مصالحة «مرتضى» و«طاهر».. وأزمة ملعب «القمة».. وفتنة «الشيخ».. لماذا لا تنتهى أزمات الرياضة إلا بتدخل سيادى؟ وضعت الخلافات المتتالية بين ناديى الأهلى والزمالك واتحاد الكرة جميع المهتمين بالعمل الرياضى أمام تساؤل ملح وهو: هل أصبحت كرة القدم فى حاجة إلى تدخل سيادى للخروج من الأزمات المتتالية والتى وصلت ذروتها فى الفترة الأخيرة بأزمة اللاعب أحمد الشيخ صانع ألعاب فريق الأهلى، والتى دفعت النادى الأهلى إلى الإصرار على مقاطعة البطولات المحلية رغم تنازل مرتضى منصور عن شكواه ضد اللاعب، بسبب ما يعتبره الأهلى مؤامرة من اتحاد الكرة ونادى الزمالك ضده؟ بات الشارع الكروى بحاجة إلى معجزة حقيقية لتفادى الدخول إلى النفق المظلم الذى تتجه إليه الكرة المصرية حتى لا يصل صراع الثلاثة الكبار الأهلى والزمالك واتحاد الكرة إلى نقطة اللا عودة، فى ظل تمسك مسئولى القلعة الحمراء بالانسحاب، فى الوقت الذى يصر فيه مجلس الجبلاية على أنه المتحكم الأول والأخير فى الكرة المصرية، ويتعامل مع الجميع باللوائح والقوانين. يأتى ذلك فى الوقت الذى حاول فيه المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، للملمة الجراح، وحاول لعب دور «حمامة السلام» بين جميع الأطراف، لحل الأزمة حفاظا على سمعة الكرة، والابتعاد عن التدخل الحكومى «المخالف» لقوانين ولوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، إلا أن الوقت حان لتدخل جهات سيادية، حتى لا تدفع الكرة المصرية الثمن غاليا، فى ظل حالة الاحتقان التى يشهدها الشارع الرياضى. معالى الوزير فى ورطة على مدار الأسابيع الماضية وقع الدكتور خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، فى أكثر من اختبار قاس، فقد وضعه الصراع بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، فى ورطة كبيرة أمام القيادة السياسية، والشارع الرياضى، فى أكثر من موقف، بداية من أزمة مباراة القمة، ومرورا بأزمة اللاعب أحمد الشيخ الذى تصارع الناديان على أحقيتهما بضمه من نادى المقاصة. الاختبار الأقسى الذى تعرض له الوزير يتعلق بقضية الصلح بين محمود طاهر رئيس النادى الأهلى ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، بعد أن رفض الطرفان التصالح أكثر من مرة، وضربا بمبادرة الصلح التى تبناها الوزير عرض الحائط. زاد من الحرج الذى يتعرض له الوزير بفعل طرفى الأزمة، أن تدخله للصلح كان بتوجيه من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء خلال الاجتماع الأسبوعى للحكومة، منعا لتصاعد موجة الاحتقان بين الناديين وانتقاله إلى الجماهير. رغم أن وزير الرياضة بذل جهودا كبيرة للتقارب بين طاهر ومرتضى، فإن تعنت رئيسى الناديين ورفضهما تقديم تنازلات حال دون إتمام التصالح حتى الآن، ما وضع الوزير فى دائرة الاتهام بالضعف أمام هذا الموقف واستسلامه لمسئولى القطبين. بعض المراقبين عاب على الوزير السماح لطرفى الصراع فرض شروطهما، وأنه كان ينبغى عليه أن يضع هو صيغة التقارب والصلح بين الجانبين وعلى إدارتى الأهلى والزمالك الالتزام وتنفيذ قرارات وزير الرياضة، لكنه لم يستطع إملاء شروطه على الجانبين. وزير الرياضة المعروف بالذكاء السياسى والخبرة فى الإدارة يقف حتى الآن مكتوف الأيدى أمام تصرفات مسئولى القطبين. الزمالك: تنازلنا عن شكوى «الشيخ» من أجل الوطن أبدى مجلس إدارة نادى الزمالك، موافقته على سحب شكواها ضد أحمد الشيخ، صانع ألعاب مصر المقاصة والمنضم حديثًا إلى النادى الأهلى، من أجل تهدئة الأوضاع الملتهبة بين جماهير القطبين، خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن مجلس الزمالك اتخذ هذا القرار من أجل استقرار الوطن والحفاظ على النسيج الوطنى، والصالح العام، دون وجود ضغوط من أحد، سواء من الجهات السيادية أو الجماهير على مجلس الإدارة الأبيض. وشدد مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك على أن هذا القرار جاء على مصلحة النادى بعد أن فرط فى حقه فى ضم هذا اللاعب، الذى وقع للقلعة البيضاء قبل أن يغريه الأهلى بالأموال، يثبت الفارس الأبيض للجميع