طرائف محكمة الأسرة وعجائبها لا تنتهى، لكن ما شهدته محكمة زنانيري هذا الأسبوع لا يُمكن أن يتخيله بشر، فقد أقامت «شيرين. م» السيدة الثلاثينية دعوى «طلاق للضرر» شأنها شأن سيدات كثيرات يقمن كل يوم دعاوى الخلع أو الطلاق ضد أزواجهن، ووقفت بين يدى القاضي وطلبت «الطلاق» من زوجها لأنه يعاشرها بطريقة شاذة. وقالت «أخاف ألا أقيم حدود الله»، وأثناء نظر القضية وقبل النطق بالحكم فيها، قدم محامى المدعى عليه طلبا إلى القاضي بحضور زوجها بصفته وشخصه إلى جلسات القضية، لسؤاله عما يفعله مع زوجته، وبعد موافقة القاضي على طلب المحامي، فوجئ الحضور بأن الزوج الظالم الذي يعاشر زوجته بطرق شاذة حرمها الله.. «كفيف»! فوجه إليه القاضى سؤالا حول اتهامات زوجته له، فقال «يا سيدى القاضي أنا رجل كفيف منذ زمن بعيد، وزوجتى التي تدعى علىّ ذلك هي الشخص المتحكم في علاقاتنا الزوجية وليس أنا، شأنى شأن معظم الرجال المتزوجين، ولا أعلم شيئا عن اتهامها لى». فصُدم القاضى للمرة الثانية، ولم يجد مبررا مقنعا لكذب الزوجة أو صدق الرجل، فأصدر قرارًا بتحويل طرفى الادعاء إلى مصلحة الطب الشرعى لتوضيح الحقيقة الغائبة بين الزوجين. وكانت الصدمة الثالثة للقاضى وهيئة المحكمة بأكملها كبيرة، فبعد تحويل الطرفين إلى الطب الشرعي، وورود التقرير النهائي، ثبت بعد الكشف أن الزوجة تمارس بالفعل علاقة زوجية «شاذة» مع زوجها برضاها وبكامل إرادتها منذ 6 سنوات، حيث إنها العنصر المتحكم في العلاقة وليس الزوج، كما أن الحياة الزوجية بينهما في بدايتها كانت طبيعية كأى زوجين، أنجبا خلالها طفلة واحدة، ولكن منذ 6 سنوات وهى تمارس معه «الشذوذ» دون علمه، فأصدرت المحكمة حكمًا برفض دعوى الطلاق وإلزامها بمصاريف وأتعاب المحاماة. من النسخة الورقية