سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. سكان عشوائيات القادرية يصرخون فهل من مجيب؟.. الحكومة لا تعترف بنا كبشر وتعاملنا كأموات.. المقابر أنظف من منازلنا ونطالب السيسي بالتدخل لإنقاذنا "احنا انتخبناه عشان يساعدنا ويحس بينا"
\ تستمر "البوابة نيوز" في كشف الإهمال المتعمد من الحكومة والمسئولين لسكان العشوائيات بداخل حي السيدة عائشة بمنطقه الخليفة، وعدم الاستماع إلى صرخاتهم، ففي شارع القادرية نجد "بنجدة" أو كما يطلق عليها سكانها 36 القادرية، فهي ملاصقة لمسجد القادرية، فمدخل المنطقة يشبه المغارة إلى حد كبير، وقبل دخوله تجد بوابه صغيرة بدون باب وعندما تعبر تلك البوابة تجد حياة أخرى، تشبه قصص "ألف ليله وليلة" التي كنا نستمع اليها في طفولتنا. تجولت كاميرا "البوابة نيوز" بالمنطقة ووجدتها تشبه المقابر بشكل كبير، كما وجدنا منازل لا تختلف كثيرا عن العشش فهي مهدمه بشكل كامل واسقفها مبناة من الخشب، أضافه إلى سكان يفتقرون لكافه انواع الخدمات. ""البوابة نيوز" التقت بأهالي وسكان المنطقة الذين أعربوا عن استيائهم من حياة الأموات التي يعيشونها، واصفين منازلهم بالمقابر، معبرين أيضا عن غضبهم لعدم اعتراف الدولة بهم كأحياء ومعاملتها لهم كأموات. "أنت تبع الانتخابات يا أستاذة" هكذا بدأت "سميرة " إحدى سكان بنجدة في شارع القادرية سائلة محررة البوابة نيوز، مضيفة "لا يأتي أحد للسؤال عنا غير مرشحي الانتخابات الذين يعدون بمساعدتنا وإعطاء كل فرد فينا عشرة جنيهات وعندما نقوم بانتخابهم يذهبون بلا رجعة، ولذلك لا نريد رؤية أحدهم لأننا لن نقوم بانتخابهم. وتابعت سميرة: نحن بالمنطقة نعانى مشاكل لا حصر لها فنحن نعيش حياة الأموات ونحن أحياء وكما يطلقون نحن "نعيش تحت الصفر" لافتقارنا كل وسائل الحياة، فالمنزل الذي نقيم بداخله لا يختلف عن المقبرة في شيء، بل المقابر أنظف من منازلنا، مضيفة أن وضعنا الاجتماعي سيئ للغاية فنحن ليس لنا مصدر رزق أو دخل ثابت ولا نستطيع إعالة أسرنا فكيف سنقوم بتغيير مسكنا بمسكن آخر بمنطقه أخرى ونقوم بدفع إيجار له ونحن لا نمتلك قوت يومنا، قائلة: "إحنا يا أستاذة بنقضي عشانا نوم عشان مش بنلاقي ناكل". وأشارت سميرة إلى أن الأرض التي بنيت عليها منازلهم تنهار من تحت أرجلهم وهم يخافون على أبنائهم من الموت، كمان أن مياه الصرف الصحي تغطى المنطقة لعدم تواجد مواسير للصرف وأبنائها يقعون دائما بها مما أدى إلى إصابتهم بالأمراض المزمنة. كما طالبت سميرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ينظر اليهم ويأتي لنجدتهم أو يقوم بإرسال مسئول يساعدهم، قائلة: "إحنا منتخبناش السيسي عشان يسيبنا، انتخبناه عشان يساعدنا ويحس بينا، ويعمل أي حاجة للعشوائيات دي". واتفقت معها "أم محمد" التي قالت: "المكان اللي قاعدة فيها يعتبر تربة مش شقة ومحدش بيعيش العيشة