تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم عددا من القضايا من أهمها الشأن الداخلي . ففي عموده بجريدة الأخبار بعنوان “,”خواطر“,” تساءل الكاتب جلال دويدار عن قاتلي المتظاهرين خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو، قائلا إن جلسات محاكمة بعض الرموز الإخوانية بدأت في نفس الوقت الذي تم فيه استئناف محاكمة الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية حبيب العادلي وبعض قيادات وزارة الداخلية، لافتا إلى أن التهمة المشتركة الموجهة للمتهمين في القضيتين هي ممارسة عمليات القتل ضد المتظاهرين السلميين . وأوضح أن الفرق في توجيه التهمتين هو التوقيت، فمحاكمة الرئيس الاسبق مبارك وجماعته تعود إلى الاحداث التي وقعت بعد ثورة 25 يناير 2011 واسفرت عن سقوط المئات من الشهداء، بينما يحاكم الإخوانجية بتهمة ممارسة العنف والارهاب ضد متظاهري ما بعد ثورة 30 يونيو وقتلهم وتعذيبهم علاوة على القيام بعمليات تدمير وتخريب للمنشآت العامة والخاصة . وأكد أنه من خلال مضمون الاتهامات يمكن القول ان الجريمة واحدة عكس الرابط والعلاقة الوثيقة بين ما جري إبان أحداث ثورة 25 يناير وما يحدث على مدي الأسابيع التي أعقبت ثورة الشعب يوم 30 يونيو ومحصلتها إسقاط الحكم الإخواني . وقال إنه لا يمكن لأي متابع لهذه الاحداث أن تساوره الشكوك بشأن تورط ومسئولية التنظيم الإخواني وعملائه من حركة حماس في عملية سفك الدماء التي صاحبت ثورة 25 يناير ، وتابع “,”أن ما يقوله ليس افتئاتا أو تجاوزا ولكنها الحقيقة الدامغة التي أكدتها تحقيقات محكمة استئناف جنح الاسماعيلية بشأن تفاصيل ووقائع هذه الجريمة الإخوانية“,”، مضيفا أنه “,” من المؤكد ان الحوار المسجل والذي كان بين الرئيس المعزول محمد مرسي وقناة الجزيرة العميلة - حسب الكاتب - بعد عملية اقتحام سجن وادي النطرون واخراجه مع زملائه وكذلك الحوار الذي دار بين اللواء الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية السابق ابان احداث ثورة 25 يناير في ميدان التحرير وقطبي الارهاب الإخواني محمد البلتاجي وصفوت حجازي فيما يتعلق بقيام عناصر إخوانية وحمساوية باعتلاء أسطح عمارات ميدان التحرير وقيامهم بإطلاق النار على المتظاهرين خير شاهد على الدور المريب في هذه الاحداث “,”. وشدد على أنه لا يمكن إغفال ما جاء في بعض تقارير الطب الشرعي التي تم اخفاؤها وكانت تتضمن أن بعض الشهداء تم قتلهم عن قرب وبإطلاق النار من الخلف ومن الأعلى ، وقال “,” انني على يقين بأهمية الربط بين ملابسات كلتا المحاكمتين حتي تتحقق العدالة بظهور الحقيقة “,”. وفي مقاله بصحيفة “,”الجمهورية“,” قال السيد البابلي رئيس تحرير الصحيفة “,” الآن فقط، بدأ بعض قادة جماعة الإخوان والمناصرين لهم يؤمنون ويقتنعون ويتحدثون عن أن الدم أغلى من كرسي السلطة “,”. وأضاف “,” قد كان هذا ما قلناه ورددناه مرارا وتكرارا عندما ناشدنا قادة وجماعة الاخوان الذين اعتصموا في رابعة بأن عليهم الانصياع لصوت العقل والحكمة وقبول مبادرات وأفكار المصالحة والحوار قبل أن تسيل الدماء وبدلا من التضحية بالمصريين في صراع حسم وانتهى أمره “,”. وأرجع الكاتب ذلك إلى العناد المستمد من انعدام الخبرة والقرارات الخاطئة المتأخرة والتي كانت وراء سقوط مرسى ونهاية حكم الإخوان“,” ، وقال “,” إنه بعد أن تم فض الاعتصام وملاحقة قادة الإخوان والقبض على العديد منهم وإيداعهم السجون، وبعد فشل محاولات الحشد الجماهيري وانصراف الكثير من الأتباع والأنصار عنهم فإنهم يرحبون الآن بالأفكار التى تتحدث عن إمكانية الوصول إلى حل سياسي ، يقوم على دعوة الإخوان إلى نبذ العنف ووقف التظاهر في مقابل وقف حملات الاعتقال وإطلاق سراح من لم يتورطوا في أعمال عنف ، ويتحدثون في مبادرة أخرى عن إمكانية وقف الحملات الأمنية مقابل وقف التظاهرات تمهيدا للمفاوضات “,”. وأضاف “,” قد يكون قبول الإخوان لهذه الأفكار وتخليهم عن التشبث بالأوهام متأخرا بعد أن فقدنا دماء كثيرة ، ولكنه يمثل على أية حال بداية أفضل من أن نظل كثيرا في دوامة الترقب والانتظار “,”. وتحت عنوان “,” البلتاجي يقلد أسامة بن لادن“,” قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين في مقاله بجريدة “,”المصري اليوم“,” إن الخطاب الذى ألقاه القيادي الإخواني، الهارب، الدكتور محمد البلتاجي، قبل يومين