أقسم بالله العظيم أن يحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن يحترم الدستور والقانون، وأن يرعى مصالح الشعب، وأن يحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.. نكث بوعده وأخلف عهده.. فكان عقاب الله والمصريين له عظيمًا. فما كاد الرجل يستريح على كرسيه داخل قصر الاتحادية، حتى قتل 17 جنديا من جنودنا على رمال رفح المصرية... كان يعلم أنهم سيقتلون... هكذا أخبرنا مدير المخابرات العامة حينها اللواء مراد موافى الذي كشف عن إرساله خطابا سريا لمرسي أخبره فيه أن هناك من يخطط لمذبحة في سيناء ضد جنودنا الأبرياء.. لم يكن موافى فقط من يعرف بل عرف حلفاء مرسي من الجهاديين، حيث أكد كل من هشام أباظة وأسامة قاسم لوسائل الإعلام أنهما علما عن طريق جهاديين في سيناء أن ثمة تحركات تدور في رفح تنبئ عن أن هناك عملية آثمة قادمة في الأفق. قتل جنودنا وهم صائمون... واستطاع مرسي متعللا بهذا الحادث، أن يتخلص من وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان.. ويدفع باللواء عبدالفتاح السيسى، آنذاك، وزيرا للدفاع. ظن المتآمر أنه بذلك قد أمن جانب الجيش ليتفرغ لاستكمال السيطرة على مفاصل الدولة. أتي مرسي بحكومة جديدة على رأسها رجل خبأته الجماعة لتلك اللحظة... هشام قنديل... خاتم في إصبع مكتب الإرشاد وحذاء في قدم الرجل القوى الماكر، خيرت الشاطر. استولت الجماعة على وزارة الأوقاف والإعلام وماسبيرو ووزارات الاستثمار والحكم المحلى والإسكان والتعليم العالى والقوى العاملة والشباب، حتى المحافظين، وظنوا بذلك أنهم سيطروا على البلاد والعباد. فأقصوا الآخرين، كل الآخرين، عن المشهد السياسي.. فكان الطريق إلى 30 يونيو. الإخوان ورعاية الإرهاب: لم يتصور أحد أن يكون الرئيس المكلف بحماية أمن المصريين، هو من يساعد في انتشار الإرهاب ويرعاه، ليروع أمن المصريين. إنه مرسي الذي عقد حلفًا مع الإرهاب، وكان أول قرار يتخذه هو الإفراج عن المحكوم عليهم في قضايا العنف الدينى، ومنهم محمد الظواهرى، ومحمد حجازى، ورفاعى طه، وغيرهم من قيادات الإرهاب الخطرين، الذين خرجوا ليشكلوا خلايا مسلحة، ساعدت الإخوان فيما بعد في حرب العصابات الإرهابية الشاملة التي قادوها بعد 30 يونيو، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، من أجل حرق مصر وتدمير مؤسساتها وإشاعة الفوضى في ربوعها. اتضحت مواقف مرسي حينما استهان بخير أجناد الأرض، وأوحى إلى عملائه بخطف 7 من جنود الشرطة والجيش، قبل نحو شهرين من عزله، وخرج علينا مطالبًا بحماية أرواح «الخاطفين» قبل المختطفين، ثم منع الجيش من قيادة عملية أمنية موسعة لتحرير الرهائن، وتفاوض من خلف ظهرهم لتحريرهم من جهة، وحماية الجناة من جهة أخرى. أطلق مرسي حازم صلاح أبو إسماعيل، وجماعته «حازمون»، إضافة إلى عدد كبير من عناصر الأولتراس، لاستهداف الشرطة وتعمد إهانة أفرادها، بل وابتزازهم للمشاركة في القمع الإخوانى الموجه للقوى الثورية، كما أطاح باللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق، لرفضه حماية