ليست المرة الأولى التي يكتب فيها النرويجي، الحائز على جائزة المفتاح الزجاجي عام 1998 الكاتب والموسيقي "جو نبسو" أدبا بوليسيًا، فقد كتب من قبل عن المحقق هاري، ولكن تلك المرة قدّم شخصية مختلفة قليلًا عن سابقته. الكاتب صاحب الخمسة والخمسين خريفًا، الذي بيعت له أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، رغم إنه لم يدرس الأدب بل تخرج من كلية الاقتصاد في النرويج وبدأ حياته المهنية كصحفي حر، اختار هذه المرة أن يتحدث عن الأبعاد النفسية للمجرم أكثر من القضية. تدور رواية نبسو "دماء على الثلج" حول أولاف يوهانسن المحقق البوليسي الذي يتتبع القتلة المُتسلسلين، لكنه في الوقت ذاته قاتلًا آخر من النوع المأجور الذي يقع في مشكلة كبيرة أثناء تنفيذ إحدى عملياته، حيث فشل في قتل أحد الضحايا وترك خلفه أحد الشهود على قيد الحياة، كذلك ُقتل إبن رئيسه. تغوص أحداث الرواية في شخصية يوهانس الذي يعرف نفسه دائما إنه شخص يفتقر للثقافة العامة، ويكتشف قارئه أنه ليس أخرق كليًا، وأن الضمير بالنسبة له رمز، ويُعاني من الفشل في التوصل إلى النتائج رغم قدراته؛ كما أنه شخصية تابعة، حيث يظهر أن جل ما يثير اهتمامه هو أنه يحاول دائمًا أن يلتصق بشخص ما لكي يقوده أو لينهي واجباته بدلا منه. تظهر بعض عُقد الشخصية كذلك أثناء رؤيته للدماء تغوص في الثلج، وهو ما جعله يتذكر مقولة شهيرة "إطالة تلك اللحظة السحرية حينما أنا وأنا فقط أملك النفوذ والقوة للإبقاء على الحياة أو الموت"، ورغم استمتاعه بطعم الجريمة فإن يوهانسن يفتقر إلى مهارات الجريمة، فهو لا يستطيع قيادة السيارات ويبدو كأخرق خلف عجلة القيادة، ورغم ذلك تجده يتجول حول أقسام الشرطة غير مبالي، ويتميز كذلك برقة القلب، وظهر ذلك بقراره بالتوقف عن السطو حينما أغشىَّ على رجل حاول السطو عليه، ما خلف شعورًا عميقا بالذنب لديه، لدرجة أنه تبعه إلى المستشفى ليتأكد من إتمامه لعلاجه؛ أيضًا رفض الإتجار في المخدرات رغم إقتناعه أن الملام الوحيد هنا هو المدمن نفسه ولكن رغم ذلك فضميره لا يعطي له الإذن.