يعكس من حيث الشكل والمضمون طبيعة الأزمة القاصمة التى تمر بها جماعة الإخوان المسلمين . وأوضح أن البلتاجي بعث بخطابه على شريط مسجل إلى قناة الجزيرة التى أذاعته حصرياً كما كانت تفعل ، قبل سنوات، بشرائط زعماء تنظيم القاعدة وفى مقدمتهم الراحل أسامة بن لادن، الأمر الذى يعطى انطباعاً شكلياً معاكسا تماماً لما أراد البلتاجي نفيه عن جماعته في كلمته ، وهو أنها جماعة إرهابية ، فطريقة تسجيل الخطاب والمكان الذى يجلس فيه وقناة الجزيرة التى أذاعته كلها تعيد المشاهد إلى ذكريات شرائط قيادات أكبر المنظمات الإرهابية المنسوبة إلى الإسلام، أي القاعدة . ورأى رشوان أن مضمون الخطاب يعكس بامتياز الحالة الدفاعية والهلع الذى يبدو أنهما أصابا قيادات الجماعة مما راح يوجه إليها من اتهامات ، وما ارتبط بها من ممارسات ووقائع بممارسة العنف والإرهاب، وحالة الانفصال السياسي عن الواقع الملموس من جانب الجماعة، وقياداتها - حسب الكاتب -. وأضاف أن القيادات، و«البلتاجى» نموذج لها، تتعامل مع الأزمة الحالية، باعتبارها صراعاً بين جماعة «خيرة» تمثل غالبية المصريين الساحقة ، وهى بالطبع جماعة الإخوان، و«مجموعة» شريرة تخدع الجزء الصغير الباقي منهم ويمثلها هنا الجيش المصري، خصوصاً قيادته، وهذه الثنائية البسيطة بين خير وشر هي أفضل الحلول النفسية، للخروج من أزمات معقدة ومركبة تتداخل فيها الأطراف والمواقف، لمن لا يستطيع أو يرغب في معرفة الواقع الملموس، كما هو، وهذا على ما يبدو هو حال قيادة الإخوان اليوم . وتحت عنوان “,” القوائم أسوأ من الفردي“,” قال الدكتور عمرو الشوبكي في مقاله بجريدة المصري اليوم إن البعض يتصور أن هناك «قانون تفصيل» يمكن أن يكون طريق نجاحه في أي انتخابات، والبعض الآخر يبحث عن قانون يتيح له أن يختار، ويرتب قوائم انتخابية بسطوة المال والنفوذ . وأضاف أن الحقيقة هي أن البعض يرفض إجراء الانتخابات على أساس النظام الفردي، معتقداً، وبشكل خطأ، أن الانتخاب بالقائمة سيعنى دعما للأحزاب والبرامج السياسية، وينسى أو يتناسى أن عملية ترتيب واختيار القوائم امتداد للحالة الحزبية الحالية بكل ما فيها من مشاكل، وتجعل عملية ترتيب القوائم نموذجاً لانتخابات فردية يتحكم فيها رئيس الحزب ومجموعته، أو رجل الأعمال الممول، أو القادرون على الإنفاق على القائمة من المرشحين الموجودين على رأسها . وأعاد إلى الأذهان ما جرى في قوائم الانتخابات الماضية وكم مرشحا تفاوض مع قوائم حزبية أخرى، في حال إذا لم يضعه حزبه على رأس القائمة، وقرر الذهاب والترشح مع مَن وضعه على رأس القائمة، متسائلا أين الانتماء الحزبي، والدفاع عن البرامج وصراع الأفكار الذى برر به البعض دفاعه عن نظام القوائم التى حكمتها في النهاية نوازع فردية ومالية وحسابات أهل الثقة والقربى؟ “,”. وأوضح أن المفارقة أن بعض القوى المدنية اعتبرت أن الانتخابات بالقائمة هي الطريق لتفعيل الحياة السياسية، ونسيت أن الغالبية الساحقة من التجارب الديمقراطية في العالم تعتمد النظام الفردي، بما فيها بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حتى لو طُعِّم بعضها بنظام القوائم الحزبية . وقال “,” صحيح إن مصر خرجت من عهد مبارك بكارثة الفردي بكل ما فيه من بلطجة وتزوير وغياب للناخبين، (نسبة التصويت الحقيقية لم تتجاوز في المدن 7%)، ما دفع البعض إلى تبنى نظام القائمة النسبية غير المشروطة، ولكنهم اكتشفوا بأسرع مما نتصور أنهم اختاروا الخيار الأسوأ والأبعد عن الواقع السياسي وتركيبة الناخب المصري “,”. وأكد الكاتب أن فرض القوائم الحزبية على المواطنين، والنظر إلى انتخابات القوائم وكأنها هي الحل الوحيد ومعيار التقدم والديمقراطية أمر بعيد عن الصواب والواقع، فهو يفتح الباب أمام وصاية النخبة الحزبية على الناس عن طريق أحزاب مازالت ضعيفة، وإبعاد الشعب عن المشاركة الفاعلة بتقديم مرشحين قريبين منه وليس من نخبة ضيقة تهندس نيابة عنه ترتيب القوائم . ورأى الشوبكي في ختام المقال أن نظام الانتخابات بالقائمة الذى يتحدث عنه البعض نظام متخيل وليس واقعياً ، وقال “,”كلنا نتمنى أن يكون هناك برلمان يمثل بشكل حقيقي برامج الأحزاب، ولكن هذا لن يحدث إلا بنظام انتخابي قائم على الانتخابات الفردية، ويجب أن نفكر جدياً في تطعيمه بنسبة قد تتراوح بين الربع والثلث بقوائم على مستوى كل محافظة وليس الدوائر . أ ش أ