مقرات الإخوان وقيادتهم في مواجهة الشعب. لم يتورع مرسي في فتح سيناء على مصراعيها لجماعات التكفير والإرهابيين الوافدين من الخارج، أو ممن خرجوا بإعفاءات رئاسية صادرة منه، وهم الآن وحلفاؤهم يديرون حربًا ضد الجيش في سيناء ثأرًا لعزله كما كشف صراحة محمد البلتاجى عن ذلك. وأتاح الرجل وجماعته المجال لعبث حماس، الذراع الإخوانية في قطاع غزة، بسيناء، بل ومحاولة توطين أهالي القطاع في جزء منها، في خدمة مجانية لإسرائيل، وهناك على أرضها تم اغتيال الشهيد النقيب محمد أبو شقرة، رئيس مجموعة بوحدات مكافحة الإرهاب الدولى، بدفعة كبيرة من الرصاص في وضح النهار بالعريش، بينما كان على بعد خطوات من فضح المستور، وتحديدًا دور خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، في جريمة خطف الجنود. محاولة سيطرة الجماعة على المشهد: حدق بعينيه في بهو القصر... وتساءل في حيرة: هل ما أنا فيه الآن حلم أم حقيقة ؟ أجابه الرجل المرتدى النظارة السوداء: بل حقيقة سيدى فأنت الآن رئيس مصر. كان هذا الرجل هو أسعد شيخة مسئول أمن الرئاسة، الذي أتى مع مرسي من قريته، العدوة. أراد مرسي أن يمسك بتلابيب اللحظة قبل أن تتسرب من بين يديه وهو المكلف من قبل سدنة جماعته بالسيطرة على مفاصل الدولة وأركانها بحيث لا يمكن اجتثاثهم منها مهما حدث. سرعان ما استدعى رجلًا من أهل بلدته أيضا، هو أحمد عبدالعاطى.. رجل فظ غليظ تماما مثل نظارته التي يرتديها.. كان مسئولا عن قسم الطلاب في التنظيم الدولى للجماعة، وهرب مع أسعد الشيخة إلى الجزائر بعد تورطهما في أحداث ميليشيات جامعة الأزهر، حيث أنشأ بأموال خيرت الشاطر شركة الحياة للصناعات الدوائية، استثمروا فيها أموالا طائلة اختلطت بأموال فقراء الجماعة. صال الرجلان وجالا في ردهات القصر وعاثا فيه فسادا وتحكما... علق رجال القصر القدماء على تصرفاتهم قائلين... أرباب السجون هؤلاء محدثو نعمة هل ورثوا هذا القصر من أبيهم أم بناه حسن البنا ولم نكن نعرف من قبل؟. عبدالعاطى ذو الوجه المكفهر... لم يكن يلقى سلام الله على العاملين.. كان جلفا صفيقا.. فبات مكروها من الجميع.. لم لا وقد بات وقتها مديرا لمكتب رئيس الجمهورية... وهو الذي لم يدخل مكتبا لوزير من قبل. لم يظهر عبدالعاطى في كل مرة إلا ووراءه مصيبة، فتحت قبة جامعة القاهرة وأثناء إلقاء «مرسي» خطابه، ظهر ليطلب من الحضور عدم الانزعاج، لأنه سيطلق 21 طلقة تحية للمجلس العسكري واحتفالا بأداء مرسي اليمين الدستورية وهتف بقوله «الجيش والشعب إيد واحدة»، بينما هتف غير الإخوان ضد المجلس العسكري. ثم تقمص بعد ذلك دور المتحدث الرسمى باسم الرئاسة ليعلن عن إقالة النائب العام وقتها عبدالمجيد محمود.. لتنقلب الدنيا على رأسه ورئيسه وجماعته. أصبح العميل رقم صفر، وبات حلقة الوصل مع أجهزة مخابرات وتنظيمات لها علاقات وأهداف مع الجماعة الإرهابية لينقل لها ملفات الرئاسة في أول عملية اختراق صريح لمنظومة الأمن المصرى. أما الشيخة فاشتهر بالرجل الذي يسيطر على أذن مرسي، فقام بدور السكرتير الشخصى وهو منصب اخترعه