تمرد قبلة الحياة لثورة يناير .. والإخوان مجرد أداة في يد الغرب كنت من حزب الكنبة قبل ثورة يناير والمجلس العسكري صدمني أبو الفتوح متردد، ومعز مسعود أفضل الدعاة اعتزلت الفن بعد سيطرة المال عليه أكدت الفنانة آثار الحكيم، أنها اعتزلت الفن بعد سيطرة المال عليه، مشيرة إلى أن الأحداث الجارية أثرت كثيرا على الأعمال الفنية، عقب تراجع الذوق العام وقيم المجتمع. وأضافت أن ثورة 30 يونيو هي تصحيح لخطأ ترك الميدان بعد رحيل مبارك، مطالبة بإعدام الصفوف الثلاثة الأولى في جماعة الإخوان بجانب الرئيس المعزول محمد مرسي. وتحدثت الفنانة الكبيرة في العديد من الأمور الأخيرة في حوارها التالي مع “,”البوابة نيوز“,”. - أين أنت الآن من الوسط الفني ؟ - اعتزلت الفن، لأن وجودي وسط مجموعة تعزف بشكل مغاير لفكري جعل منى نشازا بينهم، فلم تعد هناك أعمال تقدم مثل: زيزينيا، ونحن لا نزرع الشوك، أو ليالي الحلمية، فأيامها كنا نجري بروفات للعمل لأكثر من مرة على المسلسل كاملاً، ولكن الآن السوق لا يحب ذلك، وعندما أصريت عليه لم أجد غيري والمؤلف والمخرج، فالمال هو ما يحكم العملية الفنية حالياً، فقديما كنا نسخر من وجود مخرجين في عمل واحد، وفي دراما رمضان هذا العام يوجد 4 مخرجون في بعض الأعمال، لرغبة المنتج في الانتهاء من التصوير بأي شكل، دون النظر لاختلاف رؤية كل مخرج. وعموما، قررت الاعتزال لأحافظ على صورة “,”زهرة“,” في ليالي الحلمية في مخيلتهم، وكي لا يتغير الانطباع عند الجمهور ناحيتي. - وهل للأحداث الجارية علاقة بمستوى ما نراه من أعمال؟ - بالطبع، فقيم المجتمع تراجعت، وانعكس ذلك على الفن وإن كنت ضد ذلك، لأن دور الفن هو بث المشاعر والفكر . - أين أنت من ثورة يناير؟ - أعترف أنني كنت من حزب الكنبة قبل ثورة يناير، وكانت كل علاقتي بما يحدث من خلال الجرائد والفضائيات، في كل الأمور، وذلك فقط ليجد أولادي إجابة أمينة - هل كنت تتوقعين أن تكتمل المظاهرات وتتحول إلى ثورة تطيح بنظام مبارك؟ - لم يأت بخيال أحد أن يحدث ما حدث في الأيام الأولى من ثورة يناير، وعقب الثورة صدمت في المجلس العسكري، مع حودث وقائع كشف العذرية وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، رغم أن الثوار كانت مطالبهم موحدة وعادلة، وهي: استقلال القضاء، والدستور أولا، وتطهير الشرطة، واستقلال الإعلام، وانبهرت بالمليونية التي كسر فيها حاجز السفارة الإسرائيلية لأنها كانت حاشدة . - وكيف ترين الفترة التي تلت ثورة يناير؟ - الأمريكان ضغطوا على المجلس العسكري لتسليم الدولة للإخوان، ونظام مبارك الفاسد هو سبب كل ما نحن فيه إلى الآن، فأيام السادات وعبد الناصر كان من يدخل التعليم الخاص هو الشخص الفاشل فقط، وكان التعليم له قيمة، ولم يكن هناك أطفال شوارع، ولم يكن هناك 8 ملايين شاب مدمن، بعد أن وصل الإدمان إلى عمر 8 و9 سنوات . - وكيف ترين ثورة 30 يونيو؟ - 30 يونيو تصحيح لخطأ ترك الميدان بعد رحيل مبارك، وهي ثورة شعبية، وأمر طبيعي أن يسميها الإخوان انقلابا عسكريا. - وما رؤيتك لمحاولات الغرب التدخل في الشأن المصري؟ - أمريكا طامعة في مصر، وهناك عدوان سداسي على مصر من إسرائيل وأمريكا وتركيا وفرنسا وقطر وانجلترا، والإخوان مجرد أداة فقط في يد الغرب وأمريكا، ولن تجد مجموعة أكثر تطلعا ونهماً للسلطة أكثر منهم، بعد 80 عاما من الحرمان، فهم مجموعة من الأفراد عاشوا عمرهم في الظلام، وفجأة خرجوا للنور، وتسلموا السلطة، ولديهم قصر نظر، فلو صنعوا اتحادا عربيا مثل الاتحاد الأوروبي، لكانوا استقلوا بسياستهم وتحكموا في سياسة الغرب . - ماذا تقولين لشباب تمرد؟ - أقول لشباب تمرد، أشكركم، فأنتم السبب في زوال حكم الإخوان، وكنتم قبلة الحياة لثورة يناير، وأنا من أول الناس التي قامت بتوقيع حملة تمرد على الهواء، فهم شباب واعٍ ولا يزايد، ونجح في توحيد الشعب ومؤسسات الدولة ضد الإخوان . - وماذا تقولين لجيش مصر؟ - أنتم أملنا الأخير والوحيد، وشرف لنا أن نأتمنكم، ولكننا سنظل على يقين من ضرورة محاسبة طنطاوي والمتورطين معه، واليوم لا نعتمد بعد الله إلا على الفريق السيسي وجيش مصر العظيم، والمؤامرات التي تتعرض لها مصر شديدة، والمجلس العسكري وحده دون الشعب لن يستطيع أن يتصدى للإرهاب، ونحن معهم لمواجهة هذا الإرهاب . - وهل قمت بانتخاب مرسي بعد انتخابك لعبد المنعم أبو الفتوح في المرحلة الأولى؟ - أنا لم أنتخب محمد مرسي أو أحمد شفيق، وأشكر الفريق السيسي، وأراه حامياً لمصر وليس رئيساً، لأن المؤسسة العسكرية مؤسسة سمع وطاعة، ونحن نحلم بمصر مدنية تستوعب المواطنين بكل أطيافهم . - ولماذا لم تقومي بانتخابه؟ - لم أستطع التصويت لمرسي، ولم يطاوعني عقلي أو قلبي أو ضميري للتصويت لمرسي أو شفيق، لأنهما كاذبان ولا يهتمان بالشعب والمواطن البسيط، وقمت في المرحلة الأولى بانتخاب عبدالمنعم أبو الفتوح، لأنني اخترت شخصية، نوعا ما، بعيدة عن نظام مبارك، وتستطيع المنافسة، ولم أكن أعرف من هو، لكن كانت يتجمع حوله جميع الأطياف السياسية، يمينية ويسارية، ومناظرته مع عمرو موسى أطاحت بهما لصالح حمدين صباحي. - ولماذا لم تنضمي لحزب مصر القوية الذي قام بتأسيسه أبو الفتوح؟ - رفضت الانضمام لحزب مصر القوية بعدما عرض أبو الفتوح علي الانضمام إليه، لأنني أرفض الأحزاب، ولست محترفة عمل سياسي، ولكنني مجرد شخص له رأي ووجهة نظر يرغب في الإدلاء بها، من أجل إرضاء ربه، وليس من أجل حسابات شخصية، لأن ضميري هو المحرك الرئيسي لكل أموري الحياتية . - وكيف ترين أبو الفتوح الآن ؟ - أبو الفتوح شخص متردد، تارة يقول انقلابا، وأخرى يقول ثورة، وهذا التناقض يثبت أنه شخص لا يعلم رأسه من قدميه، ويدلي بتصريحات تتناقض مع تصريحاته السابقة 180 درجة . - وكيف تقيِّمين البرامج السياسية، ولماذا لا تظهرين فيها كغيرك من الفنانين؟ - أنا أتعلم من المتحدثين السياسيين والأمنيين والخبراء على الفضائيات، وأتابع الصحف الخاصة والحكومية لأستقي منها المعلومة الصحيحة، كي أكوِّن وجهة نظر، وكي أقوم بالظهور في الفضائيات للرد يجب أن أكون على دراية كاملة بالأحداث، لتوصيل لغة السياسيين بشكل مبسط للجمهور الذي يتابع الحلقة، فأنا سأتحدث كمواطنة، وليس كفنانة . - وكيف ترين الإخوان الآن؟ - الإخوان وحتى الإطاحة بهم لم يكونوا على ثقة من أنهم أصحاب السلطة والقرار، وبالتالي فيوم عزلهم كانوا يشعرون برهبة عودتهم للسجون، ولابد أن يحاكم مرسي الذي لم أسمِّه يوما رئيسا . - وما هي توقعاتك للفترة الانتقالية؟ - طالما هناك خونة، وحاكم فاسد أو فاشي أو مرتعش، ستطول الفترة الانتقالية . - هل أنت مع فض اعتصامات الإخوان؟ - طبعا مع فض الاعتصام، لأن هناك مواطنين يقتلون يوميا على أيديهم في سيناء والمحافظات، وهناك من دفنوا أسفل منصة رابعة، وحديث البلتاجي عن توقف العنف بعودة مرسي دليل على إرهابهم . - وماذا عن حقوق الإنسان التي ينادي بها البعض؟ - تتحدثون عن حقوق الإنسان، إذن أين حقوق السكان المجاورين لهذه الاعتصامات، الذين كانوا يُضربون ويُفتَّشون يوميا، وحقوق أطفال في عمر الزهور يتاجر بهم بالأكفان. - هل تقبلين أن يُمنح مرسي ونظامه خروجاً آمناً؟ - لن أقبل بخروج آمن لمرسي، أو من تورطوا في الدماء من القيادات، والإعدام لمرسي واجب، وإلا فليكرم مبارك الذي تنحى عن الحكم ولم يرهب المصريين في الشوارع رغم جبروته . - وكيف ترين المطالبات بتطبيق العزل السياسي على الإخوان مثل الحزب الوطني سابقاً؟ - لابد أن يطبق العزل السياسي على الإخوان مثلما طبق على رجال الحزب الوطني لمدة 10 سنين، للصفوف الثلاثة الأولى، وإعدامهم لأنهم قتلة، وإعادة تأهيل البسطاء منهم لمدة 10 سنوات أيضاً، ثم إعادتهم للمجتمع، فأنا شعرت بالرعب من مشهد قتل الأطفال على أسطح بنايات الإسكندرية، فكيف يكون هذا شخصا متعلما ويقوم بهذا الجرم الذي لا يقبله أي دين سماوي، وكذلك الطالب أحمد كمال، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، الذي شارك في بتر أصابع أحد المواطنين في اعتصام الإخوان، كيف يقوم طالب بمثل هذه التصرفات، وكيف أشعر بالأمان من ناحيتهم في السنوات القادمة . - وكيف ترين غلق القنوات الدينية ؟ - أنا مع استمرار غلق القنوات الدينية التي كانت تدعو إلي الفتن والاقتتال، وكانوا يطلقون عليها قنوات دينية، ففي أيام عبد الناصر والسادات لم يكن ذلك موجودا، وكانوا نتاج عصر مبارك الفاسد الذي أفسد كل المجالات . - من تفضلينه من الدعاة الدينيين على القنوات الفضائية؟ - أحب من الدعاة معز مسعود، لقدرته على توصيل المعلومة بشكل مبسط عبر أداء بسيط غير متكلف . - هاجمك البعض لأنك قلت إن الفن يحرض على إثارة الغرائز؟ - توظيف أي شيء بصورة خاطئة يضر به، والفن جزء من الواقع الذي نعيشه، لم أكن أقصد مهاجمة الفن، ولكنني هاجمت توظيف الفن في إثارة الغرائز وعمل الأفلام التجارية التي تعتمد على ذلك بشكل صريح، وعادل إمام قال إنه يرفض عمل نجلته أو زوجته في الفن بحدة، وهذا إدانة لزميلاته ولنفسه، وتكرر الأمر من هاني جرجس فوزي، في وجود إحدى بطلاته على الهواء في أحد البرامج، عندما أكد أنه يوظف بعض المشاهد لخدمة الفيلم تجارياً، وعندما رفضت منذ 10 سنوات ظهور أي فنانة أو فنان بجواري بملابس عارية، كان لقناعة مني أن ذلك يوظف من أجل الصيغة التجارية فقط، ووقتها اتهموني بالانضمام للإخوان، وإحدى المذيعات قالت إنني أزايد على جمهوري، وللأسف يضعني الإخوان في خانة الفنانات بشكل عام، والفنانات يعتبرونني من الإخوان . - حدثينا عن علاقتك فنياً بالمبدع أسامة أنور عكاشة؟ - استمتعت بالعمل مع الراحل المبدع أسامة أنور عكاشة، خاصة وأنه كاتب أكثر من رائع، ومتمكن من أدواته، ويستطيع عمل سيناريو محكم للغاية، ولم يحالفني الحظ لمشاهدة مسلسل موجة حارة، المأخوذ عن روايته، “,”منخفض الهند الموسمي“,” . - هل قمت بمتابعة الدراما الرمضانية هذا العام؟ - لم أتابع أية مسلسلات هذا العام، وشاهدت مشاهد متفرقة، وأكثر مسلسل لفت انتباهي هو “,”حكاية حياة“,”، إخراج محمد سامي، وبطولة غادة عبد الرازق، لأن المخرج صنع صورة سينمائية أكثر من رائعة، رغم أن السيناريو لم يكن على مستوى الإخراج.