دكان صغير لا تزيد مساحته علي المترين، تزاحمت فيه قطع من الأدوات القديمة، فى إحدى الحارات الضيقة بمنطقة عين الصيرة، تجلس سيدة بملامح المرأة المصرية البسيطة، تمسك بيدها «باجور جاز» وتصلح بعض قطعه البسيطة التى أنهكها الاستخدام، لتحيى مهنة تكاد تنقرض فى ظل تمدد شبكات الغاز الطبيعى بمصر. نجاح عبدالرحيم سيدة تخطت عامها ال51، ورثت مهنة أبيها منذ أكثر من 20 سنة، وأصرت أن تكمل حياتها تعمل فى ورشته الصغيرة لتصليح «البواجير»، بالرغم من ضعف ربحها بعد أن استغنى معظم الناس عن استخدامه. تحكى «نجاح» عن قصتها مع مهنة تصليح «البواجير»: «أبويا علمنى من زمان أعتمد على نفسي، وكنت بشتغل عنده فى الورشة من وأنا عندى 6 سنين وكان يدينى أجرتى باليومية، وبعد ما كبرت شوية اشتغلت فى مهنة الخياطة فعجبتنى وسبت تصليح البواجير فترة، بس بعد ما أبويا مات هو وأمى وأخويا الكبير، أنا خدت المكان وقعدت أنا وبناتى واشتغلت الشغلانة اللى كنت بحبها من زمان». وتضيف «نجاح»: «فى ناس لسة بتستخدم البواجير وخصوصا أما بتقل الأنابيب، بلاقى طابور قدام الورشة، لأن البواجير قديمة وبتبوظ بسرعة وييجوا يصلحوها عندي، ومفيش حد فى المنطقة غيرى بيصلحها». تتحدث «نجاح» عن اختفاء المهنة: «مبقاش حد يشتغل الشغلانة دي، لأن الغاز دلوقتى دخل معظم البيوت، زمان كانت شغلانة بتكسب أوي، أنا جوزت بناتى الاتنين وأخواتى الاتنين من فلوس تصليح البواجير، إنما دلوقتى يدوب بتجيب مصاريف اليوم، وفى أيام مبتجيبش حاجة خالص، ودا خلانى آخد قرض صغير عشان أجيب قطع الغيار بالجملة زى «الفواني» والربح يبقى أكتر شوية».