مرسي له ليظل يرافقه في كل مكان.. كان مرسي ينادى الشيخة بيا ابن أختى ويبادله الشيخة بيا خال.. كانا محلا لسخرية رجال القصر الذين رأوا من مرسي وابن أخته مالم يروه ولم يسمعوا به ممن حكموا مصر في السابق... تولى الشيخة أيضا مسئولية تأمين خاله وفرض نفسه على الاجتماعات الرسمية. وعبر عصام الحداد رجل التنظيم الدولى وخيرت الشاطر، شكل كل هؤلاء الرجال حلقة الوصل بين القصر وبين مكتب الإرشاد في مصر والعالم. دفع خيرت الشاطر بكل رجالاته داخل القصر حتى رجالات الصف الثانى والثالث في الجماعة، فباتوا مزروعين في مكتب المعلومات وفى الاتصالات والإعلام وحتى المطبخ الرئاسى... بمبالغ لم يكونوا يحلمون بها من قبل... كان بعضهم حاصلا على مؤهلات متوسطة ولم يكن تخصصهم له علاقة بما يعملون. لكن الأدهى والأمر هو تشكيل مرسي لفريقه الرئاسى، فهذا نائبه محمود مكى، رجل قضاء مقرب من الجماعة، كان دوره التنظير الدستورى والقانونى لقراراته الكارثية التي أطاحت بالدستور والقانون، وضربت بهما عرض الحائط. وهذا عماد عبدالغفور مساعدا لرئيس الجمهورية للتواصل السياسي وهو الرجل المنشق عن حزب النور في محاولة لتفكيكه، فكان أن كافأه الشاطر بهذا المنصب، ولم يكن لحزبه الوليد جماهير، ولا قواعد فقط كانت كل حسناته أنه تماهى مع مخطط الشاطر لضرب مجموعة الدعوة السلفية المشاكسين لحكم الإخوان. ثم تساءل السائلون: من هي أبلة باكينام الشرقاوى وأى امتياز لها يجعلها مساعدا للرئيس للشئون السياسية، سوى أنها خلية نائمة في تنظيم الإخوان، وهل خلت مصر من كفاءات نسائية سواها؟. أما المستشارون فحدث ولا حرج... فنصفهم كان إخوانيا على رأسهم محيى حامد، الصقر القطبى والنصف الآخر إما استقالوا عندما تيقنوا أنهم كانوا ديكورا على خلفية مسرح الإرشاد أو ذبحتهم الجماعة كما ذبحت خالد علم الدين فقط عقابا له على مواقف حزب النور. فشل الجماعة في إدارة الدولة: السياسات الاقتصادية: منذ يومه الأول في قصر الاتحادية، وبعد دخوله مكتب الرئاسة منتشيًا بطعم انتصار مشكوك في شرعيته، تناسى المعزول وزمرة رجاله من قيادات تنظيم الإخوان، ما قطعوه على أنفسهم من وعود تجاه الشعب، وسارعوا في تمكين الجماعة من مفاصل الدولة الاقتصادية والسياسية لتنفيذ مخططهم التآمرى على الوطن. فبسياساته الفاشلة، تدهور الاقتصاد، وانكمشت الاحتياطات الأجنبية، وتزايدت نسب البطالة، وتوقفت نشاطات القطاع السياحى، وباتت الأزمات تلف المصريين من جهاتهم الأربع، أزمة كهرباء وأزمة طاقة، وأزمة محروقات، وأزمة رغيف عيش، وأزمة أمن وأمان.. ولم يبق قطاع واحد من قطاعات الإنتاج الاقتصادى والاجتماعى والخدمى، إلا وعصفت به رياح الأزمة خلال عام من حكم الجماعة. ليرسم ذلك الفشل الطريق الوحيد أمام ملايين المصريين للنجاة بما تبقى لوطنهم من أشلاء، وهو إشعال ثورة جديدة لإنقاذ وطن تكالب عليه تنظيم لا يعرف معنى الوطنية ولا قيمة للمصرية. فشل اجتماعي: امتازت لغة الرئيس المعزول محمد مرسي بالتحريض ضد أبناء الشعب المصري؛ فلا تخلو له خطبة من همز وغمز ولمز، ولم يسلم من