أثار قيام أجهزة الأمن بالجيزة، صباح الأحد، بالقبض على طالب في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية «1984» للكاتب البريطاني جورج أوريل، الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمتابعين لوسائل الإعلام التي نشرت الخبر. ولم يعتقد المتابعون أن الرواية التي صدرت منذ 65 عامًا، ولها رواج كبير بين الجماهير، ستتسبب في القبض على أحد قرائها، حتى تهّكم البعض وقالوا إنهم سيتخلصون من جميع كتب «أوريل» حتى لا يقعون تحت طائلة القانون. ورواية «1984»، التي قدمها جورج أورويل، في 1949، تنبأ «من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته، وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي». و«الأخ الأكبر» هي شخصية خيالية في رواية «أورويل 1984»، وهو الحاكم الغامض «لأوشنيا الدولة الدكتاتورية»، وبعد نشر «رواية 19841» أصبحت كلمة الأخ الأكبر تستعمل كمرادف للتعسف في استعمال السلطة الحكومية وخصوصا في احترام للحريات المدنية، كما كان «أورويل» صاحب عدة مصطلحات سياسية أخرى ك«الحرب الباردة والتفكير المزدوج»، والتي استخدمت على نطاق واسع في أوروبا قبل سقوط الاتحاد السوفيتي. وترصد «المصري اليوم» في التقرير التالي أبرز معلومات عن الرواية وكاتبها. كاتب الرواية 1- جورج أورويل، من مواليد الهند 25 يونيو 1903، وتوفي في 21 يناير 1950، واسمه الحقيقي إريك آرثر بلير 2- كان أبوه ريتشارد يعمل موظفا صغيرا في الإدارة المدنية البريطانية بالهند في دائرة الأفيون، أمه إيدا مابل ابنة تاجر أخشاب فرنسي بسيط في بورما، وفي عام 1911 م عندما بلغ إريك الثامنة من العمر عادت أسرته إلى بريطانيا لتقيم في هنلي، بينما واصل والده عمله في الهند حتى اعتزل الخدمة عام 1912م. 3- أرسل إريك إلى مدرسة إعدادية خاصة في سسكس، وعندما بلغ الثالثة عشرة حصل على منحة للدراسة في ولنجتون ثم حصل على منحة للدراسة في مدرسة إتون العامة الشهيرة. 4- نجح بتفوق في الامتحان النهائي بالمدرسة ألا أنه لم يكمل دراسته الجامعية، فقد كان مولعا بالمغامرة وبالأدب وبأن يصبح كاتبا. 5- قرر السفر عام 1922م للعمل في الشرطة الاستعمارية الهندية، ثم ذهب لتلقي تدريباً على عمله في بورما، ثم ظل يخدم حيث تدرب إلى أن استقال بعد 5 أعوام. 6- كان يحب الحرية ويكره سيطرة وهيمنة الإنسان على الإنسان وكان يعتقد بأن الإدارة الاستعمارية في بورما كان أساسها الهيمنة على الآخرين وليس فقط البورميين بل أيضا الإنجليز من الطبقة العاملة. 7- في عام 1928 عاد إلى لندن ومارس عيشة وحياة الفقراء ليتجاوز بذلك عقدة النفور الموروثة لديه ولدى أبناء الطبقة الوسطى التي ينتمي إليها من الفقراء، ثم سافر إلى باريس حيث عاش في أحد أحياء العمال، وعمل في غسل الصحون. 8- في ديسمبر عام 1929 بدأ إريك في كتابة أول كتبه، وكان عبارة عن تقرير عن تلك الفترات التي عاشها في كل من لندنوباريس بين الفقراء، لكن التقرير لم ير النور إلا عام 1933 وجاء بعنوان (Down And Out In Paris And London)، ونشره باسم مستعار هو جورج أورويل، ونشر كتابه الثاني أيام بورمية (Burmese Days) الذي تناول فيه خبراته في فترة الخدمة الاستعمارية في بورما. 9- كتب أورويل في النقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية. 10- من أشهر رواياته «رواية 1984»، التي كتبها في عام 1949م وروايته المجازية «مزرعة الحيوان» عام 1945م، إضافة لكتابة «تحية لكتالونيا» في عام (1938) كان ضمن رصيد خبراته في الحرب الأهلية الإسبانية. 