أروقة بيضاء.. لافتات «برجاء الهدوء».. رائحة المطهرات المنبعثة من كل مكان.. هنا يُعالج المرضى ويشفون من أمراضهم، بالأقراص والأدوية والعمليات الجراحية.. لكن «خلود» قررت مساعدة المرضى على الشفاء بطريقة جديدة، حيث تحمل بين يديها مطويات من الأوراق الملونة، تتراص فوق بعضها، تفتح باب حجرة المريض فى المستشفى، وتدخل إليه بابتسامة تزيل عنه آلام المرض، وتحول العبوس والخوف إلى رغبة فى الحياة وإصرار على الشفاء. «الأوريجامى».. مجموعة من الأوراق الملونة تختلف أحجامها، ظهر للمرة الأولى فى اليابان، وتستخدم أوراقه لصناعة أشكال متعددة بتقنية الأبعاد الثلاثية، بداية من مجسم القلب الصغير، إلى شكل الدمية، ومهما يكن حجم المجسم، تستطيع مطويات «الأوريجامى» أن تتغير بأكثر من طريقة لتخرج بالشكل المطلوب. مطويات «الأوريجامى» التى تحملها خلود حسن، الفتاة ذات الأربع والعشرين عاما، هى نوع جديد من العلاج اعتمدته أحد المستشفيات بالإسكندرية، تجعل من العلاج متعة للمريض، تحكى «خلود»: «بداية الفكرة كانت بالصدفة، عرفت إن فى حاجة اسمها أوريجامى، وبدأت أدور عنه، لحد ما بدأت أتعلم فى المركز العربى للأوريجامى واشتغلت فيه، وبدأت أطور فن الأوريجامى واستخداماته، وده كان من أربع سنين». مهارة «خلود» فى فن الأوريجامى طوعته لخدمة المرضى بعدما عملت فى أحد المستشفيات بالإسكندرية، تقول «خلود»: «بدأت شغل فى المستشفى من 9 شهور تقريباً كأخصائية تسويق، والأيام دى بدأت أدخل للمرضى ومعايا الأوريجامى، وهو عبارة عن ورق بنحوله لمطويات، وبنعمل منها أشكال زى ما المريض يحب، بنعمل شكل، أنا ببدأ وهو بيساعدنى وبيقلدنى، وبيقدر فى الوقت ده ينسى إنه تعبان، وبالعكس الموضوع بيأثر فيه إيجابياً، وبيبدأ يقوم علشان يعرف يعمل الشكل اللى بيحبه». اختيار «خلود» للمرضى ليس عشوائيا، بل تختار المريض الذى يحتاج إلى هذا النوع من العلاج، وتذهب إليه فى الوقت الصحيح: «بحاول أوصل لمريض لسه خارج من عملية صعبة، وأكتر ناس بيفرحوا بالأوريجامى الناس اللى لسه خارجة من عملية.