أكد رئيس مجلس إدارة "مصدر" سلطان بن أحمد سلطان الجابر، أن الإمارات ترتبط بعلاقات تاريخية متميزة مع المغرب الشقيقة. جاء ذلك بمناسبة التوقيع على اتفاقية شراكة بين "مصدر" -مبادرة أبو ظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة- و"المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" في المغرب بهدف تصميم وتزويد وتركيب 17670 نظاما شمسيا منزليا في 940 قرية مغربية لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة. وقع الاتفاقية كل من الجابر والمدير العام ل "المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" علي الفاسي الفهري. كما أوضح الجابر، أن الاتفاقية جاءت ثمرة التعاون المشترك بين "مصدر" و"المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" في المغرب، لافتا إلى أن "مصدر" تتطلع إلى العمل عن قرب مع شركائها الإستراتيجيين من الجانب المغربي لإكمال هذا المشروع الذي سيكون له آثار إيجابية كبيرة في تسخير الطاقة الشمسية لتحقيق التنمية المستدامة. هذا وأضاف أن "مصدر" قادرة على تصميم حلول الطاقة المتجددة اللازمة للتغلب على التحديات المعقدة في المواقع الريفية النائية، مشيرا إلى أن لدى الشركة سجلا حافلا ومحفظة مشاريع تمتد من المحيط الهادئ إلى أفريقيا بما في ذلك مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية لمساعدة المجتمعات المحلية في تلك البلدان على تحقيق التنمية والازدهار. جدير بالذكر، أنه يجري تمويل هذا المشروع عبر منحة مقدمة من حكومة أبوظبي في خطوة تعكس العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية. وبموجب اتفاقية الشراكة فإن المشاريع المنجزة والمبرمجة للإنجاز إما بواسطة الربط بالشبكة الكهربائية أوعن طريق الأنظمة الشمسية الفردية بما فيها هذا المشروع ستمكن من رفع نسبة تغطية شبكة الكهرباء القروية على صعيد المغرب إلى 99.87 % بحلول عام 2017. من جانبه نوه على الفاسي الفهري بمتانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين المغرب والإمارات.وذكر أن الاتفاقية الخاصة بمشروع الكهربة القروية بواسطة الأنظمة الشمسية الفردية والموقعة مع "مصدر" سيستفيد منها 940 قرية مغربية، وذلك يندرج في إطار التعاون الإستراتيجي بين البلدين الشقيقين. وفي هذا السياق فإن برنامج الكهربة القروية الشمولي مكن من إيصال الكهرباء إلى ما يفوق 12 مليون نسمة عن طريق الربط بالشبكة الكهربائية وتجهيز نحو 51559 منزلا بالأنظمة الشمسية الفردية مما انعكس إيجابيا على هذه الشريحة من المجتمع التي تضم الفئات الهشة المعنية بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال تحسين مستواهم المعيشي والحد من الهجرة القروية والحد من الهدر المدرسي، وكذلك ارتفاع نسبة التجهيز بالأدوات الكهربائية المنزلية. وفي سياق متصل، أكد علي الفاسي الفهري أن زيادة الطلب على الكهرباء يحتم الاستثمار بقوة في مجال الطاقة المتجددة، وأضاف أنه "من أجل مواجهة هذا التحدي وضع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب برنامجا منسجما مع الإستراتيجية الوطنية للطاقة والذي يهدف إلى مساهمة أكبر لمصادر الطاقة المتجددة التي ستبلغ 42% في العام 2020". وتعمل وحدة المشاريع الخاصة في "مصدر" على تنفيذ مشروع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في المغرب مستفيدة من خبرتها في نشر حلول الطاقة المتجددة في المجتمعات الريفية النائية وفي ظل ظروف صعبة.