تم حجب أغنية إليسا الجديدة «موطني» وذلك بعد عدة شكاوى بعدم إشارة إليسا إلى أصحاب العمل الأصليين. الموقع يفرض سيطرته وشروطه لحماية المصنفات الفنية.. وتطوير إجراءات الحذف والحجب والدعاية.. ويتحول إلى أداة فعالة لتحصيل الحقوق للمنتجين بجانب التطور السريع في الموسيقى والألوان والأشكال الموسيقية في السنوات الأخيرة، يصاحب ذلك تطور في طرق عرض واستماع وتداول هذه المنتجات الحديثة، وانقراض الوسائل التقليدية القديمة كالكاسيت والسى دى، وغيرهما، وانتشار «الديجيتال» بال«يوتيوب»، «ساوند كلاود»، وبعض التطبيقات الأخرى ك«آى تونز»، و«أنغامي»، وغيرهما، والذين حصلوا على ثقة المنتجين والجمهور، بجانب إثبات قدرتهم على تحقيق أرباح من عمليات حجز وتحميل الأغانى والألبومات، والحيادية في توزيع نسبة الإعلانات، المرتبطة بأرقام الاستماع، وغيرها من المزايا الأخرى التي تقدمها تلك التطبيقات والمواقع. موقع «يوتيوب» هو الأكثر اعتمادا وانتشارا وتطورا من بين الوسائل الجديدة، فبعد أن كان الموقع وسيلة للقرصنة وتسريب الأغانى، أصبح في فترة وجيزة هو الضامن للحقوق الفكرية والمادية للفنانين، وما زال الموقع يتطور من أجل ضمان حقوق المنتجين والفنانين، بجانب تطوره في طرق عرض وحفظ وترتيب الأرشيف والأعمال الغنائية القديمة، مما فعّل أيضا من حفظ حقوق المؤلفين والملحنين الأدبية في ذكر وإبراز أسمائهم بجانب أعمالهم. المنتجون في السنوات الأخيرة، تعاملوا مع «يوتيوب» كأنه «لص إلكترونى»، حتى أجبروا في الفترة الأخيرة النظرة إليه كأنه الملاذ الوحيد لأعمالهم، حتى أصبح الآن رقيبا على المصنفات الفنية، ودوره أصبح فعالا أكثر من الجهات الرقابية، بإجراءاته الحاسمة في الحجب والمنع والغرامات الفورية، على قنوات الفنانين، ما يبشر بتحمل الموقع مسئوليات ومهام جديدة قد تغير من طرق الإنتاج والعمل من جديد في المستقبل القريب. ومن الممارسات الرقابية التي فعلها «يوتيوب» مؤخرا، هو حجب أغنية إليسا الجديدة «موطنى»، وذلك بعد عدة شكاوى بعدم إشارة إليسا إلى أصحاب العمل الأصليين، وأولهم الشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان، بجانب وجود عدة نسخ مسجلة بأصوات عدد من الفنانين الآخرين على «يوتيوب» مثل مراد السويطى، وفى نسخة مشابهة في التوزيع الموسيقى، وبناء عليه اعتبرت إدارة «يوتيوب» ما فعلته إليسا انتهاكا للحقوق الأدبية، وحجبت الكليب لمدة 24 ساعة حتى قدمت إليسا ما يثبت عدم انتهاكها لحقوق أحد المادية، وأن الأمر كله لا يتعدى كونه انتقادات غاضبة من أدائها للنشيد، خاصة مخارج حروفها وهو الأمر الذي اعتبره البعض تقليلا من قضايا الوطن العربى، وانتهاكا للنشيد الأصلى، ليعود الكليب بنفس عدد المشاهدات والتي تخطت المليون في أيام معدودة. ومن التطورات السريعة التي نفذها «يوتيوب»، هو إمكانية عودة المنتج بنفس مشاهداته، بعد حجبه وانتهاء التحقيقات إذا كانت في صالح الفنان، أو حجبه نهائيا أو عودته بدون مشاهدات في حالة إدانته، كما حدث مع المطربين تامر حسنى وعمرو دياب، فالأول حذفت إدارة «يويتوب» كليبه الجديد «180 درجة»، فور بلاغ من إحدى الشركات الإسرائيلية تتهم «روتانا» باستخدام «اللوجو الخاص بها»، وخاطبت الشركة إدارة الموقع وقدمت ما يفيد استغلالها للوجو بمدة قانونية، ليعود الكليب أيضا بنفس عدد المشاهدات. وخلاف ذلك، عاقب «يوتيوب» عمرو دياب، بحذف كل ألبوماته مع شركتى «عالم الفن» و«صوت الدلتا»، لعدم حصوله على ما يثبت أحقيته في ملكية هذه الألبومات والاستفادة منها تجاريا، ومن قبله أيضا ما فعلته شركة «روتانا» بحذفها «سيمبلات» ألبومه الأخير «شفت الأيام» بعد خلاف بينهما، الأمر الذي جعل إدارة «يوتيوب» تحذف الأغانى بمشاهداتها، ما ألحق بعمرو دياب خسائر كبيرة بسبب الجهاز الرقابى الجديد. وبجانب كل ذلك يوفر «يوتيوب» تقديم أسباب الحجب والحذف للجمهور، بجانب تقدمه الملحوظ في الحد من السرقات الفنية داخل العمل نفسه، إذا كان هناك انتهاك للألحان أو الكلمات، أو يفضحها على أقل تقدير، بجانب مطاردته لكل ما هو غير موثق، ما يبشر بكبر سيطرته وتحكمه، وتهديده لعدد من الجهات المتكاسلة عن تنفيذ دورها الرقابى والفاصل في مثل هذه الأزمات، مثل «جهاز الرقابة على المصنفات الفنية» وغيره من الجهات، خاصة أزمات السرقة والنحت وانتهاك الحقوق المادية والأدبية للفنانين. ومؤخرا بدأت شركة «عالم الفن» بقنواتها «مزيكا»، في نقل جميع أعمالها التراثية وأرشيفها على «يوتيوب» بعد فترة من التخوف من الإقدام على تلك الخطوة، بسبب عدم الثقة في حماية «يوتيوب» لهذه الأعمال، لندرتها وارتفاع قيمتها، وأنشأت مؤخرا قناة خاصة لأم كلثوم، لعرض جميع حفلاتها وأغانيها النادرة بجودة عالية، بجانب قناة لعبدالحليم حافظ وعمر خيرت ووردة وصباح وشادية وغيرهم، بجانب أعمال المطربين الجدد والجيل الحديث، بعد أن أصبح الموقع أكثر أمانا وضمانا للربح والانتشار وعدم التعرض للسرقة. النسخة الورقية