سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشباب المصري حائر ما بين الحرية المفرطة والتشدد.. صادق: الفقر أحد الأسباب.. خطاب: فقدان الهوية يدفعهم لمحاولة لفت الأنظار بأي شكل.. بدار: ضعف الوازع الديني أهم الأسباب
ماذا حدث للمصريين؟ يبدو أن السؤال الذي أطلقه المفكر الكبير د. جلال أمين منذ بضع سنوات سيظل مطروحا لفترة في ظل حالة التناقض التي نراها في الشارع المصري من سلوكيات وألفاظ بذيئة أصبحت الفتيات والشباب يتشاركونها دون أدنى إحساس بالحرج، إضافة إلى كرنفال الملابس المتباينة والمتفاوتة بين الملابس المثيرة والمحتشمة وارتداء النقاب. " البوابة نيوز" استطلعت آراء علماء الطب النفسي والاجتماع والأزهر حول تلك الظاهرة الغريبة والإقسام الذي يشهده الشارع المصري بين الشباب، واتفقوا على أنه يرجع إلى الأسرة التي رفضت احتواء ابنائها وتركتهم فريسة للعادات السيئة من تقليد أعمى للغرب تارة وبين أيدي الجماعات المتطرفة تارة أخرى ليفعلون بهم ما يشاءون.
من جانبه قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية إن مجتمعنا يشهد انقسامات عديدة، فلدينا المجتمع الريفي والدينى ومجتمع المدينة وهناك المجتمع البدوى بخلاف العشوائيات والمتحفظين، إضافة إلى تواجد المتعلمين والجهلة والأميين والمتطرفين وجميعهم ملتزمون بثقافة معينة خاصة بهم يشكلونها على أهوائهم.
وأضاف "صادق" أن الانقسام المتواجد بالشارع المصري ناتج عن انتشار الفقر والثقافات العشوائية، فموضوع ارتداء الحجاب أو الملابس الملتزمة أو غير الملتزمة ناتج عن رؤية الشخص للموضوع والوسط الاجتماعى الذي يعيش داخله، مشيرا إلى أن البيئة الاجتماعية التي يتربي بها الفرد هي التي تحدد تعاملاته وشخصيته في المجتمع، فالمعايير تكون مختلفة والأخلاق أيضا مختلفة، مؤكدا أن الأسرة لها دور كبير في هذا الانقسام لأنها ترى ما يفعله أبناؤهم من سلبيات ورغم ذلك لا تحاول إصلاحهم وهى ضلع أساسي في التحكم في سلوك الفرد بالاشتراك مع المدرسة والمؤسسات الدينية.
بينما أشار الدكتور "محمد خطاب" أستاذ علم النفس إلى أن الانقسام بداخل الشارع المصري بين الشباب في مسائل الالتزام من عدمه راجع إلى أزمة الهوية، فهؤلاء الشباب افتقدوا الهوية، لذلك يقومون باللجوء إلى أفعال أو أشياء للفت الأنظار إليهم، لافتا إلى أن الشباب في فترة الستينات كانوا يقومون بإطالة شعرهم ليلفتوا الانتباه إليهم ويسمون أنفسهم "الهيبز"، وشباب هذا الجيل اصبحوا يفعلون مثل هذه الأشياء أو اللجوء إلى التعصب الدينى والانضمام إلى جماعات متشددة وارتداء الفتيات للنقاب دون دراية حقيقية بالأمر. وأشار "خطاب" إلى أن لجوء الشباب والفتيات إلى التعصب الدينى والسياسي لإرضاء احتياجاتهم الشخصية التي لم يجدوها وسط أسرهم، مشيرا إلى أنه من واجب الأسرة احتواء الأبناء بدلا من تركهم يقومون بالتعبير عن أنفسهم بتصرفات خاطئة لكى يتنفسوا من خلالها وللتعبير عن أنفسهم، مؤكدا أيضا أن الأسرة والمؤسسات العلمية والأكاديمية السبب الرئيسي في انقسامات الشباب بين الالتزام وعدم الالتزام لأنها لم تقم بمساعدة الشباب وتلبية احتياجاتهم. كما أوضح الشيخ محمد زكى بدار أمين اللجنة العليا للدعوة أن من الأسباب الرئيسية في المشاهد المتغيرة في المجتمع بين الشباب سلوكا ولباسا قلة الوازع الدينى في الأسرة وتشتتها، فالأسرة لها دور كبير في تنمية الوازع الدينى لأن الجانب الأسري هو أول شيء ينعكس على سلوكيات الشباب وأخلاقياتهم، ثم نضيف بعد ذلك أخلاق المجتمع التي يكتسبها من خلال التعاملات به. وأكد "بدار" على أن غياب الأسرة والقدوة في المجتمع بداية من المنزل والمدرسة والشارع يجعل الشباب فريسة وصيدا سهلا للجماعات الإجرامية والمتطرفة واستغلال ضعف أنفسهم في التأثير عليهم واحتوائهم ودفعهم إلى ارتكاب الأفعال الإجرامية دون وعى، إضافة إلى الإعلام العاري والقنوات الفضائية التي تقوم ببث أشياء مخلة تحت مسمى "الإبداع" فكل هؤلاء يؤثرون سلبيا على الشباب وهويتهم.