- أمريكا تحارب "داعش" في العراق وسوريا وتدعو لانخراطه داخل حكومة ائتلافية في ليبيا - حمد بن قطنش: التحالف الدولي سيوجه ضربه إلى "داعش" بقيادة فرنسا خلال عام 2015 - "داعش" نجح في تجميع الجماعات الإرهابية في ليبيا تحت رايته حالة الفراغ الأمني التي خلفتها الحرب الدولية على ليبيا، غيرت مسار الثورة الليبية من ثورة تبحث عن الحرية والديمقراطية إلى نقطة بداية لاشتعال الحرب الأهلية؛ نتيجة فشل الدولة بعد هيمنة المجموعات الإرهابية التي دخلت في حماية النيتو إلى ليبيا على مؤسسات الدولة. فبعد تدمير الجيش الليبي والذي كان يبلغ تعداده 130 ألف عسكري، إضافة إلى الكتائب الأمنية التي دخلت ليبيا في حالة فراغ أمني واستولت المجموعات الإرهابية على معظم أسلحة ترسانة الجيش الليبي التي تقدر ب45 مليون قطعة سلاح. وترك المجتمع الدولي ليبيا تغلي تحت سطوة المجموعات الإرهابية ما أدى إلى فشل المرحلة الانتقالية وتحولت ليبيا إلى مركز للجماعات المتطرفة في المنطقة، فأبو عياض التونسي وجد في الجنوب الليبي موقعا مناسبا ليعسكر فيه مع 4000 آلاف مقاتل، وكذلك الجزائري مختار بلمختار القيادي بتنظيم القاعدة بالمغرب العربي، والمالي إياد غالي زعيم جماعة أنصار الدين. كذلك نجحت جماعة أنصار الشريعة بقيادة سفيان بن قمو سائق أسامة بن لادن من اختطاف مدينة درنة في شمال شرق ليبيا وإعلانها إمارة إسلامية تحتكم لشريعة الجماعات المتطرفة بعيدا عن سلطة الدولة، وتم اختطاف مدن أخرى مثل صبراتة في الغرب وسرت في وسط ليبيا وشهدت ليبيا عدة حروب أهلية أفقية لم تصل إلى الحرب الشاملة ولم تتخذ المسار الرأسي كما في الوسط الغربي لليبيا بين قبائل بني وليد ومصراتة. وكذلك مصراتة والزنتان في العاصمة طرابلس والتبو وقبائل أولاد سليمان في جنوب ليبيا. وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الجماعات الجهادية في ليبيا ولاءها ل"داعش" ومبايعة الخليفة أبو بكر البغدادي. وأكدت القيادة الأمريكية في إفريقيا وجود 200 عنصر من داعش داخل معسكرات في مدينة درنة وذلك قبل أن تعلن كل الجماعت الموالية للقاعدة بما فيها الليبية المقاتلة ولاءها لداعش ومبايعتها للبغدادي، ناهيك عن العناصر التي تم استجلابها من تركيا بالطائرات المدنية إلى طرابلس ومصراتة. وقد أعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكا الحرب على "داعش" في العراق وسوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أن يشمل قرار إعلان الحرب على داعش ليبيا. ليس الآن قائد القوات الإفريقية في إفريقيا الجنرال ديفيد رود ريجيز، أكد وجود داعش في مدينة درنة شرق. وقال إن تقارير استخباراتية تؤكد وجود قرابة 200 عنصر من داعش داخل عدة معسكرات تدريب شرق ليبيا، وأضاف أن بلاده تراقب الوضع عن كثب لمعرفة المزيد من المعلومات. واستبعد رود ريجيز أن تقوم بلاده بتوجيه ضربة لداعش ليبيا في الوقت الحالي. كذلك أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان -في تصريحات صحفية- أن تنظيم داعش يحاول الإمساك بزمام الأمور في ليبيا وذلك بعد أن تحالف مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. ويستبعد هشام الطيب -الخبير الليبي في الشئون الاستراتيجية- قيام التحالف الدولي بمحاربة تنظيم داعش في ليبيا في الوقت الحالي. وقال الطيب -في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أمس الإثنين- إنه وعلى الرغم من اعتراف أمريكا بوجود داعش في ليبيا، إلا أنها قالت إنها لن تدخل معها في حرب الآن، مؤكدا أن تقدير الجنرال الأمريكي رود ريجيز قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، حول أعداد عناصر داعش في ليبيا غير دقيق. وأوضح الطيب أن عناصر داعش في ليبيا تتجاوز بضعة آلاف لا سيما بعد أن تحالف معها تنظيم القاعدة في المغرب العربي فكل الجماعات الإرهابية في ليبيا موالية له، كما أن وجودها لا يقتصر على درنة، مشيرا إلى تواجدها في بنغازي؛ حيث تمتلك العديد من المعسكرات للتدريب، كما أنه تم نقل العديد من عناصرها في العراق وسوريا إلى الأراضي الليبية من خلال تركيا بالطائرات ووصلت إلى طرابلس ومصراتة وهي مدن تسيطر على مطاراتها المليشيات الإرهابية. وأضاف الطيب أن أمريكا تقلل من خطورة داعش في ليبيا حتى لا تكون ملزمة بمحاربتها في إطار التحالف الدولي. واستغرب الطيب كون أمريكا التي تقود الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا تدعو إلى انخراط داعش في حكومة ائتلافية في ليبيا. نشاط داعش ويستبعد أحمد بن قطنش، الناشط السياسي والإعلامي الليبي، أن يعلن التحالف الدولي الدولي على دواعش ليبيا الحرب في المدى المنظور، على الرغم من تزايد التنظيم الملحوظ في الفترة الأخيرة. وأوضح قطنش -في تصريحات ل"البوابة نيوز"- أن داعش نجح في توحيد الجماعات الإرهابية الأخرى تحت رايته؛ فالتشكيلات المتطرفة في ليبيا مثل أنصار الشريعة وكتيبة شهداء أبو سليم واتحاد المجاهدين في درنة كما مجلس شورى الإسلام ومجلس اتحاد الثوار كلهم أصبحوا دواعش يقاتلون تحت راية أبو بكر البغدادي وأصبح لداعش الآن فروع في درنة وبنغازي وسرت ومصراتة وطرابلس، وقد أعلنت عن نفسها في العاصمة بتفجير مبنى الأمن الدبلوماسي، أول أمس السبت، وذبح مواطن ليبي أمس الإثنين وقامت في سرت بقتل الطبيب المصري مجدي صبحي وأسرته، كما أصدرت بيانا تتهم فيه الحكومة غير الشرعية برئاسة الحاسي أنها كافرة وتوعدتها بالانتقام لأنها هنأت المسيحيين بعيد الكريسماس. وتوقع قطنش أن يقوم التحالف الدولي بتوجيه ضربة لداعش في عام 2015 فهو يعلم نفوذ داعش في ليبيا الآن ولكن يؤجل معركتها. وأضاف قطنش أن فرنسا هي التي ستقود حرب التحالف على داعش في ليبيا لأنها تخشى على مصالحها في دول الساحل الإفريقي التي تعتبرها مناطق نفوذ لها والتي لها حدود مشتركة مع الجنوب الليبي الذي يقع خارج سيطرة الدولة الليبية.