دى إلا الكلاب، واحنا هنا عايشين عيشة الكلاب "مطالبة من رئيس الجمهورية أن يشعر بهم ويساعدهم في توفير حياة كريمة ومستقبل مشرف لأبنائهم. وأضاف "تامر مصطفى" أبلغ من العمر 36 عاما ونقيم بهذه المنطقة منذ زمن بعيد، فجدى وجدتي كانوا يقيمون هنا، وجميعا نعيش في منازل آيلة للسقوط ونخشى من انهيارها فوق رؤوسنا في أي لحظه، وقد قمنا بتقديم العديد من الشكاوى في الحي، ولكن دون فائدة فلم يأت أحد من زلزال عام 1992 لرؤيتنا، ومن يأتي فقط هم مرشحو الانتخابات، قائلا: مرشحين الانتخابات بس هما اللي بيجولنا وقت الانتخابات يوعدونا بانهم هيساعدونا وبعد كده بيختفوا". وطالب مصطفى من الحكومة أن تشعر بالفقراء وتساعدهم في أن يعيشوا مثل باقي البشر حياة كريمة وتوفير مساكن نظيفة آدمية لهم، مشيرا إلى أن "البوابة نيوز" هي الوحيدة التي أتت لبحث مشاكلهم، مضيفا قائلا: "دي أول مرة نصور مع حد، في البداية مكنتش حابب اتصور، لكن ممكن يكون ربنا بعتك لينا سبب عشان تساعدينا". والأمر ذاته أكدته "نفيسة طه" التي قالت: إن المنطقة تفتقر لكافة الخدمات فليس لدينا مواسير لمياه الشرب بالمنازل وكل ما لدينا "حنفية مياه مشتركة" نستخدمها جميعا، وأما بالنسبة لمياه الصرف الصحي فهي تقوم بالطفح بالمكان مما تتسبب في إصابة أطفالنا بالأمراض، مطالبةً الدولة بأن تأتى لرؤية منزلها وحياتهم ونجدتهم من حياة الأموات التي يعيشونها. وتابعت "نعمة" أن المنزل الذي يعيشون بداخله مهدم بشكل كامل، فمياه المطر تتساقط على رءوسهم من السقف لأنه مبنى من الخشب، قائلة: " المطرة بتنزل علينا من السقف وبتعمل ماس كهرباء وبتأذي العيال، غير أن الحيطان هتقع علينا لأنها مشققة وبايظة"، مطالبة من السيسي والحكومة أن يشعرون بهم وتوفر لهم مساكن واسعة ونظيفة لهم ولأبنائهم، قائله: "لو قابلت السيسي هقوله حاجة واحدة بس، وهى حس بالناس الغلابة شوية". والأمر ذاته أكدته "رحاب عبد الرحمن" مضيفة بأننا نقيم بداخل عشش، بل والعشش أفضل بكثير من منازلنا لأن لها أسقف ولكن نحن أسقف منازلنا خشب لا تقوم بحميتنا من أمطار الشتاء، مضيفة أننا لا نريد شيئا محالا فكل ما نتمناه هو أن نحيا حياة كريمة لنا ولأبنائنا مثلنا مثل غيرنا، قائلة: "احنا عايشين حياة الأموات، فعاوزين حد يراعي ربنا فينا ونعيش عيشة كويسة وشقة تلمنا". كما أشارت عبد الرحمن إلى أن مرشحي الانتخابات هم الوحيدون من يقومون بالسؤال عنهم خلال الانتخابات ووعدهم بالمساعدة، ولكن دون فائدة مضيفه قائة: "احنا عارفين أن بتوع الانتخابات بيكدبوا علينا بس لو حد فيهم جالنا وعطانا فلوس عشان ننتخبهم هنروح، عشان احنا زي الغرقان اللي بيتعلق في قشاية". مطالبة من السيسي أن ينظر لمستقبل أولادها، وأن يخرج بهم من دائرة الضياع والفقر إلى مستقبل مشرف لهم ولبلادهم، وألا يجعلهم فريسة وصيد سهل للبلطجية وتجارة المخدرات.