حالة من الغليان بدأت تسيطر على حزب المصريين الأحرار، الذى يعتبر الحزب الأغنى فى مصر خلال تلك الفترة، خصوصا مع ما تردد من أنباء عن دفع المهندس نجيب ساويرس، رئيس الحزب، مبالغ طائلة لمرشحيه خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة، إذ يحاول أن يظهر حزبه وظهيره السياسى بمظهر الحزب القوى، الذى تختفى بداخله الخلافات، إلا أن الخلافات بدأت تعلو على السطح خلال الفترة الماضية. بدأت الخلافات تظهر بالتحديد بعد استقالة الدكتور أحمد سعيد، رئيس الحزب السابق، اعتراضًا منه على طريقة إدارة ساويرس للحزب، وما أسماه ب«المحاباة» لبعض الأعضاء على حساب البعض الآخر، إذ جاءت استقالة «سعيد» بسبب بعد تدخل عصام خليل، الأمين العام للحزب فى ذلك الوقت، فى اختصاصات عمله كرئيس للحزب، واتخاذه قرارات دون الرجوع إليه، وتهميش دوره، رغم كونه أول رئيس منتخب للحزب بعد تأسيسه فى 2011. ورغم كون «خليل» قائما بأعمال رئيس الحزب، دون انتخاب، فإنه يمارس سلطات رئيس الحزب كاملة، من إعادة هيكلة للأمانات، وتعيين أمناء لها دون الرجوع لمؤسس الحزب أو أعضاء المكتب السياسى، إضافة إلى تعيين رؤساء لجان دون انتخابات مع تفضيل المقربين منه، مما دفع بعض الأعضاء إلى تبنى تشكيل ما يُعرف باسم «جبهة إصلاح حزب المصريين الأحرار»، فى محاولة من بعض الأعضاء لإصلاح ما أفسده «خليل» خلال فترة توليه منصب القائم بأعمال رئيس الحزب. من جانبه، أكد مجدى حمدان، القيادى السابق بالحزب، أن عصام خليل هو المتحكم الأول فى كل الأمور داخل الحزب، ويديره كإحدى شركات «ساويرس»، بعد أن خصص رواتب لأمناء اللجان بالمخالفة للوائح، ويصفها بالمكافآت، إذ طالب بوجود رقابة على الأموال التى تنفق من الحزب على الأعضاء. وأضاف حمدان، أن ساويرس ينفق على الأعضاء، ليستطيع فرض أجندته السياسية، وهو ما كشفه أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس الأمناء بالحزب، لما وصفها بالشركة التى تدار بمعرفة ساويرس، وهو ما تجلى بعد ذلك فى إقالة يحيى الغزالى حرب، عضو الهيئة العليا السابق، بعد اعتراضه على أسلوب إدارة الحزب. ويتابع حمدان: يوم انتخابات المكتب السياسى للحزب وجه «ساويرس» أعضاء الحزب بالتصويت للأعضاء، دون أعضاء حزب الجبهة المندمج مؤخرا مع الحزب، قائلا: «انتخبوا أبناء المعمودية الواحدة»، مشبها الحزب بالكنسية. كل تلك الأزمات قادت بعض أعضاء الحزب إلى تدشين «جبهة إنقاذ المصريين الأحرار»، والتى تتكون من بعض الأعضاء المؤسسين، والذين أعلنوا خوضهم الانتخابات البرلمانية المقبلة، فى نفس الدوائر التى ينوى الحزب المنافسة عليها ضمن مقاعد الفردي، لإثبات ما وصفوه بفشل عصام خليل، القائم بأعمال رئيس الحزب، فى اختيار مرشحيه. ويقول أحمد كشك، عضو «جبهة إنقاذ المصريين الأحرار»، إن الحزب تغيرت اتجاهاته بشكل واضح، بعد استقالة الدكتور أحمد سعيد، وأصبح يدعم مرشحين من الحزب الوطنى، على حساب أعضاءه المؤسسين له، حينما كان لا يمثل أى ثقل فى الشارع، والحياة الحزبية المصرية. وأكد أشرف حمدي، المتحدث باسم الجبهة، أن الأخيرة أعلنت تحالفها مع عدد من الأحزاب والرموز والقوى السياسية، ومنهم فرسان مصر، البداية، تحالف الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى عسكريون سابقون، لمواجهة مرشحى «المصريين الأحرار» فى الانتخابات البرلمانية القادمة، مضيفًا أن الجبهة سوف تشارك فى هذا التحالف على 40٪ من المقاعد الفردية والقائمة، وسيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلاله، وسيحمل اسم «أحرار مصر». وأشار حمدى إلى أن الهدف من إنشاء هذا التحالف، يتمثل فى إثبات عكس ما تم الترويج له مؤخرًا بأن أعضاء جبهة إنقاذ الصريين الأحرار ليسوا جديرين بدخول البرلمان لقلة خبراتهم، ونقص إمكانياتهم، ولاتهامهم من قبل قيادات الحزب بأنهم يريدون أموالًا ويسعون لإسقاط الحزب. أما أخر الخلافات التى بدأت تظهر فى الحزب، فكانت بين عماد جاد، عضو الهيئة العليا للحزب ومنسق قائمة فى حب مصر، وبين عدد من قيادات الحزب، بعد تصريحاته التى هاجم فيها السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، كاشفًا عرض البدوى عليه الانضمام للحزب لكنه رفض، حيث أكد تلقى دعوة رسمية من تيار إصلاح الوفد للمشاركة فى لقاء يطالب بإصلاح حزب الوفد، مؤكدًا أنه شارك فى اللقاء بعد أن علم بمشاركة شخصيات عامة وسياسية وعلى رأسهم صلاح دياب، وعلى السلمي، وحسين عبد الرازق، وهو ما دفع ياسر حسان، مقرر اللجنة الإعلامية بحزب الوفد، لإصدار بيان يهاجم فيه جاد معلنًا أن هجومه على السيد البدوى يمثل عنصرية منه، ويسيء لحزب الوفد والوفديين.