس الكلام ده صحيح باقعد على كرسى خرزان جنب الباب.. فقال السادات: وإذا كانت هناك ورقة تحتاج توقيعك فأين توقعها.. فقال الشعراوي: وأنا مكانى على الكرسى الخرزان.. ولما كان لابد لما يفعله الشعراوى من حكمة فسأله السادات: وأنت بتعمل كده ليه؟.. فرد الشعرواي، علشان يبقى الباب قريب وساعة ما ترفدونى أجرى وأقول يا فكيك.. اتعتقت! ¿ سافر الشيخ الشعراوى وهو وزير للأوقاف إلى إيطاليا فى مهمة رسمية.. وقبل السفر قابل اتنين من الوزراء، عبد العظيم أبو العطا وزير الرى وتوفيق عبد الفتاح وزير التموين.. قالوا له: حتسافر إيطاليا بكره يامولانا؟ فقال لهما، إن شاء الله تعالي، فقالا له، إيطاليا مشهورة بالجزم المتينة الكويسة إللى فيها ذوق وكل واحد مننا عاوز جوزين أسمر وبنى والمقاسات مكتوبة فى الورقة دى. أخذ الشعراوى الورقة وقال لهما طيب، سافر الشيخ وقام بمهمته وكانت وضع حجر أساس للمركز الإسلامى والمسجد الكبير الملحق به فى إيطاليا، واشترى الجزم وبالمرة اشترى لنفسه جوزين أسمر وبني.. ولما رجع مصر أعطى لكل وزير الجوزين بتوعه وفى أول اجتماع لمجلس الوزراء وكان فى قصر عابدين دخل عبد العظيم أبو العطا فلمح السادات الجزمة الجديدة فسأله الجزمة الشيك دى منين ياعبد العظيم فقال له: من مولانا الشيخ الشعراوى اشتراها لى من إيطاليا.. شوية ودخل توفيق عبد الفتاح فلمح السادات جزمته فسأله فأجاب نفس الإجابة.. وعندما دخل الشعراوى الاجتماع لاحظ أن السادات لا ينظر إلى عمامته لكن ينظر إلى جزمته التى كانت قديمة فى هذا اليوم فسأله: أمال فين الجزمة الإيطالى بتاعتك ياشيخ شعراوي، نظر الشيخ إلى عبد العظيم وتوفيق عبد الفتاح وفهم الشعراوى معنى السؤال فقال له: والله ياسيادة الرئيس شايلها فى البيت علشان المقابلات الرسمية! وكما كان الشيخ الشعراوى خفيف الظل وابن نكتة وإن كان من كتبوا عنه تحفظوا فى نشر النكت التى كان يصنعها ويلقيها حفظا لصورته وحفاظا على هيبته، فإن الحكائين الذى كتبوا عن السادات لم يترددوا عن نشر نكته وطرائفه التى كانت نتاج مواقف بعينها. ¿ أنجبت زوجة السادات الأولى السيدة إقبال ماضى ابنته كاميليا بعد طلاقها منه فذهب السادات للاطمئنان على ابنته، وعندما كشف الغطاء عن وجهها، قال ضاحكا لزوجته الأولى: وليه تعبتى نفسك يا إقبال وجبيتها شكلي، فقالت له بغيظ وغضب: لازم تكون شكلك وشكل أيامك السود، فضحك لها السادات وقال: حمد الله على سلامتك ثم انصرف مسرعاً. ¿ أخبره موسى صبرى مرة بأن أحد الوزراء حصل على كابينتين فى المعمورة وكابينة ثالثة فى المنتزه وأن الناس بدأوا يتحدثون عن فساده.. فنظر إليه السادات وقال، نتانة يا موسي.. تعمل إيه فى البشر. الغريب أن بعض جمل السادات كانت تتحول إلى نكت فى الشارع المصري.. كانت ترتد إليه بسرعة الصاروخ كنوع من الانتقام، لأن الكلام ليس منطقيا أو ليس صحيحاً. ¿ عندما قال لمعارضيه.. حافرمكم فرم، قالوا إن الجزارين يفكرون فى رفع دعوى قضائية على الرئيس السادات لأنه سينافسهم فى أكل عيشهم.. لكن السادات لم يستسلم فتحدى الجزارين وكتب على رئاسة الجمهورية «حاتى السادات». ¿ وبعد أول استفتاء على السادات لرئاسة الجمهورية، شكر كل من قال نعم وشكر كل من قال لا.. وخرجت النكتة أن السادات خطب قائلا.. أشكر الذين قالوا نعم.. والذين قالوا لا.. أما أمه نعيمة فأشكرها مرتين لأنها قالت نعمين.. وأمه نعيمة هى بطلة الأغنية الشهيرة «أمه نعيمة.. نعمين.. ما تخلى عليوة يكلمنى».. وهى الكلمات التى كتبها الشاعر المأمون سلامة وغنتها ليلى نظمى. لا يعيب السادات أنه كان رئيسا ابن نكتة.. فهو فى النهاية من هذا الشعب الذى يضحك على كل شىء.. فإن لم يجد ما يضحك عليه ضحك على نفسه، وسخر منها، إنك تشعر بالحميمية وأنت تقرأ عن السادات أو تكتب عنه.. فهو مثل صديق.. صحيح أنه يحمل درجة رئيس جمهورية لكنه فى النهاية صديق، لا يكذب عليك بأساطيره.. ولا يخدعك بمعجزاته.. فعليك أن تأخذه كما هو.. دون أن تتعب نفسك فى فهمه أو فك طلاسمه. نكت الرئيس.