سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المد "الداعشي" يشدد في العراق ويتجلى في ليبيا.. ويقتل 21 مصريا بالجماهيرية انتقاما من الكنيسة على خلفية واقعة حدثت في 2005.. خبراء ليبيون: ليس أمامنا إلا دعم الجيش أو تجهيز رقابنا للذبح
تزايد نشاط تنظيم "داعش" الارهابي داخل الأراضي الليبية، حيث بدأ في تكثيف تحركاته في الجنوب وخاصة مدينة الكفرة التي تحوي العديد من مخازن السلاح الليبي بما فيها مخازن للأسلحة إضافة إلى سيطرة التنظيم على بئر نفط المبروك بمنطقة زلة القريبة من الجفرة وتحركه شمالا حيث ساحل البحر المتوسط وفرض سيطرته على مدينة سرت ذات الاهمية الاستراتيجية واقامة عرض عسكري بمنطقة النوفلية 60 كم غرب الهلال النفطي على الساحل الليبي. كل هذا مؤشرات على ان مرحلة التجلي الاكبر لتنظيم داعش في ليبيا قد بدأت . فالتنظيم بدأ يتحرك بشكل نظامي ويفرض سلطانه وادراته ونظامه السياسي على سكان 12 منطقة ليبية حيث أصبح الأهالي عرضة للضرب في الميادين العامة إذا ما سمح ولي الأمر لزوجته أو أخته او ابنته الذهاب إلى العمل أو الاختلاط مع مجتمع الذكور في أي مكان. وتعكف الإذاعات الليبية على بث خطب أمير التنظيم أبوبكر البغدادي، إضافة إلى البيانات الإرشادية والتحذيرية كما المبايعات الجديدة لابوبكر البغدادي اميرا للمؤمنيين، في الوقت ذاته يمنع المجتمع الدولي تقديم الدعم اللوجستي للجيش الليبي الذي يخوض حربا غاية في الصعوبة ضد تنظيم داعش والتنظيمات المتحالفة معه، هذا إضافة إلى الصراعات السياسية داخل مؤسسات الدولة الفاشلة والتي تحركها اجندات غربية وإقليمية بهدف تغذية الصراع في ليبيا وفتح الطريق امام انتقال الازمة الليبية الى دول الجوار والتي فشلت في عقد مؤتمرها الثالث حول ليبيا امس الخميس بالعاصمة التشادية انجامينا المشغولة بمحاربة جماعة بوكو حرام النيجيرية والموالية لداعش وتتلقى دعما كبيرا من الجماعات الارهابية في ليبيا . ويرى مراقبون ان الاتحاد الافريقي كان أجدر به تشكيل قوات لدعم الجيش الليبي لمحاربة الارهاب في ليبيا على اعتبار أنها المركز والملاذ الأمن للجماعات الإرهابية. كما أنها بمثابة داعم لوجستي كبير للجماعات الارهابية في مالي ونيجيريا والصومال، وشكلت الصراعات الثنائية بين السياسيين في ليبيا لا سيما بين انصار ثورة فبراير وانصار سبتمر فرصا امام الجماعات الارهابية التي استفادت من هذا الصراع في خلق ظهير شعبي قوي مساند لها لاسيما وان معارضي ثورة فبراير يتجاوز ثلث سكان الدولة الليبية. وأكد هشام الطيب، الخبير الاستراتيجي الليبي، ذبح تنظيم "داعش" الإرهابي، فرع ليبيا، 21 مصريًا، ينتمون للدين المسيحي في مدينة سرت، على ساحل البحر المتوسط. وأوضح الطيب، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، أن مفتي التنظيم، وهو تونسي الجنسية، أفتى بذبح المسيحيين المصريين، كنوع من الثأر للفتاتين المسيحيتين اللتين أشهرتا إسلامهما عام 2005، وتم تسليمهما للكنيسة، ولا يعرف أحد شيئًا عن مصيرهما حتى الآن. وفسر الطيب قيام "داعش" بذبح المصريين المسيحيين، بأنه ضمن المخطط الأمريكي للفوضى في المنطقة، وذلك بتصدير أزمة فتنة طائفية إلى مصر . وأشار إلى أن قوات "الكوماندوز" الخاصة، كان بإمكانها انتشال العمال المصريين، وإنقاذهم من الموت، لاسيما أن عناصرها المخابراتية، منتشرة داخل الأراضي الليبية، وقد قامت في وقت سابق بخطف الإرهابي أبوأنس الليبي، من قلب العاصمة طرابلس، وخطف الإرهابي أبوخثالة، من أحراش درنة. وأكد الطيب سيطرة تنظيم الدولة في العراق والشام على 12 منطقة في ليبيا. وأن داعش يفرض سيطرته كاملة على مدن مثل سرت وصرمان ودرنة وأنه قام بالسيطرة على الإذاعات المحلية والمستشفيات وحتى المؤسسات الحكومية مثل الجوزات وأقسام الشرطة. وأشار الطيب إلى خطورة مثل هذه الإجراءات التي ستتيح له استخراج جنسيات وجوزات سفر ليبية لعناصر أجنبية قد يستخدمونها للسفر إلى أماكن مختلفة للقيام بعمليات إرهابية، وأشار إلى رفض الشارع الليبي لتمدد داعش في البلاد لكنه يسمتع بالوضع الراهن لأنه لا يستطيع المقاومة لاسيما في ظل غياب المؤسسات الأمنية وعدم وجود استراتيجية محددة لمحاربة التنظيم الإرهابي. واستبعد محمد أبوصير، المستشار السياسي للجيش الليبي الوطني، صحة ما تداولته وسائل الإعلام عن إعدام تنظيم داعش الإرهابي، ل21 قبطيًا مصريًا في ليبيا . وتوقع في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن تنظيم داعش أظهر صور العمال المصريين في الزي البرتقالي المعروف بأنه زي الإعدام لفتح باب المساومة مع الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بهدف تحرير فتاتين أشهرتا إسلامهما منذ 5 سنوات. وحول إمكانية تدخل دولي ضد داعش أكد المستشار السياسي للجيش الليبي أن الغرب لن يتدخل في ليبيا سواء كانت أوروبا أو أمريكا، فأوروبا مفلسة ومشغولة بالأزمة الأوكرانية كما أن أمريكا لا يمكن إلا أن تقوم بعمليات خاصة محدودة تقتصر على القيام بعمليات خطف بعض الارهابيين المطلوبين أمريكيا. وأضاف: لا توجد اي مؤشرات على رغبة الغرب رفع حظر توريد السلاح للجيش الليبي، واستنكر أبوصير الصراعات السياسية التي تفتت الليبيين وتشغلهم عن مواجهة العدو الحقيقي المتمثل في الإرهاب، واكد تمدد داعش في كل أنحاء ليبيا وان سيناريو داعش في العراقوسوريا يجري اليوم في ليبيا. وقال : إن البغدادي أرسل مئات القيادات إلى ليبيا من المختصين ببناء السلطة وانه نصب حاكما على النوفلية قادما من سوريا وأعلن الإمارة في سرت وستسقط المدن الليبية تباعا في يد داعش، كما أن الأعمال التمهيدية بدأت السيطرة على طرابلس بالحرائق التى ستتبعها الاغتيالات والتفجيرات ولن تبقى مصراته بعيدة عن ذلك و ليس أمام الليبيين إلا دعم الجيش الليبي أو تجهيز أعناقهم للذبح.