سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ليبيا تحت النار".. 23 ميليشيا مسلحة تسيطر على مناطق متفرقة.. أنصار الشريعة "داعش" أعلنت درنة مركزًا للخلافة.. فجر ليبيا وثوار مصراتة وكتيبة الفاروق يتنازعون على الباقي
منذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في 2012، تحولت ليبيا إلى مكان آمن للتنظيمات الجهادية، مستغلين حالة الفوضى التي عاشتها البلاد، من فراغ أمني، وانتشار للسلاح، فسعت كل مجموعة تمتلك عدد من الأفراد والسلاح للسيطرة على مدينة أو حي في ليبيا، وإعلانه منطقة خاصة بها. فشلت كل محاولات الحكومة في إقناع الفصائل الليبية التخلي عن السلاح، والعودة لصفوف الدولة، والعمل على البناء من خلال مؤسسات قوية، وفي التوقيت الذي تسعى فيه البلاد للوقوف على قدميها، يوجد صراع من نوع آخر بين المليشيات، فالجميع يبحث عن تقوية نفوذه، وضم أكبر عدد من الفصائل إليه. ووفقًا لإحصائيات رسمية ليبية، هناك 23 كيانًا مسلحًا، منهم أحد عشر كيانًا مع المؤتمر الوطني العام، وحكومة طرابلس، أهمهم قوات فجر ليبيا، وتنظيم أنصار الشريعة، وثوار مصراتة، وكتيبة الفاروق، ومجلس شورى ثوار بني غازي، وغيرهم. أنصار الشريعة.. "داعش ليبيا" التنظيم الوحيد الذي كان قادرًا على الاستمرار والتقدم، كان أنصار الشريعة، وهو فرع القاعدة في ليبيا، قبل أن يبايع "داعش" فيما بعد، ففي 2012، أرسل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مساعده عبد الباسط عزوز، لإنشاء أول معسكر للقاعدة في ليبيا، وضم ما يقرب من 300 مقاتل، تحت قيادته في بني غازي، بينهم مصريون، وورد هذا في الاعترافات التي أدلى بها عضو التنظيم، ثروت صلاح، عقب إلقاء القبض عليه في مدينة العاشر في مصر. وامتلك تنظيم القاعدة بعدها معسكرًا في مدينة درنة الليبية، ثم أنشأ عدة معسكرات، كانت تخضع لكتيبة شهداء أبو سليم، ومجلس شورى شباب الإسلام بدرنة، وهي خليط من مجموعات عائدين من ساحات القتال في سوريا والعراق ومالي والجزائر، كما أن هناك إحصائيات تشير إلى أن أكثر من 100 قيادي ليبي، كانوا في صفوف "داعش"، وقاتلوا برفقة أب ومصعب الزقاوي، وغالبتيهم عاد ومعهم المئات. منذ نشأتها وتعرف جماعة "أنصار الشريعة" دورها تحديدًا، فلم تدخل في أي صراع سياسي، ومن اليوم الأول اعتمدت على السلاح، فهي ترفض العملية الديمقراطية والانتخابات، ولا تعترف بالدولة، وتدعو إلى إقامة الخلافة، وترى أن كل من لا يحكم بالشريعة فهو كافر، وكان المسئول عنها في بنغازي، محمد الزهاوي "قتل منذ شهر"، في معارك ضد قوات اللواء خليفة حفتر، وكان من السجناء السابقين وتم تعيين بديلا له، لكن لم يعلن عن هويته حتى الآن. تحول كبير حدث لهذه الجماعات في ليبيا، منذ بايعت أنصار الشريعة في نهاية العام الماضي، تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث حصلت على دعم كبير، وتمكنت من إخضاع العديد من المناطق لها في درنة، وأعلنتها مركزًا للخلافة، وانتشرت في مصراتة وسرت وطرابلس، لكن بشكل أقل. وسيطر بالفعل التنظيم على الكثير من المناطق والسلاح، وهو من نفذ عملية قتل المصريين "21 قبطيًا مصريًا"، ويسعى لنشر قواته على الحدود المصرية، مستغلا سيطرته على مدينة درنة. "كتيبة شهداء 17 فبراير" معروفة بانتمائها لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، وتتخذ من أحد معسكرات الجيش الليبي مقرًا لها في منطقة القوارش في المدينة، وتعتبر أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في شرق ليبيا، وتحصل الكتيبة على تمويلها من وزارة الدفاع الليبية سابقًا، وتمتلك مجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، علاوة على منشآت تدريبية في أهم المواقع داخل المدينة، ونفذت العديد من المهام الأمنية، ومهام إرساء النظام شرقي ليبيا، وفي الكفرة، وفي الجنوب، وغالبية أعضائها من أبناء المدينة. "كتيبة الشهيد راف الله السحاتي" بايعت أنصار الشريعة، لكنها لاتزال أيضًا تعمل وفقًا لمصالحها والمنطقة التي تسيطر عليها، سميت بذلك نسبة إلى شخص قتل أثناء قتاله قوات القذافي في 19 مارس 2011 في بنغازي، وبدأت الجماعة ككتيبة ضمن لواء 17 فبراير، قبل أن تتوسع وتصبح جماعة مستقلة بذاتها. " كتيبة شهداء أبو سليم " متواجدة في مدينة درنة الليبية، وهي جماعة جهادية سابقة، من بين أوائل الجماعات التي ثارت ضد نظام القذافي في فبراير 2011، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى شهداء سجن أبو سليم، وهي تحت قيادة سالم دربي، الذي أعلن في الأيام الماضية تكوين الجيش الإسلامي وجيش تحكيم الدين، وهي مليشيات مرتبطة بتنظيم القاعدة. "قوات درع ليبيا" والتي تعد من أكبر الجماعات المسلحة، شرق ليبيا، وتحصل على الدعم المادي من وزارة الدفاع سابقًا ومليشيات الدروع التابعة لجماعة الإخوان، وهي من الأذرع الرئيسية لمدينة مصراته وكانت تتمركز في شرق ووسط وغرب ليبيا وتمتلك مئات الدبابات والصواريخ والأسلحة الحديثة، منها صواريخ سكود بعيدة المدى، والمضادة للطائرات والآليات العسكرية، والتي حصلت عليها من مخازن الجيش الليبي والتي كانت متواجدة في منطقة الجفرة، وبعضها حصلت عليه الجماعة من الخارج عبر الموانئ البحرية والبرية. "مليشيات مرتزقة" تضم جزء من أصحاب السوابق الجنائية، المستفيدين من العفو الذي أصدره المجلس الانتقالي، وتضم مجموعة من الجنسيات الأفريقية المختلفة، حيث بدأت في خطف وابتزاز المواطنين، ثم جندتهم جماعة الإخوان، وأنصار الشريعة، لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والتفجير، مقابل دفع الأموال لهم. "كتيبتي القعقاع والصواعق" وهما كتبتين مناهضتين لفجر ليبيا، وتابعتين لمقاتلين سابقين من بلدة الزنتان الغربية، التي انضمت إلى عمليات الكرامة من جهة، ومن أخرى كتائب تميل إلى التكفيريين المتطرفين، والكيانات الأخرى. كتيبة الفاروق أسسها أبو على، وهي أحد أبرز التشكيلات المنضوية تحت أنصار الشريعة، والتي تعد أحد أبرز الجماعات الداعمة لفجر ليبيا، وهي المسئولة عن قتل طبيب مصري، واختطاف 13 قبطيًا مصريا، حيث فرضت أفكارها على الأسواق والمحال التجارية، والطرق.