قال الشاعر والناقد السكندري عبد الرحيم يوسف، تعليقًا على اتجاه الشعراء لكتابة الرواية بعد إصدار دواوينهم الأولى وهجر القراء للشعراء،: إن أي ظاهرة أدبية أو غير أدبية لا يمكن ردها لسبب واحد، ويعني أن فكرة التخصص في الأدب - بمعنى كتابة نوع واحد – ليست مسلما بها طول التاريخ، ففي القرن العشرين أبو فكرة التخصص شهد كتاب كثر كتبوا شعر وقصة ورواية ومسرح ومقال، وبالتالي ما يدفع شاعر لكتابة رواية هو رغبته في ارتياد مساحة إبداعية جديدة بعد ما أن أغلق أمامه أفق الإبداع الشعري، أو حتى إذا لم يغلق ولكن التجربة قد تفرض عليه أن يكتب الرواية أو القصة.. إلخ، وهذا لا يمنع أن فكرة رواج الرواية من الممكن أن تغري الناس لكتابتها على أمل أن تحقق نجاح جماهيري يعوض غياب النجاح والرواج في الشعر مثلا، أو طمعا في جائزة من الجوائز. وأضاف أن هناك شقا ثانيا للأزمة وهو عدم إقبال الناس على شراء الشعر، على الرغم من وجود شعراء نجوم مازالت أعمالهم تباع جيدًا سواء فصحى أو عامية، إضافة إلى شعراء جداد مثل مصطفى إبراهيم ومحمد إبراهيم وغيرهم تطبع عدة طبعات وتزور أحيانًا وتحقق مبيعات مثل الروايات، لكن المشكلة الحقيقية بتواجه من يمكن تسميتهم بكتاب الشعر الحديث الذي مازال جمهورهم نوعي، وكتابتهم بتطمح لحاجة أكبر من مجرد إشباع المتطلبات التطريبية أو التعليقات الشعرية على الأحداث السياسية.