«البنت لابن عمها».. شعار دائمًا ما ترفعه الأسر التى تترابط، وتصر على استمرار هذا الترابط عن طريق الزواج. أحيانًا يكون باسم التقاليد، وأحيانًا أخرى يكون حفاظًا على الإرث بكل أنواعه، وهكذا كانت هناء التى ارتبطت بقصة حب مع ابن عمها قبل أن تنظر للإرث أو التقاليد، وجمع الحب بين القلبين، ورأت العائلة هذا الحب يكبر بينهما، فباركته وساعدت على ظهوره إلى النور وتمت خطبة هناء لابن عمها. مرت فترة الخطوبة بحلاوتها لتنتقل هناء إلى عش الزوجية، وسط فرحة الأبوين، بعدما استطاعا أن يتوجا ترابطهما بزواج العروسين، وازدادت الفرحة فى القلوب بعدما بدأت بشائر الحفيد تظهر على الملامح، وكلما كبرت البذرة وانتفخت الأرض التى كانت تحملها، كانت الفرحة تترقب وصول الحفيد الأول لهناء وزوجها. مرت ثلاث سنوات على الزواج وأصبح الحفيد اثنين والسعادة تلازم الأسرتين، لكن يبدو أن أيام الهناء آذنت بالرحيل والحب والتقاليد والحفاظ الإرث كلها تكسرت فى لحظة واحدة. كانت صدمة هناء شديدة، جعلتها تسقط مغشيًا عليها، عندما علمت أن زوجها الذى منحته قلبًا وعقلًا وجسدًا ظهرت ملامحه عليه بإنجابها ولدين منه، قرر قطع كل ذلك بورقة وعقد زواج جديد من عروس جديدة. ظنت هناء أن الأمر فيه سوء فهم، أو اختلط عليها بعد حبها الكبير لزوجها، فقررت الوصول إلى الحقيقة من أصلها، فواجهت زوجها بما سمعت، فأكد لها أن ما سمعته هو الحقيقة، وأنه سيتزوج من عروسه الجديدة خلال أيام، وبرر لها ذلك بأنها السبب فى هذا الزواج، فهى التى قصرت فى حقه، ولم تمنحه الروح والجسد اللذين كانا ينتظرهما منها، وبعدما عرفت ذلك طافت على أفراد أسرتها، لعلها تجد عندهم من يردعه ويرده عن فعله، فكانت الصدمة التالية أنها علمت أن أفراد أسرته كلهم يعلمون بأمر زواجه الجديد إلا هى. لملمت بقاياها ورحلت إلى بيت أبيها، عساها تجد عنده الحل لإنقاذ بيتها وانتظارًا لهدوء زوجها، فربما يعود إليها نادمًا ومعترفًا بغلطته واعدًا إياها بعدم التكرار، لكنه لم يحدث ما حلمت به، فعادت إلى شقتها بعدما تركها ابن عمها وأقام فى شقته الجديدة بعد الزواج. طرقات على الباب بددت التفكير الذى سيطر عليها، فتحت فوجدت محضر تسليم القضايا مخبرًا إياها بأنها مطلوبة فى قضية تزوير، فقد اتهمها زوجها بالتزوير فى عقد التليفون. بدأ الزوج فى المساومة إما التنازل عن الشقة وإما استكمال القضية، تنازلت له عن الشقة وبقيت هى وولداها فى شقة بالإيجار وجنيهات قليلة يرميها إليها ابن عمها كل شهر عساها تقيم بها أودها. بعد 3 سنوات ظهر ابن العم مرة أخرى، وطلب منها ترك الشقة التى استأجرها لها وخيّرها بأن تأخذ ولديها معها أو تتركهما له، رحلت من شقته بولديها. مرت السنون بمرها عامًا بعد آخر حتى وصل عددها 14 سنة لتقرر الذهاب إلى محكمة الأسرة بزنانيرى لتطلب الطلاق، وأقامت الدعوى رقم «154 لسنة 2014»، تطالب فيها بالطلاق وحقوقها كاملة. من النسخة الورقية