تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك من محافظة إلى أخرى ومن قرية إلى قرية، ونجد المصريين يبدعون في الأطعمة التي يعدونها في أول أيام العيد، وتتباين عاداتهم وتقاليدهم بين شمال البلاد وجنوبها، وتشتهر محافظة مطروح بالعديد من الأطعمة التي تميزها عن بقية المحافظات الحضرية والريفية، ومن أبرز الأطعمة التي يتميز بها بدو الصحراء الغربية في مطروح، العيش المقطع والعصيدة. أهالي مطروح يسمون عيد الفطر "بعيد العيش"، نسبة إلى أكلهم العيش المقطع البدوي، وهو شبيه بالمكرونة الإسباجيتى، ولكن حجمه أكبر، ويعد الوجبة الرئيسية لإفطار غالبية البدو، ويتكون من دقيق معجون بماء وملح ثم يقطع ويفرد ويطبق ويوضع بين كل طبقة والأخرى كثير من الدقيق، ثم يقطع بالسكين، ويتم طهيه على النار مخلوطا باللبن، ويقدم معه طبقان صغيران من العسل الأسود والسمن. ومن أبرز المظاهر هو تجهيز العصيدة بعد طحن الشعير أو الدقيق بالرحى وغربلته، وتأتى سيدة المنزل بإناء كبير الحجم خاص بعمل العصيدة ويسمى "القدرة"، وتضع فيها قليل من الماء على النار حتى يغلي، ثم تضيف بعض الملح وقليل من الطحين، وتبدأ بعجن الدقيق مع الماء بواسطة "المنشاز" وهو عبارة عن خشبة طويلة تستخدم في عجن العصيدة، وطول المنشاز ضروري كي يقي ربة المنزل من النار، ثم تضيف الطحين تدريجيا مع العجن المستمر فوق النار حتى تنضج العصيدة، ثم تقلب في "قصعة"، وهى إناء معدني أو خشبي مفلطح، وعند التقديم يضاف إليها "الحسا" أو "الرُّب" أو "الرغيده" وهى عبارة عن حليب مطبوخ مع قليل من الطحين، كما يقدم البعض المكسرات المتنوعة التي ترش فوقها ويتم تقديمها ساخنة. ويقول هاني أبو قاوي أحد أبناء مدينة الضبعة، إن عادات البدو تختلف عن غيرهم، ومنها أن كل أسرة بالعائلة تأتى بوجبة العيش المقطع، ويجتمعون عند كبير العائلة، ويكون هذا في صباح اليوم الأول من عيد الفطر وعقب أداء الصلاة مباشرة، ثم ينطلقون لزيارة الأهل والأقارب ويقومون بتهنئتهم بالعيد.