أفسد تحركات إيران العسكرية.. وأمد إسرائيل بمعلومات دقيقة حول تحركات القادة وشحنات الأسلحة والصواريخ التي تنقلها إلي سورياولبنان نجحت إسرائيل فى اختراق الحرس الثورى الإيرانى، والذى هو بمثابة قوات النخبة فى الجيش الإيرانى وأفضلها تسليحًا وتدريبًا، وجندت مسئولا استخباراتيا كبيرا، حصلت من خلاله على معلومات مهمة، طوال السنوات الماضية، قبل أن تكتشف إيران أمره وتعدمه مؤخرًا. ووفقا لموقع «ديبكا»، المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الموساد كان قد نجح فى تجنيد مسئول مكتب ملف القدس فى مخابرات الحرس الثورى، والتى تُعدُ أقوى جهاز مخابرات فى طهران، ويدير العمليات الخارجية، التى يشارك فيها الحرس الثورى، وفيلق القدس، وقوات النخبة بالحرس، والتى يقودها الجنرال قاسم سليمانى. وظل المدعو «أحمد دبرى»، 46 عامًا، وغير المعروف على وجه الدقة اسمه الحقيقى، يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، حتى كشفت المخابرات الإيرانية أمره، وحكمت عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، فى يوليو الماضى، وأكدت مصادر بالمعارضة الإيرانية بالخارج هذه الأنباء أيضًا. ولفتت المصادر، إلى أن هذا الجاسوس أفسد تحركات إيران العسكرية بالمنطقة، خصوصا فى سوريا، وأمد إسرائيل بمعلومات دقيقة، حول تحركات قادة الحرس وضباطه الكبار بالعراق وسوريا، ومنهم قاسم سليمانى، وكذلك شحنات الأسلحة والصواريخ التى تنقلها طهران إلى سورياولبنان، وهو ما جعل إسرائيل ترصدها بدقة وتقصفها أيضًا. وبدأ الإيرانيون يشكون فى الأمر، بعد الضربات الموجعة التى تلقوها من إسرائيل مؤخرًا فى سوريا، وتدمير العديد من مخازن الصواريخ، وقوافل نقل الأسلحة، من إيران إلى سوريا، ونجح الطيران فى ضرب مواقع مهمة فى مطار دمشق، والعديد من المخازن التابعة لحزب الله فى سورياولبنان، بصورة أذهلت الإيرانيين. وكان الحادث الأهم والأخطر مقتل عدد من جنرالات الحرس الثورى، وقادة ب«حزب الله»، فى قرية سورية، على الحدود مع الجولان، وكان من بينهم جهاد، نجل القائد السابق فى الحزب عماد مغنية، ورغم أن الزيارة كانت سرية، ولم يعرف أحد هوية المسئولين الكبار، إلا أن إسرائيل رصدتهم واغتالتهم جميعًا بسهولة، فى 18 يناير الماضى. وكانت هذه أكبر خسارة لإيران و«حزب الله»، لأنه كان من بينهم خبراء فى الصواريخ، يستعدون لنشر بطاريات صواريخ إيرانية بالمنطقة، ومن بين القتلى، الجنرال محمد على الله دادى، قائد جبهة سورية فى «فيلق القدس»، وقائد كبير فى استخبارات حزب الله اللبنانى، هو أبو على الطبطبائى. وبعد الحادث أمر الجنرال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، والجنرال سليمانى، إجراء تحقيقات شاملة، ومراجعة كاملة لكافة المسئولين بالحرس واستخباراته، للوصول إلى الجاسوس، وشملت التحقيقات قادة كبارًا فى «حزب الله»، وقادة فى الحرس الثورى فى طهران، أسفرت عن الكشف عن بعض الجواسيس الصغار لإسرائيل داخل «حزب الله»، لكن الصيد الثمين كان المسئول الاستخباراتى الإيرانى الكبير. ونصب الإيرانيون فخًا لإسرائيل، وسربوا معلومات خاطئة، حول مخازن صواريخ ل«حزب الله» فى منطقة القلمون، وقصفتها إسرائيل بالفعل فى إبريل الماضى، وأعلنت عنها وسائل إعلام غربية، لكن المفاجأة التى اكتشفها الإسرائيليون فيما بعد، أنها لم تكن مخازن صواريخ، أو حتى قوافل لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، لكنها كانت فخًا للكشف عن الجاسوس الكبير، الذى يزودها بالمعلومات، ونجح الإيرانيون فى تضييق دائرة البحث، حتى وصلوا إلى شخص الدبرى، وتأكدوا أنه الجاسوس الكبير، وحكموا عليه بالإعدام. كان حزب الله أعلن فى ديسمبر 2014 أيضًا عن اكتشاف مسئول كبير يعمل لصالح إسرائيل، وأعلنت عن اعتقال نائب قائد الوحدة 910 فى «حزب الله»، محمد شواربة، بتهمة التجسس، مما يدل على أن الموساد نجح فى تحقيق إنجازات كبيرة، واختراق مراكز قيادة عليا، فى «حزب الله» وطهران.