الانتحار.. فصل أخير في سيرة الأدباء

لا أحد يدري من أين تُستمد الشجاعة للإقدام على الانتحار، المجهول الذي لم يعد منه أحد، وبينما يرى الكثير أن الفنان الحق هو رب الأمل والطموح، الذي إذا فقد الأمل يفقد معه مسبب حياته وكما قال ألبير كامو "الانتحار هو المشكلة الفلسفية الوحيدة"، وأكد بوذا القول عندما قال "أنتج السأم مقامرين أكثر مما أنتجه الجشع، وسكيرين أكثر من العطش، بل ربما ما يوازي ما أنتجه اليأس من حالات انتحار"، كذلك قالت إليانور روزفلت السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة، والتي رأست لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "على كل من يستطيع التفكير أن ينظر للحرب القادمة كما ينظر للانتحار".
ولعل من أشهر من انتحروا في عالم الأدب الأديبة البريطانية فيرجينيا وولف، التي ننشر لكم يومياتها المترجمة لأول مرة تباعًا، والتي اختارت الغرق كأداتها للانتحار لتكتب آخر سطر من حياتها في التاسعة والخمسين، ولكنها ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة.
يوكيو ميشيما:
الروائي والشاعر والكاتب المسرحي الياباني، الذي خاض كذلك تجربة التمثيل والإخراج، الذي رُشّح للحصول على جائزة نوبل للأدب ثلاث مرات.
كان ميشيما معروفًا على نطاق عالمي، ويعد من أشهر الكتاب اليابانيين في القرن العشرين، وقد مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية، وحطمت الحواجز الثقافية وكان الجنس والموت والتحول السياسي من أهم محاورها، انتحر بغرز سيف في بطنه على طريقة الساموري.
سيرجي يسنن:
الشاعر الروسي الذي لقبه البعض بأبو نواس روسيا، وجد ميتًا في ديسمبر عام 1925، وكانت قصيدته الأخيرة "وداعًا يا صديقي"، وقيل أنه لم يجد حبرًا ليكتب به، فجعل حبره دمه، وكان قد أصيب قبيل انتحاره بالاكتئاب.
إرنست هيموجواي:
من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكيين، والذي كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة؛ غلبت عليه النظرة السوداوية للعالم في البداية، إلا أنه عاد ليجدد أفكاره، فعمل على تمجيد القوة النفسية لعقل الإنسان في رواياته، غالبًا ما تصور أعماله هذه القوة وهي تتحدى القوى الطبيعية الأخرى في صراع ثنائي، وفي جو من العزلة والانطوائية، وربما كان ذلك سبب مشاركته في الحرب العالمية التي أثرت على قلمه.
في آخر حياته انتقل للعيش في منزل بكوبا، حيث بدأ يعاني من اضطرابات عقلية، وانتحر بإطلاق النار على نفسه من البندقية المفضلة لديه.
مارجو هيمجواي:
ليست مشهورة فقط لكونها حفيدة إرنست هيمجواي، ولكنها كذلك أول عارضة أزياء توقع عقدًا بمليون دولار أمريكي، كانت مشكلتها الأكبر مع الإكتئاب الذي يبدو أنه وراثي في العائلة، حيث انتحرت بجرعة زائدة من المخدرات.
داليدا:
المطربة الشهيرة وملكة جمال مصر لعام 1954، والتي اشتهرت بحكمتها وروعة فكرها، غنّت بتسع لغات أكثر من خمسمائة أغنية، ماتت عام 1987 منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة بعد أن تركت رسالة مختصرة "سامحوني.. الحياة لم تعد تحتمل"، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع بريد وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها عام 2001.
مارلين مونرو:
أسطورة الجمال التي يُعّد جمالها مقياسا حتى للأجيال التي تبعتها، والتي تقلدها النجمات إلى يومنا هذا، انتحرت بالحبوب المنومة والكحوليات، ويزعم كتاب للكاتب الأمريكي جاي مارجوليز بعنوان "مقتل مارلين مونرو: القضية المغلقة" على خلفية علاقتها بآل كيندي، ويقال أنها كانت الضحية الأولى في جريمة منظمة سياسيًا طالت فيما بعد آل كينيدي، ومالكوم إكس، ومارتين لوثركينج.
ولكن إلى الآن الوثائق الرسمية سجلت وفاتها كانتحار، وأفاد تقرير الطبيب الشرعي بأن مارلين توفيت بجرعة زائدة من المهدئات التي كانت تتناولها، حيث كانت في آخر أيامها محُبطة وفي حالة نفسية سيئة بعد أن تم منعها من حضور حفل عيد ميلاد الرئيس الأمريكي جون كينيدي بأوامر من زوجته جاكلين، وأيضا بسبب عمليات الإجهاض التي كانت تحدث لها بعد زواجها من الكاتب آرثر ميللر.
روبن وليامز:
الممثل الكوميدي الأمريكي الأشهر، الذي حصل على جائزة الأيمي مرتين وجائزة الجولدين جلوب أربع مرات وجائزة جرامي خمس مرات، وفي النهاية عُثر عليه مشنوقًا بمنزله في كاليفورنيا في 11 أغسطس 2014، حيث عانى ويليامز من الاكتئاب الحاد والقلق وكان في مراحل مبكرة من مرض الشلل الرعاش قبل وفاته.
سيلفيا بلاث:
شاعرة أمريكية وروائية وكاتبة قصص قصيرة، وهي أول شاعرة تفوز بجائزة البوليتزر، ولكن لسوء الحظ كان هذا بعد وفاتها، أصيبت بالاكتئاب بعد شهر واحد من زواجها من الشاعر تيد هيوز، وماتت إثر التسمم بأول أكسيد الكربون بعد أن حشرت رأسها في الفرن ووضعت مناشف مبللة تحت الأبواب لتكون حاجزًا بين المطبخ وبين غرف أطفالها، ويقال إنها فعلت هذا بعد أن اكتشفت خيانة زوجها.