"تعطيل البرلمان يزيد الصراعات داخل الأحزاب" .. هذه العبارة أصبحت تتردد على ألسنة القوى السياسية فى مصر ، وخاصة بعد تصاعد الأزمة فى حزب الوفد ، الذى يطالب بعض أعضاء هيئته العليا بإقالة رئيسه الدكتور السيد البدوى ، وكذلك تفكك الائتلافات الانتخابية ، وظهور أخرى ، مما جعل المشهد السياسى فى حالة سيولة . ولم يسلم حزب "المصريين الأحرار" من تعكير صفو الأجواء ، حيث صعدت ما تسمى ب "جبهة إنقاذ حزب المصريين الأحرار" من خطواتها ضده ، وأعلنت أنها ستخوض الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة تحمل اسم " أحرار مصر" ، تضم عددا من أعضاء الحزب الفاعلين الذين استبعدهم الحزب من ترشيحاته إلي جانب عدد من الشخصيات الوطنية التي تحظي بشعبية لدي الجماهير و لا تنتمي إلي تيارات يرفضها الشارع المصري . وقال وليد الشرقاوى منسق عام الجبهة إنه تجري الآن المراجعة النهائية لأعضاء القائمة حيث انتهت الجبهة من اختيار ما يقرب من 90% من المرشحين فيما تجري عملية استقصاء عن النسبة الباقية من الأسماء المرشحة ، رافضا الكشف عن الأسماء التى اختيرت ؛ لكنه ذكر أنها شخصيات من مختلف المجالات وتحظى بشعبية جيدة فى دوائرها. وأضاف – ل"الأهرام"- أن هيئة مكتب "جبهة إنقاذ حزب المصريين الأحرار" أجرت مشاورات مكثفة مع عدد كبير من أعضائها انتهت بعدها الي ضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بشكل يصحح صورة الحزب لدي الرأي العام ، وأن الجبهة تسعي إلي خلق فرصة المشاركة في المعركة الانتخابية لمن استبعدتهم ترشيحات الأحزاب وفقا لحسابات المصلحة وليس الوطن . وشهد حزب "المصريين الأحرار" خلال الشهور الماضية استقالات عدة احتجاجًا على بعض سياسات الحزب ، وعلى رأسها المجاملة فى الاختيارات ، وتمكين أعضاء محسوبين على الحزب الوطنى – المنحل – من السيطرة على معظم ترشيحات الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ، فضلا عن ترشيح بعض الأشخاص من خارج الحزب. وفى شهر فبراير الماضى عقد عدد من قيادات الحزب المستقلين مؤتمرًا صحفياً للإعلان عن تدشين جبهة إنقاذ حزب المصريين الأحرار، بحضور عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب و أعضاء منضمين للجبهة إلى جانب مجلس أمناء الجبهة. وفى شهر مارس الماضى حرر عدد من أعضاء الجبهة محضرا بقسم شرطة الهرم ضد الدكتور عصام خليل القائم بأعمال رئيس الحزب لمنعه أعضاء الجبهة من دخول المؤتمر العام المنعقد فى ذلك اليوم بأحد فنادق الهرم بحجة عدم سداد هؤلاء الأعضاء اشتراكات الحزب لعام 2015 في حين أن الجمعية العمومية سوف تعتمد أعمال الحزب لعام 2014 المسدد عنه الاشتراكات. ومن جانبه ذكر الحزب أن كل إجراءاته الداخلية قانونية ، ولا يجامل أحدا على حساب الآخر ، وأن ما حدث مما تسمى ب"جبهة إنقاذ حزب المصريين الأحرار" نتاج للأجواء السيئة التى تشهدها الساحة قبيل إجراء أي انتخابات برلمانية . وقال الدكتور أيمن أبوالعلا سكرتير عام مساعد الحزب إن ما تفعله الجبهة "فرقعة" ، ولا يجوز لها أن تقدم مرشحين فى الانتخابات باسم الحزب لأنه يجب حصولهم على استمارة رسمية منه ، موضحا أنه إذا كان هناك من يسعى لانتحال صفة الحزب فليتحمل العواقب القانونية. وأضاف –ل"الأهرام"- أنه فى كل موسم انتخابات تحدث مثل هذه "الفرقعات" لأنها أصحابها استبعدوا من ترشيحات أحزابهم ، وكل الأحزاب معرضة للخلافات والاستقالات ؛ لكن يجب وضع المسميات بكل دقة ، ومن لا تعجبه سياسات فهناك وسائل حزبية وقانونية ، وليس اختراع مسميات لا تسمن ولا تغنى من جوع . وذكر أبوالعلا أنه كلما تعطل إجراء الانتخابات البرلمانية ، كلما زادت الأجواء سوءا ، وستزيد مطالب الأحزاب بشأن القوانين المتعلقة بالانتخابات ، كما ستزيد الصراعات داخلها ، نافيا فى الوقت نفسه أن يكون أحد من قيادات الحزب قد اتصل بجبهة إنقاذ المصريين الأحرار. وتأسس حزب "المصريين الأحرار" فى أبريل 2011 حيث قام عدد من المفكرين والنشطاء السياسيين بالإعلان عن برنامج وأهداف الحزب ومبادئه الأساسية. ووافقت لجنة الأحزاب على إجراءات تأسيسه يوم الاثنين 4 يوليو 2011 ، وهو ذات مرجعية ليبرالية ، وأسسه رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس ، واندمج معه حزب "الجبهة الديمقراطية" فى ديسمبر 2013 ويضم عددا من الشخصيات العامة مثل الكتاب محمد سلماوى وهاني سري الدين، والمخرج خالد يوسف، وأحمد إسحق (رئيس لجان متابعة الملف النوبي)، د. محمود مهني عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، والمهندس نجيب ساويرس والعالم المصرى د. فاروق الباز مدير أبحاث الفضاء في بوستن. ويتقلد الدكتور عصام خليل منصب القائم بأعمال رئيس الحزب بعد استقالة الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى من رئاسة الحزب .