يعيش أهالي منطقة سيدى أبو الفرج التابعة لحي روض الفرج تحت أسقف منازل متهالكة يتوقعون انهيارها بين عشية وضحاها على رؤوسهم، لكونها مسقوفة بالخشب الذي نخره السوس، وجدرانها التي رسمت الشقوق عليها خريطة صماء لو نطقت لقالت الكثير. عاشت "البوابة نيوز" معاناة وهموم الأهالي الذين ارتفعت أصواتهم بالشكوى من الحياة غير الآدمية، واتفقوا جميعا على مطلب واحد وأمنية وحيدة تلخصت في عيشة كريمة تليق بالبشر. في البداية قالت "آمال عيد" إحدى سكان حي سيدى أبو الفرج بمنطقه روض الفرج، "أنا أقيم بالمنطقة منذ 15 عامًا ونعانى العديد من المشاكل، ومن أهمها هو المسكن المهدم الذي نعيش بداخله فهو آيل للسقوط في أي لحظه، مشيرة إلى أنها تريد تغيير المنطقة والذهاب لمكان يأويها وأسرتها". وأضافت "أننا لم نقم بتقديم شكاوى للمحافظة للأننا نعلم جيدا بأنهم لن يفعلوا لنا أي شيء لأنهم يعلمون جيدا بتفاصيل المأساة"، متابعة أن "الحكومة مش بتهتم بالغلابة، والدليل أن في شقق فاضية كتير بيعلنوا عنها في التليفزيون وسايبنا، وهما مش هيفكروا فينا غير أما البيوت تقع علينا". وتابعت "روحية" أن أسعار السكن مرتفعة جدا، ونحن ناس بسطاء وحالتنا المادية ضعيفة ولا نستطيع دفع إيجار أو شراء مسكن آخر"، مضيفة "أننا قمنا بتقديم العديد من الشكاوى ولكن بدون فائدة" قائلة "الشقق اللي بتعملها الحكومة بتديها لناس تانيه، ومحدش بيسأل في الغلبان، هما بس بيجوا على الغلابة، وإحنا مش هنقدر نعمل حاجه هنعمل إيه.. هنسرق؟ إحنا ما بنعرفش نسرق". وأعربت عن معاناتها قائله: "إحنا تعبانين في عيشتنا والله العظيم، والواحد لو لقى حتة كويسة غير دي هيروح، لأن الواحد قرف من حياته، ومش هنقول كلام غير حسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي يظلمنا ويجي علينا، عشان إحنا مظلومين في الدنيا دي". والأمر ذاته أكدته "أم آية" مؤكدة "أننا نقيم في منازل من الخشب، وحوائطه مهدمة وآيلة للسقوط، وليس معنا مالا لكي نقوم بترميمه، وفي الشتاء تتسرب مياه الأمطار من الأسقف الخشب إللى داخل الغرف" مضيفة "الدنيا أما بتمطر بنحط حلل والسقوف بتنقط علينا". وتابعت "اتكلمنا كتير، وشكينا للمسئولين، ومحدش سمع صوتنا ولا حد قالنا إنتوا فين، عشان إحنا غلابه وعلى قدنا". مطالبة الحكومة بتطوير المنطقة وبناء مساكن جديدة ونظيفة تعيش بداخلها هي وأسرتها دون الذهاب إلى مكان آخر، قائلة "أنا عاوزة يطوروا المنطقة ويجددوا المباني ونقعد فيها، لأنها تعتبر مصدر رزقنا غير إننا منعرفش حد برة، ودي حتتنا ومنعرفش غيرها". واتفقت معها أيضا "نجلاء" قائلة "مقدمناش شكاوى عشان محدش بيسئل فينا.. إحنا بنشتكي لربنا بس، وأنا مش عاوزة حاجة خالص غير إني أمشي من المنطقة السودا دي". كما طالبت "وفاء عبد المنعم" الحكومة بالنظر إليها بعين الرحمة، وتوفير مسكن نظيف تقيم بداخله هي وأسرتها بداخله بديلا عن مسكنها المهدم قائله "أنا ما نفسيش غير في حاجه واحدة بس هو ألاقي بيت نضيف يلمني أنا وأبويا وعيالي؛ لأن مش معايا فلوس أشوف سكن تاني، والبيت اللي عايشه فيه هيقع على أنا والعيال".