أنه نادى الوطنية مثل الأهلى، وأنه كيان وقامة كبيرة فى الوطن العربى والقارة السمراء. وتابع رئيس القلعة البيضاء: الأهلى والزمالك من الأندية العريقة، ولا يجوز لهما الانسحاب من البطولات المحلية، خاصة أن جماهير هذين الناديين هما الشعب المصرى، فوجودهما ضرورى لإضفاء الجدية على المسابقات، والدورى بدونهما لا قيمة له، لذا قرر الأبيض الانسحاب من هذه الأزمة، وإصدار بيان رسمى لتوضيح سحب هذه الشكوى. ومن ناحية أخرى قال منصور ليس لدينا خصومة مع أحد سواء مسئولى الأهلى أو غيرهم، ومجلس إدارة القلعة البيضاء على استعداد تام للجلوس مع مسئولى الأهلى داخل مقر النادى بالجزيرة فى حال تلقى دعوة مباشرة من رئيس النادى الأهلى، وتقريب وجهات النظر بين الجانبين فى وجود خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة. فى الأهلى.. الإدارة تضع العُقدة فى المنشار لم يكن إصرار مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة محمود طاهر على قرار مقاطعة جميع المسابقات المحلية، بسبب أزمة اللاعب أحمد الشيخ، مفاجئا للجميع، خصوصا أن القلعة الحمراء أعلنت أن قرار الانسحاب لم يكن نتيجة هذه الأزمة فقط، ولكن الأهلى أكد أنه يتعرض لمؤامرة من جانب اتحاد الكرة ونادى الزمالك، وهو ما يرفضه مسئولو الأحمر. وحسب أحد المصادر بالقلعة الحمراء فإن تمسك الأهلى بقرار الانسحاب، رغم تنازل الزمالك عن شكوى اللاعب مبالغ فيه، خصوصا أن الظروف التى تمر بها البلاد صعبة، وتحتاج إلى قرار حكيم من المجلس الأحمر، يحافظ فيه على حقوقه من ناحية، ويضمن حل الأزمة من ناحية أخرى، ولكن يبدو أن رفاق طاهر وجدوا أنفسهم فى ورطة أمام الجماهير التى وجدت فى قرار مقاطعة اتحاد الكرة ورقة ضغط لعودة كبرياء «الكيان» الذى تراجع فى وقت من الأوقات مع المجلس الحالى، وأصبح مبدأ «الأهلى فوق الجميع» فى مهب الريح فى ظل الحملة التى يقودها رئيس الزمالك المستشار مرتضى منصور. الأهلى رفض كل المحاولات للتراجع عن قرار «المقاطعة»، ووضع العقدة فى المنشار، متمسكا بحقوقه ولوائح وقوانين الاتحاد الدولى «فيفا»، حتى «لا تعود ريما لعادتها القديمة»، ويتكرر هذا السيناريو فى الفترة المقبلة. مجلس طاهر وضع الجميع فى ورطة كبيرة، للحفاظ على كبريائه أمام الجماهير الحمراء، وتأكيد أن النادى ملك لجماهيره، ولن يقبل الإهانة من أحد مهما كان الثمن حتى لو بمقاطعة جميع المسابقات المحلية وخسارة الملايين، ولكن كل ذلك يمكن تعويضه بالحفاظ على قيمة ومكانة النادى، التى تراجعت فى الفترة الأخيرة، وأصبح «ملطشة» لاتحاد الكرة ورئيس الزمالك فى فترة من الفترات. فى «الجبلاية».. نفّذ اللائحة ولو كانت «غلط» انتقد مسئولو اتحاد الكرة طريقة تعامل النادى الأهلى مع أزمة لاعب المقاصة السابق والوافد الجديد للقلعة الحمراء أحمد الشيخ، وإعلان النادى تجميد مشاركته فى البطولات المحلية، اعتراضا على إيقاف لاعبه الجديد. وقال محمود الشامى، عضو المجلس ورئيس لجنة شئون اللاعبين، إن الاتحاد يحكم وفقا للوائح الموجودة، بعيدا عن انتماءات أعضاء المجلس، واعترف الشامى بوجود قصور شديد فى اللائحة، مؤكدا أنه تسلم رئاسة اللجنة منذ شهرين فقط، ووعد بإعادة هيكلة اللوائح القديمة وعرضها على الجمعية العمومية نهاية سبتمبر المقبل. وأضاف الشامى، أن سحب الزمالك لشكواه أغلق الملف بالكامل، لكن إصرار الأهلى على تقديم التظلم أعاد فتح الملف من جديد، وأبدى الشامى استياءه من اللعب على وتر الجماهير والتهديد الدائم من قبل النادى الأهلى بالانسحاب، وهو ما سبق أن حدث فى أزمة ملعب مباراة القمة. وتابع الشامى لم نعتد على هذا الأسلوب من قبل القلعة الحمراء، خاصة فى ظل الظروف الأمنية غير المستقرة فى البلاد، وتلك الأفعال من شأنها تهييج الشارع الرياضى وإشعال الفتنة بين جماهير الكرة، وتساءل الشامى: ماذا لو لم يسحب الزمالك شكواه؟ ولماذا لم يعترض الأهلى على إيقاف مؤمن زكريا من قبل، بل قدم عقودا لإيقاف لاعبى الزمالك خالد قمر ومعروف يوسف وتم إيقافهما؟ فمسئولو الأهلى لديهم نخبة من المستشارين القانونيين ويعلمون جيدا اللوائح المنظمة.