11- في عام 2008م وضعته صحيفة «التايمز» في المرتبة الثانية في قائمة «أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945. 12- استمرت تأثير أعمال أوريل على الثقافة السياسية السائدة، وابتكر مصطلحات سياسية كالأورويلية، هي صفة لحالة، أو فكرة، أو ظرف اجتماعي نسبة لما حدده جورج كأداة لتدمير رفاهة العيش في المجتمعات الحرة والمفتوحة، كما اخترع ألفاظ لوصف ممارسات الحكم الاستبدادي والشمولي والتي دخلت في الثقافة الشعبية، مثل الأخ الأكبر، التفكير المزدوج، الحرب الباردة وجريمة الفكر وشرطة الفكر. 13- تأثر «أورويل» منذ طفولته بكتابات جورج برنارد شو وسومرست موم وصاموئيل بتلر وألدوس هكسلي وقرأ كافة أعمال ه. ج. ويلز وكان كومبتون ماكنزي. عن الرواية 14- 1984 رواية من تأليف جورج أورويل قدمها في عام 1949، كان يتنبأ من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي. 15- وصف جورج أورويل بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية ومن ثم سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف وليس لديهم طموحات أو آمال، حيث يعملون كالآلات خوفا من الأخ الأكبر ولينالوا رضاه لأنه يراقبهم على مدار الساعة. 16- كما كانت هذه الرواية في وقت من الأوقات تعد ثورية وخطرة سياسياً مما أدى إلى منعها من المكتبات في عدد من الدول التي كانت محكومة بحكومات شمولية كروسيا وحتى غيرها من الدول. 17- اختارت مجلة «التايم» الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية منذ عام 1923 وحتى الآن. وقد تم ترجمتها إلى 62 لغة. 18- ويقول أنو الشامي، مترجم للرواية، إنه «على مدى سنوات طويلة، ظلت رواية 1984 لجورج أورويل تستعاد، يعود إليها الكتاب الذين يتحدثون عن الديكتاتورية والأنظمة الشمولية. وعلى مدى سنوات طويلة، ظلت هذه الرواية حية وتقرأ بسبب جماليتها الأدبية وبسبب الصورة السياسية التي قدمتها». ويتابع: «نقدم هذه الرواية التي صورت بطريقة تنبؤية، مجتمعاً شمولياً يخضع لديكتاتورية فئة تحكم باسم (الأخ الكبير) الذي يمثل الحزب الحاكم، ويبني سلطته على القمع والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ، باسم الدفاع عن الوطن والبروليتاريا. حزب يحصي على الناس أنفاسهم ويحول العلاقات الإنسانية والحب والزواج والعمل والأسرة إلى علاقات مراقبة تجرد الناس من أي تفرد وتخضعهم لنظام واحد، لا ينطبق على مسؤولي الحزب، إنها رواية تقرأ، ثم تقرأ من جديد». 19- تدور أحداث رواية 1984 في (المستقبل) بمدينة لندن عام 1984 حيث وينستن سميث موظف ذو 39 عاماً من العمر وهو يعمل موظفاً في وزارة الحقيقة أي أنه صحفي يراقبه رجال الشرطة ويراقبه جيرانه رغم أنه ليس مجرماً وليس ملاحقاً ولكن الرقابة نوع من السلوكيات اللاإرادية التي يقوم بها الجيران ضد جيرانهم لذلك يصبح سميث تحت عين أوبرين صديقه وعضو الحزب الذي يراقبه عن كثب. 20- من أبرز أقوال «أورويل» في الرواية: «لن يثوروا حتى يعوا ولن يعوا إلا بعد ان يثوروا»، و«الولاء يعني انعدام التفكير، بل انعدام الحاجة للتفكير, الولاء هو عدم الوعي»، و«من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى»، اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة