أحياء يعيشون حياة الأموات، هذا هو حال 20 أسرة من معدومي الدخل يعيشون حياة قاسية لا يتحملها بشر سكن الفقر حياتهم وحول هدوءها إلى ضوضاء صاخبة وذلك بعد أن تبدد حلمهم فى معيشة آمنة وباب يغلق عليهم وقت نومهم، وأصبح كل ذنبهم أن القدر اختارهم لكى يجاوروا الموتى ولذلك أطلق عليهم سكاني المقابر. عدسة "البوابة نيوز" رصدت سكان منطقة عزبة الحوشي بمدينة دمنهور، والذين يعيشون حياة بدائية لحرمانهم من كافة المرافق التي يتمتع بها البشر لعدم وجود مياة للشرب والصرف الصحي على الرغم من أنها جزء من مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، فقد أصبح ساكنو المقابر منسيين لتجاهل الحكومة والمسئولين لهم وإسقاطهم من حساباتهم. يقول خالد شحاتة أحد الأهالي المقيمين بمقابر الحوشي، نحن 3 أسر نقيم داخل المقابر منذ 30 عاما ولا نعرف لنا سكنا غيرها لأننا ولدنا ووجدنا آباءنا وأجدادنا يقيمون داخل هذه المقابر دون وجود مياه للشرب ولصرف الصحي وحمامات لنقوم باستخدامها. وأضاف شحاتة أن أولادنا لا يجدون مكانا يلعبون فيه سوى المقابر والأدهى والأمر من ذلك محاصرتنا بتلال القمامة من كل اتجاه مما يجعلنا عرضة للإصابة بالأمراض، مشيرا إلى أنهم أصابهم إحساس بأنهم موتى وهم أحياء . وأشار شحاتة في حديثه ل"البوابة نيوز" إلى أنهم ذهبوا للمسئولين مرات عديدة ولكن لم ينظر إليهم أحد غير البلطجية وتجار المخدرات لأنهم متواجدون بكثرة في كل مكان. وتابعت نادية شحاتة الخولى بأنني مقيمة مع زوجي منذ 30 عاما ولدى أبناء أخاف عليهم من خطورة المنطقة لأنها غير آمنة، فهي عرضة لسكن البلطجية والمسجلين خطر وتجار المخدرات وأخشي على أبنائي أن يكبروا وسط هذه المخاطر. وأشارت الخولي إلى أنهم ذهبوا إلى ديوان المحافظة للمطالبة بحقهم في آدميتهم وأن يعيشوا مثل باقي البشر في شقق سكنية ولكن لا حياة لمن تنادى مضيفة بأننا أصبحنا في نظرهم مثل الحيوانات لا مأوى لهم. كما أضافت فتحية محمد بكر أنا سيدة مسنة ومقيمة منذ 40 عاما بمدفن رابعة وأذهب بصفة مستمرة إلى المسجد لملء المياه للشرب من الحمامات وزوجي يحصل على معاش 120 جنيها وليس لدينا مصدر رزق لكى نتمكن من خلاله باستئجار مسكن للعيش فيه بأمان. وتابعت بكر "نعيش حياة الأموات لا أحد ينظر إلينا أو يسأل عنا حتى المسئولين الذين قمنا بطرق بابهم أكثر من مرة لكي يوفرون لنا حياة معيشية آمنة ولكنهم كل ما يفعلونه لنا هو التجاهل ويتعاملون معنا "ودن من طين و ودن من عجين ". وأشارت جميلة يوسف محمدي إلى أنهم 13 أسرة يعيشون بمدفن دعبس مع بعضهم البعض لا يوجد لديهم سكن ولا مصدر رزق لكي يعيشون عليه فكل وسائل الحياة منعدمة لديهم مأكل ومشرب وكهرباء وصرف صحي ولا حياة لمن تنادى. وفى السياق نفسه قالت محاسن يوسف محمد وهدان إنني أعيش بزريبة مع البهائم أنا و زوجي وهو مريض وقام بأجراء جراحة بفدمة وتم تركيب مسامير وقد قمت بالتقديم أكثر من مرة في مساكن الأولى بالرعاية ولكن دون جدوى مضيفه بأنني لا أطالب غير بحقي الآدمي في أن أعيش حياة كريمة مثل باقي البشر مع أسرتي في مكان آمن. كما ذكرت جميلة يوسف محمد مقيمة بمدفن ولديها باني لدي ابن وهو مريض وليس لدينا مصدر رزق فنحن على باب الله وليس لدى ما أدفعة لأقوم باستئجار أو شراء منزل أعيش فيه أنا وأسرتي. وأشارت يوسف إلى أنهم مهمشون والغد بالنسبة لهم مظلم وقد قمنا بالتقديم فى مساكن الأولي بالرعاية ولم نحصل على شيء حتى الآن فنحن مازلنا نعيش كحيوانات بل الحيوانات تتمتع بآدمية عنا. كما ناشدت يوسف اللواء مصطفي هدهود محافظ البحيرة وكافة المسئولين بالمحافظة بأن ينظروا إليهم نظرة رحمة ورأفة وأن يعاملوهم كأحياء وليس كأموات.