حمدي البطران: كان محاربا الضبع: له مواقف من الحياة والعالم الكفراوي: صاحب المواقف الحادة ضد الصهيونية سليم: سيظل أحد النجوم اللامعين نعى عدد من المثقفين، الكاتب الألماني جونتر جراس الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي توفي اليوم عمر يناهز 87 عاما في أحد مستشفيات لوبيك" شمال ألمانيا. حول وفاة الكاتب الروائي الألماني "جونتر جراس" اتسمت بالحزن الشديد على الراحل المحارب والمبدع. توفي أمس عن عمر يناهز 87 عاما، بمستشفى "لوبيك" شمال ألمانيا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1999. كان جونتر جراس يحترم الحياة ويدافع عن الحرية بإبداعه الذي تم ترجمته إلى العديد من اللغات، كما عايش "جونتر" أهوال الحرب العالمية الثانية عام 1944، كمساعد في سلاح الجو، ثم انضمامه للوحدات النازية الخاصة "إس إس"، التي اعترف بانتسابه إليها بعد عقود عدة. في البداية، قال الروائي حمدي البطران: إن الروائي الألماني الراحل غونتر غراس، شارك عام 1944 في الحرب العالمية الثانية، كمساعد في سلاح الطيران الألماني وكمقاتل ألماني، وبعد انتهاء الحرب وقع سنة 1946 في أسر القوات الأمريكية إلى أن أطلق سراحه في نفس السنة، ويعد جونتر جراس أحد أهم الأدباء الألمان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف البطران: يعتبر غراس من الكتاب الألمان الأحرار الذين هاجموا إسرائيل، ولم يتحمل فكرة أن تتجسس الولاياتالمتحدة المريكية على بلاده، في عام 2013، وأعلن أن لسيدة ميركل جبانة سياسيًا، فهي ليست قادرة على الاستفادة من سيادة جمهورية ألمانيا الاتحادية التي نحظى بها منذ الوحدة، والمعروف أن ميركل مستشارة ألمانيا وتعد بمثابة رئيسا لوزراء في ألمانيا أي بيدها مقاليد إدارة البلاد وتوجيه سياستها. وتابع البطران، كما طالته إنتقادات كثيرة بسبب موقفه من إسرائيل، في أبريل 2012 بعد نشره لقصيدة نثرية، بعنوان "ما ينبغي أن يقال" قال فيها أن إسرائيل من خلال تحضيراتها لضرب المنشآت النووية في إيران، تمثل تهديدًا للسلام العالمي، ولدرء هذا التحديد يجب أن نتكلم الآن، وأنه سئم من نفاق الغرب فيما يتعلق بإسرائيل، وأن أهوال النازية ليست ذريعة للصمت، وانتقد بلده ألمانيا على بيع غواصات يمكن تجهيزها بأسلحة نووية إلى إسرائيل، وشنت وسائل الإعلام الألمانية، مثل دي فيلت ودير شبيجل، حملة عليه تتهمه بمعاداة السامية مذكِّرةً بأنه خدم في شبابه في قوات إس إس، وطرح غراس في قصيدته أن إيران وإسرائيل كليهما يجب أن تخضعا لرقابة دولية على أسلحتهما النووية. وقد ترجمت قصيدته المترجمة خيرية صالح في موقع إيلاف وجاء فيها: "ماذا أقول الآن وقد شخت وقطرات حبر قليلة إن إسرائيل القوة النووية تهدد السلام العالمي الهش أصلا؟ لأنه لا بد أنه يقال وغدا سيكون الوقت متأخرا جدا أيضا لأننا كألمان مثقلون بما يكفي لنكون موردين لما يعتبر جريمة لن أصمت بعد الآن لاني سئمت من نفاق الغرب مثلما لدى الأمل بأن يتحرر الكثيرون من صمتهم ويطالبون المتسبب في الخطر المحدق لنبذ العنف". وفي سياق متصل قال الناقد الدكتور مصطفى الضبع، من الصعب أن تكون متخصصا أو محبا أو قارئا للرواية دون أن تعرف ولو معرفة نصف متعمقة بالروائي الألماني جونتر جراس صاحب المنجز الروائي المتوج بجائزة نوبل 1999. ما بين 1927-2015 عاش الروائي والشاعر الألماني جونتر جراس صاحب التجربة الجديرة بالاهتمام، وأضاف الضبع:عرفه قراء الأدب عبر مشروعه الإبداعي الذي استهله بعمله المسرحي "الطهاة