سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلمو محو الأمية بعد فرحة التعيين: المشوار صعب و"عملنا البدع مع الدارسين" وبعضهم حصل على مؤهلات عليا.. ومدير عام الهيئة: سوزان مبارك رفضت مساعدتنا وقالت "لا أتدخل في مشروع فاشل" و"الإحصاء" يتبع نهجها
مفاجآت عديدة يكشفها تحقيق اليوم حول نسبة الأمية في مصر وأوضاع ومعلمو محو الأمية على مستوى الجمهورية، ولاسيما بعد معاناة كبيرة في سبيل حصولهم على التعيين في الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، والذي من المقرر تعيينهم عقب قيام الجهاز التنفيذي لتعليم الكبار ومحو الأمية بفحص الأوراق الخاصة بنحو 5 آلاف معلم ومعلمة، بجميع محافظات الجمهورية ممن يعملون بفصول محو الأمية تمهيدا لتعيينهم. "مشوار صعب جدًا والقرار جاء متأخرًا كثيرا" هكذا أكدت إيمان يونس، معلمة محو أمية بمحافظة الدقهلية، والتي تعمل منذ 21 عاما متواصلة في الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، مشيرة في ذلك إلى قرار تعيين معلمي محو الأمية الذي وعدهم به الدكتور محب الرافعي والذي بدأ إقراره بالفعل لعدد من المعلمين. وأشارت إلى أن الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم الحالي هو الوحيد الذي وقف معهم في الوقت الذي ساروا جاهدين ما بين التنظيم والإدارة ووزارات القوى العاملة والمالية والتعليم على مدى الفترة الماضية، وكل المحاولات في تلك الفترة باءت بالفشل، مضيفةً " أنه من بين الغرائب والعجائب أنه حينما ذهبنا لوزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمود أبو النصر لعرض مشكلتنا أصدر قرارا بتوفير 5000 فرصة للمؤهلات العليا في الوقت الذي يعمل فيه غالبية المعلمين في محو الأمية من المؤهلات المتوسطة". واستطردت: أنها على مدى الأعوام الطويلة التي عاشتها خلال مهنة التدريس صادفت الكثير من الفئات المجتمعية، مؤكدة أنه من بين طلابها من حصلوا على مؤهلات عليا حاليا بعد أن أتموا دراستهم الجامعية، قائلة: "عملنا البدع مع الدارسين اللي عندها فرح اروح الفرح واللي عندها ميتم أروح اعزيها عشان ييجوا يتعلموا". "ربنا يجعله في ميزان حسنات الدكتور محب الرافعي"، هكذا قال رضا أبو سريع معلم محو أمية بكفر الشيخ، مشيرا إلى أن الوزير وقف بجانب معلمي محو الأمية حتى تم إصدار قرار بتعيينهم. ولفت أبو سريع إلى إنه يعمل في مجال محو الأمية منذ عام 2003 أي ما يناهز 15 عاما حتى الآن، لافتا إلى كم ما تعرض له بجانب زملائه على مستوى الجمهورية من عدم اهتمام سواءً بالنسبة لقضية التعيين أو بالنسبة للمقابل المادي المحدود الذي يبدأ من 30 و40 و50 جنيها خلال الشهر، ورغم ذلك لا ينظرون إلى المقابل المادي بقدر ما ينظرون إلى رسالتهم في تعليم الكبار. وأضاف أنه يوجد كثير من الصعوبات التي تتعلق بتعليم الكبار ولاسيما أن البيئة الريفية تجعل هناك صعوبة في قبول أن يترك الفلاح محاصيله ولكن ذلك أمر حاولنا تلافيه عبر تضحيات عديدة لتشجيعهم على الحضور. وأكد العميد عادل نديم، مدير العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، على أهمية الدور الذي يقوم به معلمو محو الأمية حيث إنه خلال العام الحالي الذي لم ينته بعد تم محو أمية 800 ألف مواطنًا على مستوي الجمهورية بعد أن كانت الهيئة تمحو من 180 إلى 220 ألف أمي كل عام على أقصى تقدير، وهو ما يعود إلى الجهود التي يبذلها العاملون في هذا المجال ووجود إرادة سياسية مهتمة بملف التعليم وتتمثل تلك الإدارة في الدكتور محب الرافعي والرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يجعل الجميع يتكالب على إنجاح تلك الإرادة فالرئيس السيسي حينما تولي الرئاسة اجتمع مع رئيس هيئة تعليم الكبار ومحمود أبو النصر وهو ما يعكس مدى اهتمامه بالتعليم. وفيما يتعلق بالمعلمين قال نديم: خلال أيام يتم تعيين معلمي محو الأمية الحاصلين على مؤهلات متوسطة أولا ثم الحاصلين على مؤهلات عليا بعد ذلك، مشيرا إلى أن الدكتور محب الرافعي هو من بدأ اتخاذ خطوات تجاه المعلمين بعد موافقة التنظيم والإدارة ووزارة المالية على تعيين عدد 5146 معلما ومعلمة على مستوى الجمهورية بتاريخ 4-7 فقام البعض ممن لم يقدموا شكوي بعدم تعيينهم حتى الآن بتقديم شكاوى إلى عديد من الجهات من بينها مجلس الوزراء للمطالبة بتعيينهم بالمثل، فأرسلت الرقابة الإدارية خطابا بوقف استلام العمل لحين البت في التظلمات والشكاوى ومن المقرر أن يكون يوم 1-8 ثم يتم تعيينهم. وأضاف نديم: اتحايلنا على سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق أن ترعى مشروع محو الأمية في مصر، إلا أنها فاجأتنا برد صادم عندما قالت لنا بنفس اللفظ "انا مكونش راعية لمشروع فاشل"، مؤكدا أنها لو رعت المشروع لوصلنا من 14 إلى 16 مليون أمي في الفئة العمرية 15/35 عاما أغلبهم من السيدات حاليا وهي نسبة الأمية الحالية، مشددا على أنه إذا سارت الأمور على ذلك النحو فمن الممكن أن تنتهي أزمة محو الأمية خلال الأربعة سنوات المقبلة من مصر تماما. وأوضح "نديم" أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يرفض إعطاءنا بيانات الأميين لحصرهم مبررا بأن البيانات سرية ولا يمكن الحصول عليها، كما لا يوجد اهتمام إعلامي يسلط الضوء على هيئة تعليم الكبار على الرغم من وجود نماذج مضيئة استطاعت التحرر من الأمية، فلماذا لا يتم وضع تلك النماذج أمام الشباب، مؤكدا أنه لماذا لا تكون هناك استضافة في البرامج المسموعة والمرئية عن الخطط وبرامج الهيئة وخطط الامتحان في المحافظات، مستنكرا عدم تخصيص القنوات الخاصة مساحة لمحو الأمية بدلا من الاتجاه لمهاجمة الهيئة التي تقوم بالدور وتتحمله وحدها.