لم تعتقد الطفلة «هند» التي لم تتخط سن العاشرة، أن تدخل محكمة الأسرة وهى في هذه السن الصغيرة، وأن تكون بمثابة الأم الثانية لشقيقتها الرضيعة «رضوى»، خاصة أن والدتها مشغولة تلك الأيام، في دعوى «ضم الحضانة» التي رفعتها على والدها السجين، وأنها سوف تترك دراستها بعد أن طاردها عمها لخطفها من والدتها، بعد علمه بزواجها من آخر بعد طلاقها وسجن شقيقه. على أعتاب قاعة المُداولة بمحكمة زنانيرى للأسرة، جلست الطفلة «هند» على إحدى درجات سلم الدور الثانى بالمحكمة، مُمسكة بأختها الرضيعة مُنتظرة والدتها التي تنهى إجراءات قضيتها، وبالرغم من البراءة التي تسكن وجهها، إلا أن ملامحها لا تخلو من الهموم، وانفعالاتها خوفًا على أختها من أي أذى، لا تخلو أيضًا من إحساس الأمومة، ولكن هذا هو قدرها. «البوابة» حاورت الطفلة «هند» التي سردت قصتها قائلة: «أنا منتظرة ماما عشان هي رافعه قضية على بابا، ماما تزوجت من بابا وأنجبتنى أنا فقط، ولكن بابا سُجِن في قضية تجارة وحيازة مخدرات، وبعد سنة من سجنه، رفعت ماما دعوى طلاق على بابا، وتم تطليقها وتزوجت من رجل آخر، حتى تستطيع أن تجد من ينفق علىّ وعليها، فأنجبت منه تلك الرضيعة التي أحملها». وأضافت «هند»: «عائلة أبى خطفونى من أمى بعد سجن والدي، لأن أمى رفضت أن أعيش معهم، وسافروا بى إلى المنيا، لأن بعد سجن أبى وزواج أمى من رجل آخر، ذهبت الحضانة من أمى إلى عمي، لوفاة جدتى لأمى وجدتى لأبي، فعشت أسوأ أيام حياتي، فهناك وجدت أسوأ مُعاملة من عمى وزوجته التي تفرض عليه كل شيء، وتسيطر على شخصيته بشدة، عندما أخذنى عمى إلى بيته كنت في الصف الرابع الابتدائى ولكنه قرر ألا أكمل تعليمي، وأننى سأنتظر الزواج كما يفعلون في الصعيد، ولكننى رفضت وترجيته أن أستكمل دراستي، فضربنى وعاملنى أسوأ معاملة، وهكذا كانت أيامى معهم، إما سوء معاملة أو ضرب أو إهانة أو قسوة على، حتى إنهم كانوا يرفضون أن أتحدث مع والدتى في الهاتف». وتابعت قائلة: «والدتى استطاعت أن تعيدنى مرة أخرى، ولكنها قررت أيضًا أن أتوقف عن استكمال تعليمى في تلك الفترة حتى لا يعرف عمي مكان مدرستى ويخطفنى منها مرة أخرى، ولكن المعيشة هنا أو هناك لا تفرق كثيرًا، فمعاملة زوج أمى لا تفرق كثيرًا عن معاملة عمي، كلاهما متشابه، نفس المعاملة السيئة والقاسية، كنت أتمنى أن يكون معى أبي، أو يخرج سريعًا من السجن حتى يعوضنى بحنانه كما كان يفعل، ومن يصبرنى على تلك العيشة هي أمي فقط». واختتمت الطفلة حديثها قائلة: «لكثرة المشاكل التي بين أمى وعمى على حضانتي، قررت والدتى أن تقيم دعوى ضم حضانة، حتى تعيدنى إلى حضانتها مرة أخرى بموجب القانون». من النسخة الورقية