سجل الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، رئيس التحرير التنفيذى لصحيفة «البوابة»، أولى حلقات برنامجه «ألغاز الباز»، الذي يذاع على راديو «البوابة»، وذلك تحت عنوان: «الأسئلة الممنوعة عن عبدالفتاح السيسى». أول الأسئلة التي طرحها «الباز» في برنامجه كان: «هل يؤمن عبدالفتاح السيسى ب25 يناير؟»، أو بمعنى أدق: «هل يراها ثورة؟». بدأ الخيط من خطاب الرئيس على منصة الأممالمتحدة حيث ذكر وقتها أن «الشعب المصرى ثار مرتين الأولى في 25 يناير ضد نظام فاسد والثانية في 30 يونيو ضد فاشية نظام». اتخذ البعض من هذه العبارة «حجة» للتأكيد على إيمان الرئيس ب«25 يناير»، غير أن «الباز» لا يرى ذلك، ولنعد إلى الوراء قليلًا. في مارس 2010، تولى «السيسى» مسئولية إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ومن بين ما ينسب إليه أنه أعد تقريرًا واضحًا ومفصلًا توقع قيام «ثورة شاملة»، وذلك في مايو 2011. في هذا التاريخ كان الحزب الوطنى يستعد ب«خطة جديدة» للانتخابات الرئاسية، تقوم على الدفع بجمال مبارك وأن يعود «الوالد» إلى «المقاعد الخلفية». يقول «الباز»: إن تقرير السيسى توقع أن تخرج احتجاجات شعبية كبيرة في هذه اللحظة، ثم تتطور إلى ثورة، لأن الأجواء السياسية كانت مهيأة لذلك. قدم عبدالفتاح السيسى تقريره إلى المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى آنذاك، الذي قرأ التقرير، ثم وضعه في «درج مكتبه»، ولم يرفعه إلى الرئيس حسنى مبارك. معظم أجهزة الدولة المعلوماتية لم تكن تتوقع قيام ثورة بهذا الشكل، بما فيها المخابرات الحربية وجهاز مباحث أمن الدولة (الأمن الوطنى حاليًا)، بل عندما عرض الأمر أمام حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، قال: «دى قلة ذوق»، وذلك في إشارة إلى خروج الاحتجاجات في ذكرى «عيد الشرطة». يعود «الباز» إلى ما حدث بعد لقاء الرئيس مع عدد من شباب الإعلاميين، الذين شكوا له ما وصفوه ب«الإساءة ل25 يناير من قبل بعد الإعلاميين»، حيث خرج بعد اللقاء، ليعلن نية الحكومة إصدار قانون يجرم الإساءة ل«25 يناير». لم يظهر هذا القانون حتى الآن، وهو ما يفسره «الباز» بأن ما حدث مجرد «لحظة انفعالية عابرة» من الرئيس ليس أكثر، فليس من حقه أن يفعل ذلك أصلًا. نصل إلى «قلب الإجابة» عن «السؤال الصعب»، حيث يؤكد أن «السيسى ليس مقتنعًا ب25 يناير على الإطلاق». يرى «السيسى» أن الشعب خرج ب«نية طيبة» ورغبة في التغيير، لكنه يرى أن ما حدث «دمه مهدر بين فريقين»، الأول هو الشعب الذي خرج أملًا في تحسين أوضاعه، ومجموعات أخرى خرجت من أجل أهداف معينة، ويعتقد أن «حالة التشتت» كانت وراء وصول «الإخوان المسلمين» لحكم مصر. يدلل «الباز» على معلوماته، بحادث القبض على عدد من «نشطاء 25 يناير» وعلى رأسهم أحمد ماهر، ومحمد عادل، وأحمد دومة، وعلاء عبدالفتاح، وامتناع الرئيس عن إصدار «عفو رئاسى» بعد صدور أحكام قضائية بحقهم، رغم أنه يمتلك فعل ذلك، ويقول: «لأنه يعلمهم فهو رفض أن يفعل ذلك». من النسخة الورقية