وسط حالة من الاستنفار الأمني الشديد، الذي تشهده بورسعيد للمرة منذ احداث حكم الإخوان، شهدت المدينة، اليوم الأحد، مسيرة تجوب شوارعها، للتنديد بالقرار الذي أصدره المستشار محمد السعيد الشربيني، رئيس محكمة جنايات بورسعيد، باحالة أوراق 11 من متهمي قضية "أحداث الاستاد" إلى مفتي الجمهورية، وتأجيل الحكم على باقي ال73 متهما إلى جلسة 30 مايو القادم. شهدت شوارع بورسعيد تكثيفًا أمنيًّا من قبل قوات مديرية الأمن مدعومة بقوات خاصة من محافظات مجاورة على الأرض، ومروحيات بالسماء تتابع الحالة الأمنية وخاصة بالمجرى الملاحي لقناة السويس، كونه شريان اقتصادي قومي هام، وانتشرت الدوريات الأمنية بسيارات التدخل السريع في أحياء المدينة، كما قامت الكمائن الثابتة والمتحركة بتشديد الإجراءات الأمنية، وعززت من تواجدها بشكل مكثف في أنحاء بورسعيد. ورفع الأهالي عشرات اللافتات بالشوارع، منذ الساعات الأولى من اليوم الأحد، تنادي بالإفراج عن المظلومين المتهمين في القضية، وطالب حينها الأهالي القضاء المصري بضرورة الإفراج عن المتهمين المظلومين على حد وصفهم بالقضية التي وقعت باستاد النادي المصري بعد انتهاء المباراة التي جمعت الفريق البورسعيدى بالنادي الأهلي في فبراير 2012. وتزامنا مع كل هذه الإجراءات أكد مصدر قضائي ل "البوابة نيوز"، أنه تم تأجيل نظر قضايا محكمة بورسعيد للمحبوسين الذين يتم استدعاؤهم من محبسهم بمختلف الأقسام الشرطية في المحافظة لدواع أمنية، تزامنا مع صدور قرار محكمة الجنايات في قضية "أحداث الاستاد"، مضيفا أنه يتم العمل بالجلسات الإجرائية أو التي لا يوجد بها محبوسين بشكل طبيعي. وأعلنت مديرية الشئون الصحية ببورسعيد حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعدادات القصوى، وذلك عقب النطق بالحكم في قضية أحداث استاد بورسعيد الرياضي، وكثفت أجهزة الأمن من تواجدها بمستشفيات بورسعيد العام "الأميري" والزهور المركزي وبورفؤاد العام وبنك الدم الرئيسي؛ ومنعت الإجازات والراحات، مع التأكد من توافر أدوية ومستلزمات أقسام الاستقبال وجاهزية كل أجهزة قسم الطوارئ والاقسام المعاونة للعمل بكفاءة، كما تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف وتواجدها على أهبة الاستعداد للانطلاق والتدخل في حالة وقوع أي مصابين نتيجة تحسبا لحدوث أعمال عنف. وعقب صدور القرار بدأ تداول الشائعات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التي تفيد بوجود إطلاق لنيران بأماكن متفرقة وبالتواصل مع الرائد إسلام الصياد، مدير مكتب اللواء فيصل دويدار مدير أمن بورسعيد، نفى ما تداولته هذه الصفحات، مؤكدا أن هناك دوريات أمنية منتشرة في جميع شوارع بورسعيد، وحالة من الاستنفار الأمني التام، لاسيما بمداخل ومخارج المحافظة وبمختلف الاحياء. وفور ذلك دعت رابطة مشجعي النادي المصري أولتراس "الجرين إيجلز"، جميع أعضائها للاحتشاد في شارع الثلاثيني بحي المناخ ببورسعيد؛ للتظاهر تنديدا بالقرار، وقالت الرابطة عبر صفحتها: "المسيرة هتتحرك من معصرة سلسبيلا بعد قليل، وقد تم تبليغ جميع أعضاء المجموعة بالتجمع منذ ساعتين، وعلى من لم يعلم يتوجه الآن إلى مكان التجمع". وخرج العشرات من أعضاء الرابطة في مسيرة حاشدة من أمام معصرة سلسبيلا الكائنة بحي المناخ باتجاه شارع التجاري، وبه أحد الأسواق الرئيسية بالمحافظة، وناشدوا أصحاب المحال التجارية بإغلاقها للتضامن مع المتهمين المحكوم عليهم بالإعدام من أبناء المدينة في قضية أحداث استاد بورسعيد، وهتف المتظاهرون بصوت عالي "الشباب مات.. أقفلوا المحال"، واتجهت المسيرة إلى شارع الثلاثيني بعد أن مرت في شارع التجاري، بعد استجابة أغلب التجار؛ ثم اتجهوا إلى شارع محمد على "أحد الشوارع الرئيسية بالمحافظة"، وتزايدت أعدادهم مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديكم يا مظلومين". وبوصول المسيرة إلى ميدان المنشية الذي يبعد 300 متر عن المجرى الملاحي لقناة السويس أعلنت رابطة "أولتراس جرين إيجلز"، الخاصة بالنادي المصري البورسعيدي، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، انتهاء المسيرة التي نظمتها، وقالت "انتهاء المسيرة الآن انتظروا تجمع آخر اعيدوا تنظيم الصفوف داخل الجروب واستعدوا للقادم".