قال الناقد الدكتور مصطفى الضبع، من الصعب أن تكون متخصصا أو محبا أو قارئا للرواية دون أن تعرف ولو معرفة نصف متعمقة بالروائي الألماني جونتر جراس صاحب المنجز الروائي المتوج بجائزة نوبل 1999. ما بين 1927-2015 عاش الروائي والشاعر الألماني جونتر جراس صاحب التجربة الجديرة بالاهتمام، وأضاف الضبع:عرفه قراء الأدب عبر مشروعه الإبداعي الذي استهله بعمله المسرحي "الطهاة الأشرار1956" ثم مسرحيته الثانية: "الفيضان 1957" وبعدها بدأت أعماله الروائية بروايته الأولى التي وضعته على أول درجات الشهرة، أعني روايته " الطبل الصفيح " ذات الطابع الملحمي كبيرة الحجم وعرفها قراء العربية مترجمة وأنتجت للسينما عام 1978، وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1979، وقد استثمر نجاح الرواية عالميا واستكمل ثلاثيته المعروفة بثلاثية داينتسيغ "داينتسيغ اسم مسقط رأسه" والثلاثية تضم: الطبل الصفيح 1959- القط والفأر 1961- سنوات الكلاب 1963، بعدها توالت أعماله التي شكلت منجزه الروائي: تخدير جزئي 1969- اللقاء في تيلكتي 1979- الفأرة 1986- مئويتي 1999- مشية السرطان 2002- الرقصات الأخيرة 2003، يضاف لذلك المنجز المسرحي والروائي منجزه الشعري الذي ضمته مجموعاته الشعرية التي تخللت أعماله الروائية. وتابع الضبع ممثلا في تجربته الإنسانية التي تبلورت في الحرب العالمية الثانية مساعدا في سلاح الطيران الألماني وتجربة الأسر في يد القوات الأمريكية(1946)، وأعماله المختلفة التي عمل بها ودراسته لفن النحت تلك الخبرات التي أكسبته الكثير وجعلته قادرا على اكتشاف العالم. وواصل: "برحيله نحن لا نتذكره روائيا فحسب وإنما نتذكره رجلا له مواقفه من الحياة والعالم، وخاصة مواقفه الانتقادية للكيان الصهيوني ذلك الذي يمنحنا قدرة على التوافق مع رؤيته المتفردة لكل مايخص الإنسان، رحل جونتر جراس ومازالت دقات طبله الصفيح قادرة على كشف الكثير مما يجب أن يكشف.