لسانه حتى الموتى، فقد سبق وغمز، السيد كمال الشاذلى، وزير الدولة لشئون مجلسى الشعب والشورى الأسبق، في إحدى خطبه والرجل بين يدى الله ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه. من الذين لمزهم بلسانه في إحدى خطبه، نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، عندما وجه إليه اتهامًا بأنه لم يكن من الثوار في يوم من الأيام بأسلوب ساخر؛ جعل من نفسه الثائر الوحيد، أما بقية أبناء الشعب المصرى فقد كانوا فاسدين. ولعل هذا ما يفسر شكل المؤتمرات التي كان يعقدها ويجمع فيها أنصاره، وكان مكتب الإرشاد يصدر وقتها تكليفاته للأحياء والمكاتب الإدارية بملء مؤتمرات الرئيس والتهليل له، وكان ذلك واضحًا في مؤتمر دعم ومناصرة سوريا، والذي خسر فيه الرئيس البقية الباقية من أسهمه لدى الشعب المصرى، عندما كفر أنصاره المعارضين آنذاك وسط تصفيق «مرسي» وأنصاره ومحبيه. خسر المعزول المتعاطفين حوله أو الذين استطاع أن يجمعهم بجانبه بفندق فيرمونت بمصر الجديدة، وتعهد لهم بمشاركة المعارضة له في الحكم؛ فخرج عليهم وبدأ يسبهم في خطبه بعد أن نجح، تارة بالغمز وأخرى باللمز، ولعل خطبته الشهيرة «الحارة المزنوقة» خير شاهد على تدنى لغة الحوار والتحريض على المعارضين. صدام المعزول لم يكن ضد قوى سياسية بعينها وإنما كان ضد شركاء الكفاح والنضال أو من يعتبرون أنفسهم كذلك؛ فأول من انقلب عليهم شركاء الميدان وتلاهم اليساريين والليبراليين وقبل هذا وذاك الشعب المصرى بتقسيماته وعناصره التي آثر أن يغيبها تمامًا عن المشهد السياسي رغم أنهم كانوا جزءًا من المشهد، بل وفى القلب منه من قبل. فشل السياسة الخارجية: دعمت جماعة الإخوان الإرهابية، المتطرفين في جميع مناطق الصراع اعتقادا منها أن المشروع الإسلامى لن يستطيع أن يخطو خطوات للأمام إلا من خلال قوة تحميه، أو على الأقل، تمثل قاطرة تدفعه نحو تنفيذ برنامجه على الأرض. المفارقة كانت في تنصل الجماعة الدائم، من الممارسات العنيفة، وادعائها الدائم أنها تختلف تمامًا مع أولئك الذين يمارسونها؛ والحقيقة كانت بخلاف ذلك، فالعنف إحدي أدوات التنظيم ولعل شعار الجماعة دليل على ذلك. تبنى جماعة الإخوان المسلمين لخطاب التيارات الدينية التي تمارس العنف علنًا لم يكن غريبًا؛ فهذه الجماعات التي ادعت أنها راجعت أفكارها، لم يكن ادعاؤها صحيحًا في يوم من الأيام، كما يدل على أن الإخوان أنفسهم لم يعرفوا طريقة المراجعة يومًا، وأن ما يعلنونه على الملأ يختلف عما يبطنونه في السر. جلس «مرسي» بين يدى عمر البشير، الرئيس السودانى، يقرأ آيات من جزء عم، الصور المتحركة التي نشرتها وسائل الإعلام وقت الزيارة مثلت دليلا قاطعا على تأييد الإخوان للانقلاب الذي حدث على يد البشير رغم أن الجماعة وقتها أعلنت مرارا وتكرارا أنها ضد سياسة الانقلابات. زيارة مرسي للسودان كانت لدعم الفصائل الإسلامية المعارضة والمقاتلة التي يدعمها البشير أملًا في إقامة دولته البعيدة عن الإسلام الصحيح، ولذلك حرص «مرسي» على التنسيق مع الكتائب المسلحة في ليبيا من أجل