أعرب الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة وملك ليسوتو ليتسى الثالث عن ارتياحهما لدور الاتحاد الافريقى فى التسوية السلمية للنزاعات على مستوى القارة رغم قلقهما ازاء استمرار بعض بؤر التوتر والأزمات فى افريقيا التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الإقتصادية والإجتماعية. جاء ذلك فى بيان مشترك صدر اليوم الخميس فى ختام زيارة الدولة التى قام بها ملك ليسوتو ليتسى الثالث إلى الجزائر. وفى هذا الشأن جدد بوتفليقة وليتسى الثالث دعمهما لجهود الاتحاد الافريقى فى البحث عن حلول سياسية للأزمات والنزاعات بافريقيا ، وأكدا على ضرورة العمل من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة ، لا سيما في اطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا /نيباد/. من جهة أخرى ، أكد الجانبان ضرورة العمل من أجل تفعيل هندسة السلم والأمن للاتحاد الافريقى مع انشاء القوة الافريقية للرد السريع على الأزمات ، وأعربا عن ارتياحهما للتعاون الأمنى الواعد الذى يشهد تطورا ، لا سيما بمنطقة الساحل فى اطار مسار نواكشوط. وأعرب الرئيس بوتفليقة والملك ليتسى عن قلقهما ازاء التهديدات المتزايدة الناجمة عن الارهاب بالمنطقة ، وجددا ادانتهما للارهاب بكل أشكاله ومظاهره ، وأكدا ضرورة تضافر الجهود عن طريق التشاور من أجل مكافحة الارهاب العابر للأوطان. وأبديا انشغالهما بانتشار الجماعات الارهابية وتجارة المخدرات والتداول غير القانوني للأسلحة بمنطقتيهما ، وجددا التزامهما بتضافر جهودهما بهدف مكافحة هذه الآفات التى تهدد أمن واستقرار القارة الأفريقية. وأكدا دعمهما لجهود الاتحاد الافريقى الرامية الى مكافحة الجماعة الارهابية (بوكو حرام) ، لا سيما من خلال العهدة الممنوحة للقوة المشتركة متعددة الجنسيات ، وعبرا عن تضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الآفة. وأعرب الرئيس بوتفليقة والملك ليتسى الثالث دعمهما للمركز الافريقى للدراسات والابحاث حول الارهاب ولجنة مصالح الاستخبارات والأمن الافريقيين ، وأكدا التزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الارهاب الدولي والبروتوكول المتعلق بتجريم دفع الفدية للجماعات الارهابية. وبشأن الوضع فى مالى ، أعربت الجزائر وليسوتو عن ارتياحهما لتوقيع الأطراف المالية على اتفاق السلام والمصالحة يوم 15 مايو الحالى بباماكو ، وأعربا عن دعمهما لهذا الاتفاق الذى يحفظ مصالح جميع الأطراف المالية ضمن وحدة وسيادة الدولة المالية. وأعرب الملك ليتسى الثالث عن ارتياحه للدور الذى لعبته الجزائر فى رئاسة الوساطة الدولية حيث سمحت بإبرام الاتفاق والتزامها المتواصل لصالح السلم والمصالحة فى مالى. وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا أعرب الرئيس بوتفليقة والملك ليتسي الثالث عن قلقهما تجاه تدهور الوضع الأمنى فى هذا البلد وانعكاساته على شمال افريقيا ومنطقة الساحل ، ودعا الجانبان الأطراف الليبية باستثناء المجموعات الارهابية المدرجة فى قائمة المنظمات الارهابية من طرف الأممالمتحدة على المشاركة بحسن نية في الحوار الذى بادر به الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة فى ليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل الى حل سياسي يحفظ وحدة واستقرار البلد وتلاحم الشعب الليبى. وأعرب الملك ليتسي الثالث عن ارتياحه لجهود الجزائر التى مكنت من التوصل إلى عقد الاجتماع الثاني الذى ضم رؤساء الأحزاب السياسية والناشطين السياسيين الليبيين والذى تم تحت رعاية الأممالمتحدة وسجل تقدما معتبرا نحو المصادقة على اتفاق لحل الأزمة الليبية. وبخصوص الوضع فى الشرق الأوسط ، جدد القائدان دعمهما لتسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى تكرس حق الشعب الفلسطينى فى تأسيس دولة مستقلة عاصمتها القدس. ودعا بوتفليقة وليتسى الثالث الى إصلاح منظمة الأممالمتحدة ، وجددا تمسكهما بمسار ايزولوينى من أجل مشاركة أوسع وأكثر فعالية للبلدان الإفريقية فى مسار اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة. وأشار البيان إلى أن الملك ليستى الثالث أطلع الرئيس بوتفليقة على آخر التطورات السياسية فى بلده ، لا سيما الانتخابات العامة التى جرت يوم 28 فبراير الماضى ، وأعرب الرئيس بوتفليقة عن تقديره لدور الزعامة الحكيم والمتبصر الملك ليستي الثالث فى إقرار الاستقرار السياسى والأمنى فى المملكة. وهنأ الرئيس بوتفليقة الملك ليستي الثالث على نجاح المسار الانتخابى الذى أفضى إلى التحالف الحكومى الثانى بقيادة رئيس الوزراء باكاليتا باتوال موزيزيلى. على الصعيد الثنائي ، استعرض الزعيمان وضع التعاون في كافة المجالات ودرسا سبل ووسائل تعزيزه وتنويعه ، وعبرا عن التزامهما بتعزيز التعاون بين البلدين ، وأمرا وزراءهما وممثليهم بتنظيم لقاءات ودراسة مجالات التعاون هذه ، ودعا رجال أعمال بلديهما الى تنظيم لقاءات وبحث فرص الأعمال المتوفرة في كلا البلدين. وأكدا علي تعزيز روابط الصداقة التى تميز العلاقات بين البلدين لإقامة تعاون يعود بالمنفعة على الطرفين ، استنادا إلى الثقة التى تطبع لجنة التعاون المختلطة. وقد غادر ملك ليسوتو ليتسى الثالث الجزائر اليوم الخميس إثر زيارة الدولة التى استغرقت ثلاثة أيام إلى الجزائر تلبية لدعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، وكان فى وداعه لدى مغادرته مطار هوارى بومدين الدولى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وأعضاء من الحكومة.