مضى ما يقرب من 66 عامًا على نشر الرواية السياسية الأكثر شهرة في التاريخ "1984" للكاتب جورج أورويل، والتي كتبها عام 1949، وكانت وقائها من الدقة لدرجة أن البعض وصف أورويل بأنه اخترع فعلا آلة الزمن، وأخذ لمحة سريعة من الحياة العصرية ومن ثم سارع إلى 1949 لوصف ما رآه بالضبط من حياة في ظل "الأخ الأكبر"؛ وأن العديد من العبارات والمصطلحات والأفعال الخادعة التي تقوم بها الحكومات هي كما وصفها الكاتب العبقري. موقع Short List ذكر عِدة معلومات عن أورويل والرواية ربما لا يعرفها مُعظم عُشاقها. تم حظر الرواية في الاتحاد السوفيتي لمدة أربعين عامًا - من 1950 حتى 1990- لإسقاطها على الزعيم السوفيتي ستالين الذي كان يرى أن الرواية مبنية على أسلوب قيادته للحكومة الشيوعية ونظمها الشمولية الواقعة تحت سيطرته؛ وفي الوقت نفسه تم منع الرواية أيضًا من قِبل جمعية المكتبات الأمريكية لكونها "تحذيرًا قاتمًا من الحكم الشمولي والرقابة". أورويل كان قد قرر في الأصل أن يجعل الرواية تحمل اسم 1980، ثم انتقل مرة أخرى إلى 1982، قبل أن يستقر أخيرًا في عام 1984، حيث كان التاريخ معكوسًا للسنة التي أتم الكتابة فيها 1948. غرفة التعذيب التي عُرفت باسم غرفة 101، هي اسم غرفة قاعة المؤتمرات في هيئة الإذاعة البريطانية، والتي كان عليه أن يتحمل فيها العديد من الاجتماعات المملة. اسم الرواية كان في حد ذاته مصدر إلهام للعديد من الأعمال الفنية، والشعار الموجود كان يُستخدم من قِبل الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي لتشجيع استكمال الخطط الخمسية في غضون أربع سنوات فقط. كتب أورويل جزء كبير من روايته مُنعزلًا في منزل يقع في شمال جزيرة جورا الاسكتلندية. وبقى هناك فترات مختلفة بين عامي 1946 وحتى وفاته في عام 1950، وكان يعرف تحت اسمه الحقيقي إريك بلير. ربط كثيرون بين ما أذاعه رجل الاستخبارات الأمريكي المُنشق إدوارد سنودن في عام 2013، والكشف عن مدى مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكي مدى ودقة أورويل الذي كان قد تنبأ بمستقبل مراقبة الحكومة و"الأخ الأكبر"، وزادت مبيعات الرواية سبعة أضعاف في الأسابيع التي تلت انشقاق سنودن، وكأن الناس يرغبون في معرفة مستقبلهم. من المفارقات الساخرة أن أورويل نفسه عندما كان يكتب روايته كان في الواقع تحت مُراقبة القسم الخاص في حكومة المملكة المتحدة "الاستخبارات البريطانية"، حيث تم وضعه تحت المراقبة لمدة تزيد على عشر سنوات بسبب عمله السابق "الطريق إلى ويجان بيير"، التي كشفت الفقر والاضطهاد الطبقي في 1930 بسبب توقعاتها الموالية للاشتراكية، ووصف بأنه "صاحب آراء شيوعية"، و"يرتدي ملابس بوهيمية"، وقد أبقت السلطات على مراقبته عن كثب حتى وفاته.