إنشاء ما يسمى بالجيش الإسلامى الحر بهدف نشر الفوضى في البلاد ومواجهة قواتنا المسلحة. مرسي وجماعته دعموا الجبهات المقاتلة في سوريا ليس بهدف التحرر أو مواجهة ما يتعرضون له، وإنما بهدف دعم الإرهاب وتصديره للخارج وفكرة المصلحة التي تجمع هذه التيارات، والتي ترد الجميل للإخوان الآن؛ فالجماعة تدعى عدم وجود علاقة لها بالقتال الدائر في مصر وفى نفس الوقت تدعم هذه الكتائب المقاتلة، دعمًا قديمًا وآخر جديدًا يهدف لتحقيق المصلحة المشتركة بين جميع تيارات الإسلام السياسي التي ترى أن إقامة ما تسميه دولة الخلافة الإسلامية هدفًا تتجمع تحت رايته كل تلك التيارات. الإخوان والسيادة المصرية: السيادة المصرية تعرضت لهزة قوية لم يكن يتخيلها حتى أعداء هذا الوطن، كان بطل تلك القصة هم جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسهم المعزول، محمد مرسي، الذي باع الوطن وعقد الاتفاقات على منح أجزاء منه للغير بهدف تحقيق طموحه وطموح تنظيمه نحو التمكين وإقامة ما تسميه الجماعة بالدولة الإسلامية. من أكثر الأشياء المزعجة التي سببت ألمًا شديدًا للمجتمع المصرى تفريط المعزول في أغلى ما يملكه المصريون؛ فتارة يبيع هذه السيادة لقطر وتارة أخرى يتقرب للسودان، ويفرط في الأراضى المصرية، حلايب وشلاتين، دون أن يطلب منه ذلك. ثم يجامل حلفاء أمريكا في الحصول على حق امتياز محور القناة، وكأنه يريد أن يجازى القطريين حتى يحصل على دعم أمريكا غير المباشر من خلال إرضاء حلفائها في المنطقة. من أهم الكوارث التي تدل على سذاجة الجماعة الإرهابية، عدم إدراكها لمفهوم الدولة، كما أنها كانت غير مدركة أن الشعب المصرى قد يتهاون في أي شيء سوى التفريط في السيادة المصرية، ولو على شبر واحد من أراضيها لأن أجداده دفعوا ثمنا باهظا في الحفاظ عليها، واسترجاع ما سلب منها بالقوة. تبرع المعزول للتفريط في حلايب وشلاتين، أزعج الشعب المصرى ومؤسسات الدولة التي ما كانت لتشير بذلك فضلًا عن الموافقة عليه، فكان واضحًا حجم المخاطر التي تتهدد الدولة المصرية التي كانت تباع قطعة وراء قطعة، وتفرط في مكتسباتها دون العودة للشعب المصرى، الذي ما كان ليوافق على ذلك. التبعية للموقفين القطري والتركي: التبعية للموقفين القطرى والتركى، كان شعار النظام السياسي على مدى سنة من حكم الإخوان؛ غياب الرؤية واختيار الحلفاء أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الجماعة، التي فضلت أن تكون ذيلًا لا أن تكون رأسًا يقود وعقلية تفكر، غاب التصور نحو المستقبل وبخاصة، الملف الخارجي؛ فكانت التبعية لدولتين إحداهما حليف إستراتيجي لأمريكا وهى دولة قطر، والأخرى تريد إقامة علاقات إستراتيجية مع أمريكا من أجل الفوز بعضوية الاتحاد الأوروبي، وذلك على حساب مصالح الدول العربية وفى القلب منها مصر. النظام السياسي دفع ضريبة لعلاقاته الخارجية دون أن يحصل على الثمن، وعندما فكر في أن يكون ضمن مجموعة من الحلفاء لم يجد أمامه سوى قطر وتركيا، فتحولت العلاقات المتوازنة إلى تبعية، مازلنا نعانى مخلفاتها حتى هذه اللحظة.