أعربت الجزائروتنزانيا عن تطابق وجهات نظرهما حول المسائل الإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، مجددتان التزامهما بالحفاظ على روح التشاور الذي يطبع علاقاتهما الثنائية. جاء ذلك في بيان مشترك صدر أمس الإثنين عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التنزاني جاكايا مريشو كيكويتى للجزائر بدعوة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأشار البيان إلى أن الجزائروتنزانيا أبدتا ارتياحهما لدور الاتحاد الأفريقي في تسوية النزاعات بالقارة بطريقة سلمية، معربتين في الوقت ذاته عن قلقهما إزاء استمرار بعض بؤر التوتر والأزمات في إفريقيا التي تؤثر سلبًا على مسار تنميتها الاقتصادية والاجتماعية (بحسب البيان). وفى هذا الصدد ، جدد الرئيسان بوتفليقة وكيكويتى دعمهما لجهود الاتحاد الأفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات والنزاعات في أفريقيا، وشددا على ضرورة العمل خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد) التي تمثل برنامجا قد يكون بمثابة نموذج ملائم لتسوية تحديات أفريقيا متعددة الأبعاد. وأكد البلدان على ضرورة العمل من أجل دخول هندسة السلم والأمن للاتحاد الأفريقي حيز التنفيذ، مع وضع القوة الإفريقية الاحتياطية المؤقتة والقوة الإفريقية للرد السريع على الأزمات، معربين عن ارتياحهما للتعاون الأمني "الواعد" الذي يتطور في منطقة الساحل، لاسيما في إطار مسار نواكشوط. وفيما يتعلق بالإرهاب، أعربت الجزائروتنزانيا في بيانهما المشترك عن قلقهما إزاء التهديدات المتنامية للإرهاب في القارة الأفريقية، مجددتان إدانتهما الشديدة لهذه الآفة. وأوضح البيان أن الرئيسين الجزائري والتنزاني جددا إدانتهما الشديدة للإرهاب بشتى أشكاله وظواهره، مؤكدان ضرورة مباشرة جهود منسقة لمكافحة الإرهاب العابر للأوطان، وأعربا عن قلقهما إزاء انتشار الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات وتهريب الأسلحة بمنطقتيهما، وأكدا التزامهما بتضافر جهودهما من أجل مكافحة هذه الآفات التي تهدد الأمن والاستقرار في القارة (بحسب البيان). كما أكد الرئيسان بوتفليقة وكيكويتى دعمهما لجهود الاتحاد الأفريقى الرامية إلى مكافحة جماعة بوكو حرام المتشددة من خلال المهمة الموكلة للقوة المشتركة متعددة الجنسيات. وأعربا عن دعمهما للمركز الأفريقى للدراسات والأبحاث حول الإرهاب ولجنة مصالح الاستعلامات والأمن الأفريقيين، كما جددا التزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي والبروتوكول المتضمن تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. وفيما يتعلق بالوضع في مالي، دعت الجزائروتنزانيا جميع الأطراف المالية إلى السهر على تجسيد اتفاق السلام و المصالحة الذي وقع بالأحرف الأولى في الأول من مارس الماضي بالجزائر العاصمة، معربين في الوقت نفسه عن قلقهما حيال التدهور الأخير للوضع الأمني في شمال مالي، ودعتا المجتمع الدولي إلى مساعدة مالي في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار البيان المشترك إلى أن بوتفليقة أطلع كيكويتي على آخر التطورات في إطار مفاوضات السلام بين الماليين، مشيرًا في هذا الصدد إلى حفل التوقيع الرسمي الذي سيجرى في 15 مايو الجاري بباماكو، معربا عن أمله في أن تقوم تنسيقية حركات الأزواد بالتوقيع على هذا الاتفاق الذي يحفظ مصالح كل الأطراف المالية في كنف وحدة وسيادة دولة مالي. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أبدى الرئيسان عميق انشغالهما أمام تدهور الوضع الأمني في هذا البلد وآثاره على شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، كما دعيا جميع الأطراف الليبية، باستثناء الجماعات المصنفة من قبل الأممالمتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية، إلى الدخول بصدق وحسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ الوحدة الترابية واستقرار البلد و انسجام شعبه. وفى هذا السياق، نوه الرئيس كيكويتى إلى جهود الجزائر واحتضانها يومى 13 و 14 أبريل 2015 للاجتماع الثاني الذي جمع رؤساء الأحزاب السياسية والناشطين السياسيين الليبيين الذي تم تحت إشراف الأممالمتحدة، والذي سجل تقدما ملموسا باتجاه المصادقة على اتفاق تسوية للازمة الليبية (حسب قوله). وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط، جدد الرئيسان دعمهما لتسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. ودعا إلى إصلاح عميق لمنظمة الأممالمتحدة، مجددين التأكيد على تمسكهما باتفاق إيزولوينى من أجل مشاركة أوسع وأنشط للبلدان الأفريقية في اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن الدولي. وعلى مستوى العلاقات الثنائية، أوضح البيان المشترك أن الرئيس التنزاني أعلن قرار حكومة بلاده بفتح سفارة لجمهورية تنزانيابالجزائر في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا بهذه المناسبة إلى أن الطرفين استعرضا سبل تعزيز التعاون في كافة المجالات، كما شجع الرئيسان رجال أعمال البلدين على الالتقاء واستكشاف فرص الأعمال القائمة في كلا البلدين، وشددا على ضرورة عقد الدورة الخامسة للجنة التعاون المشتركة في أقرب الآجال.