الأشرار1956" ثم مسرحيته الثانية: "الفيضان 1957" وبعدها بدأت أعماله الروائية بروايته الأولى التي وضعته على أول درجات الشهرة، أعني روايته " الطبل الصفيح " ذات الطابع الملحمي كبيرة الحجم وعرفها قراء العربية مترجمة وأنتجت للسينما عام 1978، وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1979، وقد استثمر نجاح الرواية عالميا واستكمل ثلاثيته المعروفة بثلاثية داينتسيغ "داينتسيغ اسم مسقط رأسه" والثلاثية تضم: الطبل الصفيح 1959- القط والفأر 1961- سنوات الكلاب 1963، بعدها توالت أعماله التي شكلت منجزه الروائي: تخدير جزئي 1969- اللقاء في تيلكتي 1979- الفأرة 1986- مئويتي 1999- مشية السرطان 2002- الرقصات الأخيرة 2003، يضاف لذلك المنجز المسرحي والروائي منجزه الشعري الذي ضمته مجموعاته الشعرية التي تخللت أعماله الروائية. وتابع الضبع ممثلا في تجربته الإنسانية التي تبلورت في الحرب العالمية الثانية مساعدا في سلاح الطيران الألماني وتجربة الأسر في يد القوات الأمريكية(1946)، وأعماله المختلفة التي عمل بها ودراسته لفن النحت تلك الخبرات التي أكسبته الكثير وجعلته قادرا على اكتشاف العالم. وواصل: "برحيله نحن لا نتذكره روائيا فحسب وإنما نتذكره رجلا له مواقفه من الحياة والعالم، وخاصة مواقفه الانتقادية للكيان الصهيوني ذلك الذي يمنحنا قدرة على التوافق مع رؤيته المتفردة لكل مايخص الإنسان، رحل جونتر جراس ومازالت دقات طبله الصفيح قادرة على كشف الكثير مما يجب أن يكشف. وقال الكاتب سعيد الكفراوي :رحيل الروائي جونتر جراس، باعتباره أحد أعمدة الرواية الألمانية، في هذا العصر، قائلا: حين شكك الفليسوف أدورنو في أن الألمان لا يستطيعون كتابة رواية واحدة ، كتب غراس ثلاثية عظيمة ومنها رواية "طبلة الصفيح" التي ترجمها المترجم العراقي حسين الموازني. وأكد الكفراوي، على أن للروائي الألماني جونتر جراس، العديد من المواقف والآراء التي تؤكد أن الحياة لا تساوي شيئًا دون تحقيق الحرية الكاملة، وكان لجراس مواقف حادة في هذا الصدد اتجاه الدولة الصهيونية وممارساتها القمعية وتجاوزاتهاعلى الشعب الفلسطيني، وكانت آخر معارك الأديب الالماني غونتر غراس حين كتب قصيدته الناقدة "ما ينبغي أن يقال" التي أثارت ضدة صخبا واتهم بسببها بمعاداته للسامية. وتابع الكفراوي: كتب جونتر الشعر وأبدع الرواية وترجمت بعض أعماله إلي العربية وعاش صادما في مواجهته للثابت وللأفكار العتيقة وكان طوال عمره مثيرا لكثير من الجدل حول قضايا انسانية كثرة، ولمجمل أعماله ولندرتها ولرؤيته النافذة لمتغيرات العصر حصل جراس على جائزة نوبل عام 1999، كواحد من كبار الكتاب الذين غيروا العصر والذين عبروا عن أوطانهم عبر رؤية شاملة وحقيقية. وفي سياق متصل قال الشاعر عبد الستار سليم: إن الروائي الألماني جونتر جراس، فقيد الوسط الأدبى أحد نجومه اللامعين، قائلًا: "رحل الكاتب كثيف الشاربين، وصاحب النظارتين السميكتين، والغليون الذي لا يفارق شفتيه". وأضاف سليم "اشتهر بمواقفه السياسية اليسارية الشجاعة، وفى مقدمتها معارضته الحرب على العراق عام 2003، متمثلة في وقوفه ضد الرئيس الأمريكى جورج بوش، وكذلك تضامنه مع الشعب الفلسطينى، وهو الذي أغضب إسرائيل كثيرا عندما أشاد بالعالم الذي كشف تفاصيل البرنامج النووى الإسرائيلى السرى عام 1986. وتابع: "رحل الألمانى العظيم جونتر جراس الروائى والشاعر وكاتب المسرح والنحات والرسام والنقاش ومصمم الجرافيك تاركا وراءه رصيدا إبداعيا مهما بين الأدب العالمي".